وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، في مؤتمر صحافي بالمجمع الرئاسي في أنقرة، إنّ "خطوات إخراج المعارضة المعتدلة من إدلب غير مقبولة"، مضيفاً "ننسق مع روسيا لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، وإخراج العناصر الإرهابية منها"، لافتاً إلى أنّ تركيا "لن تسمح لأي أحد بأن يستهدف المعارضة، بل تعمل على حمايتها لأنّ الحفاظ عليها يحدّد الأطراف التي تجلس على طاولة المفاوضات السياسية".
والإثنين الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، بعد قمة في مدينة سوتشي جنوبي روسيا، الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل مناطق النظام عن مناطق المعارضة في إدلب.
وحال الاتفاق دون تنفيذ النظام السوري وحلفائه هجوماً عسكرياً على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
وشدد على ضرورة "الفصل والفرز بين العناصر الإرهابية والمعارضة، من أجل التعامل مع الإرهابين بمختلف الوسائل؛ عبر الإقناع، أو تحييدهم، أو بطرق أخرى"، مشدداً على أنّ "تركيا لا تقبل بوجود الإرهابيين على حدودها، فيما تفاصيل المنطقة الآمنة، وعملية الفرز، لا يزال التنسيق بشأنها يجري ميدانياً".
كما أكد كالن أنّ "تحميل كامل أعباء الأزمة السورية، ومسألة إدلب، ومكافحة الإرهاب على عاتق تركيا، ليس عادلًا ولا يمكن قبوله"، مشيراً إلى أنّ أنقرة "ستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز قوة نقاط المراقبة التي أنشأناها في إدلب".
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، انتهاء العمل "تقريباً" على تسيير دوريات مشتركة مع القوات الأميركية في مدينة منبج بمحافظة حلب شمالي سورية.
وقال كالن إنّ "التدريبات والدوريات المشتركة مع أميركا في منبج ستبدأ قريباً"، مضيفاً "نتطلع إلى تطبيق خارطة طريق منبج بالشكل المُخطط له ومن دون أي تأخير".
وفي الوقت عينه، شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، على أنّه "من غير المقبول"، مواصلة واشنطن تسليح "وحدات حماية الشعب" الكردية، مع استمرار "خارطة الطريق" في منبج.
وقال كالن، إنّ "خارطة طريق منبج اتفاق مهم ونحن ملتزمون به، لكن استمرار الولايات المتحدة في التعامل مع التنظيم الإرهابي يعد مصدر قلق لنا"، مؤكداً أنّ "حان الوقت للمضي قدماً بتنفيذ خارطة الطريق التي تحددت مهلة 90 يوماً لتطبيقها، وعليه يجب تطبيق الخارطة قبل انتهاء هذه المدة".
وفي 18 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية، بدء الجيشين التركي والأميركي تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، ومنبج.
ويأتي تسيير تلك الدوريات في إطار "خارطة الطريق" التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن في يونيو/حزيران الماضي، بشأن إخراج المليشيات الكردية من منبج.
وتوقّع المتحدث باسم الرئاسة التركية، "إسهام المجتمع الدولي في العملية السياسية بسورية"، قائلاً إنّه "يتوجب على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته السياسية والإنسانية، بالتوازي مع قيام الرئيس رجب طيب أردوغان بدبلوماسية تخدم السلام العالمي"، منتقداً "الدول التي تركت تركيا تتحمّل العبء الإنساني لوحدها، وخاصة الاتحاد الأوروبي الذي يتأخر في تسديد 6 مليارات يورو تعهد بها لدعم اللاجئين".
وشدد على أنّ "جهاز الاستخبارات التركي، ومؤسساتنا الأمنية، ستواصل بكل عزم عملياتها خارج البلاد ضد التنظيمات الإرهابية".
ولم يؤكد كالن لقاء أردوغان، مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، فيما وصف زيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى برلين بأنّها "تحمل أجندة إيجابية".
لافروف
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، إنّ "جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) يجب أن تغادر المنطقة المنزوعة السلاح بسورية، بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل".
وبينما أكد كالن مواصلة العمل على تحديد المنطقة الآمنة في إدلب، قال لافروف، بحسب ما تقلت عنه وكالة "تاس" الروسية، إنّ "جيشي روسيا وتركيا اتفقا على حدود المنطقة منزوعة السلاح في إدلب".
واعتبر وزير الخارجية الروسي، أنّ "التهديد الرئيسي لوحدة الأراضي السورية يجيء من الضفة الشرقية لنهر الفرات، والتي تسيطر عليها أميركا".