وأفاد وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، بأنّه استُكمل اليوم شحن أجزاء من منظومة إس-400 الروسية، عبر ثلاث طائرات، مؤكداً أنّ عملية شحن باقي الأجزاء ستتواصل في الأيام المقبلة. وقال: "جنودنا يواصلون التدرب في تركيا وروسيا على نصب واستخدام منظومة "إس- 400" الصاروخية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية وصول أول مجموعة من أجزاء منظومة "إس 400" إلى المطار العسكري.
وقال بيان نشرته الوزارة على حسابها في موقع "تويتر"، إنه "في إطار الاتفاق المبرم بين الجانبين، بدأ شحن أول مجموعة من أجزاء منظومة إس 400 إلى قاعدة مرتد الجوية في العاصمة أنقرة، ابتداءً من 12 يوليو 2019".
بدورها، أكدت رئاسة الصناعات الدفاعية في بيانٍ، بدء المرحلة الأولى من عملية تسلّم منظومة إس-400، مع وصول أول طائرة تقلّ أجزاء المنظومة، إلى العاصمة أنقرة، مشيرة إلى أن تسلّم الأجزاء الأخرى التابعة للمنظومة سيستمر خلال الأيام المقبلة.
Twitter Post
|
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أن عملية تسلّم منظومة الصواريخ الروسية "تسير كما هو مخطط لها، ولا تعتريها أي مشاكل".
وقال جاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره السويسري إغناسيو كاسيس في أنقرة، إن "الصفقة اكتملت والعملية تسير كما هو مخطط لها، ونحن ننسق كل الأمور المتعلقة بعملية التسلم". وأضاف: "عملية تسلم المنظومة لا تعتريها أي مشاكل، وستستمر على هذا النحو مستقبلاً".
ولفتت الصحيفة إلى أن منظومة الرادار أيضاً جرى تسليمها إلى تركيا، حيث كانت الشحنة الأولى تتضمن فقط الصواريخ ومنصات إطلاقها، فيما كان يخطط لوصول الرادارات بعد انتهاء نصب الصواريخ ومنصاتها، ولكن التطورات الحاصلة والتوترات في منطقة شرق المتوسط، جرّت عملية دبلوماسية واسعة من قبل تركيا مع روسيا، أسفرت بالنهاية عن تسليم منظومة الرادر أيضاً خلال الشحنة الحالية.
وأضافت أن منظومة الرادار ستستطيع مسح وتغطية منطقة يصل مداها إلى 600 كيلومتر، فيما يبلغ مدى الصواريخ 400 كيلومتر، ومن أجل ذلك، وصل وفد روسي إلى تركيا مكون من تسعة خبراء في 28 حزيران/يونيو الماضي، فيما ينتظر وصول فريق آخر مكون من 60 شخصاً لاستكمال نصب المنظومة.
وأكدت أنه يتم العمل على ولايتين تركيتين لم تحددا بعد لاختيار مكان نصب المنظومة، ولكن يرجح أنها في جنوب البلاد، وستقرر القوات المسلحة التركية خلال الأسبوع الحالي مكان نصب المنظومة، حيث من المنتظر أن يتم تفعيلها اعتباراً من 10 أيلول/سبتمبر المقبل، وبالتالي ستكون تركيا مالكة لصواريخ "إس 400" الروسية بشكل فعال اعتباراً من 10 أيلول/سبتمبر المقبل.
ويأتي هذا الإعلان رغم تواصل التهديدات التي توجّهها واشنطن إلى أنقرة، لعدم حيازة هذه المنظومة الدفاعية المضادّة للطائرات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، يوم الثلاثاء الماضي، إن "تركيا ستواجه عواقب حقيقية وسلبية إذا قبلت منظومة إس 400".
وفي إطار رفضها المتواصل للتهديدات الأميركية دعت أنقرة واشنطن، يوم الأربعاء، إلى عدم اتخاذ تدابير من شأنها "الإضرار بالعلاقات" الثنائية. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "ندعو الطرف الأميركي إلى عدم اتخاذ إجراءات مضرّة تهدد الدبلوماسية والحوار وتضرّ بعلاقاتنا". وتعارض الولايات المتحدة بشدة شراء تركيا لنظام "إس 400"، معتبرة أن الأنظمة الروسية تتعارض مع أنظمة حلف شمال الأطلسي الذي يضم تركيا.
بالإضافة إلى ذلك، ترى واشنطن خطراً حقيقياً في إمكانية تمكن المشغلين الروس الذين سيدربون العسكريين الأتراك على منظومة "إس 400"، من كشف الأسرار التكنولوجية للمقاتلة الأميركية الجديدة "أف 35"، التي تريد أنقرة شراءها أيضاً.
وكانت واشنطن قد منحت تركيا في مطلع حزيران/ يونيو مهلة تنتهي في 31 تموز/ يوليو، للاختيار بين المنظومة الروسية أو المقاتلات الأميركية.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أواخر حزيران/ يونيو الماضي، بعد لقائه نظيره الأميركي دونالد ترامب، أنه لا يخشى تعرّض بلاده لعقوبات بسبب شراء صواريخ "إس 400". ويأتي الإعلان التركي بعد يومين من وصول السفير الأميركي الجديد ديفيد ساترفيلد إلى أنقرة لتسلم مهامّه، بعدما ظل منصبه شاغراً لما يقارب العامين، مع ارتفاع التوتر بين البلدين.
ورداً على الإعلان التركي، أعرب حلف شمال الأطلسي عن "القلق" إزاء حيازة تركيا على منظومة "إس 400". وقال مسؤول في الحلف "نشعر بالقلق إزاء التداعيات المحتملة لقرار تركيا حيازة منظومة إس-400".