ترقّب إيراني لمحادثات فيينا ولدور الوسيط العماني

17 نوفمبر 2014
الطرف العماني حمل رسالة أميركية إلى إيران(فرانس برس)
+ الخط -

ينتظر الجميع في الداخل الإيراني، ما ستسفر عنه جولة المحادثات النووية الجديدة التي ستبدأ، غداً الثلاثاء، بين إيران والسداسية الدولية في فيينا، وهي جولة مفاوضات حاسمة كونها توجب على كل الأطراف التوصّل إلى اتفاق خلال المهلة، التي حدّدها اتفاق جنيف، التي تنتهي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

التفاؤل بالتوصّل إلى اتفاق في المستقبل القريب زاد كثيراً، ولاسيما مع زيارة سريعة وغير رسمية، لوزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، إلى طهران، ولقائه الرئيس الايراني، حسن روحاني، ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، خصوصاً وأنّ سلطنة عمان، لطالما لعبت دور الطرف الوسيط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، في الأوقات الحرجة التي يتصاعد فيها التوتر بين البلدان.

ونقلت صحيفة "آفتاب يزد" المحسوبة على الإصلاحيين في البلاد، أنّها سألت المستشار الأول لوزير الخارجية، محمد صدر، عن هدف هذه الزيارة، وعن سبب عدم عقد مؤتمر صحافي مشترك، أو الإعلان عنها إلا قبل انتهائها، فأجاب "باختصار إنّ كل هذه الأمور، تحمل بين طياتها معانيٍ ورسائل كثيرة".

إلى ذلك، ركّزت الصحف الإيرانية، الصادرة صباح اليوم الاثنين برمّتها، على دور سلطنة عمان في تحقيق توافق مرتقب، ولاسيما أنّ جولة المفاوضات الأخيرة، عقدت الأسبوع الماضي في مسقط، وسبقها اجتماع بين وزيري الخارجية الإيراني والأميركي، بحضور ممثلة الاتحاد الأوربي، كاثرين آشتون، مما أعطى المراقبين للساحة الإيرانية مبرراً لإبداء هذا التفاؤل.

بدورها، كتبت صحيفة "ابتكار" أنّ وزير الخارجية العماني التقى قبل أيام نظيره الأميركي، جون كيري، في مطار مسقط، خلال تزوّد طائرة هذا الأخير بالوقود، ونقلت أنّهما بحثا معاً ملف البلاد النووي، وهو ما أعطى هذه المحادثات طابعاً أكثر جدية حسب البعض.

هذا وتكمن العقدة الأساس في إصرار إيران على إلغاء الحظر بالكامل، مقابل توقيع أي اتفاق نووي، وهو ما أكّده رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى، علي شمخاني، يوم أمس الأحد، إذ شدّد على أنّ إيران لن تتنازل عن هذا الشرط، وطالب الغرب بطرح مقترحات منطقية على طاولة الحوار.

في المقابل، إنّ التيار المتشدد في البلاد، لا يثق في الطرف الأميركي رغم دخول الوسيط العماني، إذ كتبت صحيفة "كيهان" المحسوبة على الطرف المحافظ المتشدّد، أنّ الشيء الوحيد الذي يستطيع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فعله هو تعليق بعض العقوبات، وتأجيل التفاوض حول هذا الأمر، إلى جولات حوار قادمة، في إشارةٍ إلى أنّ هذا الطيف يرجّح التمديد على توقيع اتفاق خلال أسبوع.

من جهةٍ أخرى، أفادت التصريحات الصادرة عن مقرّبين من الخارجية الإيرانية، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أنّ زيارة بن علوي ناقشت التطورات الإقليمية وملف مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي بدا في ساحة التحليل الإيرانية، أنّ الطرف العماني حمل رسالة أميركية جديدة إلى إيران تتعلق بالتعاون ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، وهو ما قد يعني صفقة إيرانية-أميركية مرتقبة، قد تشمل امتيازات واتفاقاً نوويّاً لمدة معينة.

ويرى البعض داخل إيران، أنّ كل هذا يعتبر نجاحاً للسياسات الإيرانية، إذ أشار وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني فضلي، اليوم الاثنين، إلى أنّ إيران استطاعت أن تجرّ أميركا إلى طاولة الحوار، وهذا بسبب كونها قوة إقليمية، تستطيع أن تلعب دوراً في العديد من ملفات المنطقة حسب تعبيره.