مسألة ترجمة أعمال تلفزيونية وأفلام سينمائية أجنبية إلى اللغة العربية قائمة دائماً. النقاش مفتوح. الأجوبة معلّقة. الحلول غير مُتحقَّقة، رغم بساطتها. الـ"دوبلاج" نمطٌ آخر من الترجمة، أكثر تطلّباً منها، لحاجته إلى أداءٍ صوتيّ واضح وواثق، ونطقٍ سليم، ونبرة تتفاعل مع انفعالات الشخصية وهواجسها ومسالكها، ومع مسارات السرد والمناخ الدرامي العام. الغرب يعتمد الـ"دوبلاج" لحثّ المُشاهِد على التركيز على العمل، بدلاً من التلهّي بقراءة الترجمة. تجربة الـ"دوبلاج" في لبنان والعالم العربي، مع أعمالٍ مكسيكية وتركية وهندية تحديداً، متناقضة في تاريخها، إذْ تبدأ بجدّية مع ممثلين/ ممثلات يمتلكون حضوراً صوتياً متماسكاً ومتوافقاً مع متطلّبات الأعمال والشخصيات، قبل أنْ تُصاب هذه المهنة بأعطابٍ جمّة، إنتاجاً واشتغالاً وخضوعاً لمتطلّبات السوق الاستهلاكية.
الترجمة إلى العربيّة تفضح المترجِم أكثر من الـ"دوبلاج". مشاهدون كثيرون في العالم العربي يُتقنون اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وبعضهم يُتقن لغات أخرى، كالإسبانية مثلاً. هذا عاملٌ مُساعد على تبيان فضائح الترجمة، لغة وتعبيراً ومفردات وكتابة وطباعة. الـ"دوبلاج" يُخفي النصّ الأصليّ، بينما اللغتين التركية والهندية غير محتاجتين إلى إخفاء، فعربٌ قليلون للغاية يُتقنونهما. عاملون في الترجمة والـ"دوبلاج" يقولون فضائح، إذ تختفي مقاطع كاملة من النصّ الأصليّ لعدم ملاءمته "ثقافة" بلدٍ عربي وتقاليده ومسالكه. لكنْ، ما دامت الأعمال والأفلام تلك غير مناسبة لبيئة عربية، فلماذا عناء استيرادها و"تزوير" وقائع فيها غير ملائمة للبيئة؟
مشاكل الترجمة ـ الـ"دوبلاج" كثيرة، بعضها غير مرتبط بشحّ المال وندرة الإنتاج وبأحوال بيئة عربية. هناك ما يتعلّق باللغة العربية نفسها، كتابةً وسياقاً. اعتماد "لغة سيبويه" غير مطلوبٍ البتّة، لكنّ اللغة العربية متمكّنة من فصحى مخفّفة، تجمع بين صحّة النصّ المكتوب ومزاج الجمهور، الذي يُشاهد لتسلية أو لتمضية وقت أو لمتعة أو لرغبة. الترجمة تحتاج إلى أمانةٍ كبيرة، لا إلى قناعاتٍ شخصية لمُترجمٍ. الـ"دوبلاج" يحتاج إلى جهدٍ يتخطّى الترجمة السليمة (المطلوبة طبعاً) إلى تمثيلٍ يعتمد على الصوت، نبرة ونطقاً وتعبيراً. الترجمة أرخص. الـ"دوبلاج" يتطلّب ميزانيات، وخصوصاً إنْ كان المُدبلِج اسماً معروفاً في المشهد العام.
الترجمة العربية السليمة تريد معرفة باللغتين، لكنها غير محتاجة إلى ميزانيات ضخمة. إذاً، المشكلة في المترجِم، والجهة التي يعمل معها. جانب الترجمة في الـ"دوبلاج" شبيهٌ بهذا، وإنْ غاب النصّ الأصليّ عن السمع.
التساؤلات مستمرّة. الإجابات مُعلّقة. لكن الحاجة ماسّة إلى إعادة تأهيل هاتين المهنتين بما يتناسب مع جوهرهما. الخطوات الأولى متواضعة وبسيطة، لكنّها مهمّة: نصّ عربيّ صحيح ودبلجة سليمة، كبداية على الأقلّ.
مشاكل الترجمة ـ الـ"دوبلاج" كثيرة، بعضها غير مرتبط بشحّ المال وندرة الإنتاج وبأحوال بيئة عربية. هناك ما يتعلّق باللغة العربية نفسها، كتابةً وسياقاً. اعتماد "لغة سيبويه" غير مطلوبٍ البتّة، لكنّ اللغة العربية متمكّنة من فصحى مخفّفة، تجمع بين صحّة النصّ المكتوب ومزاج الجمهور، الذي يُشاهد لتسلية أو لتمضية وقت أو لمتعة أو لرغبة. الترجمة تحتاج إلى أمانةٍ كبيرة، لا إلى قناعاتٍ شخصية لمُترجمٍ. الـ"دوبلاج" يحتاج إلى جهدٍ يتخطّى الترجمة السليمة (المطلوبة طبعاً) إلى تمثيلٍ يعتمد على الصوت، نبرة ونطقاً وتعبيراً. الترجمة أرخص. الـ"دوبلاج" يتطلّب ميزانيات، وخصوصاً إنْ كان المُدبلِج اسماً معروفاً في المشهد العام.
الترجمة العربية السليمة تريد معرفة باللغتين، لكنها غير محتاجة إلى ميزانيات ضخمة. إذاً، المشكلة في المترجِم، والجهة التي يعمل معها. جانب الترجمة في الـ"دوبلاج" شبيهٌ بهذا، وإنْ غاب النصّ الأصليّ عن السمع.
التساؤلات مستمرّة. الإجابات مُعلّقة. لكن الحاجة ماسّة إلى إعادة تأهيل هاتين المهنتين بما يتناسب مع جوهرهما. الخطوات الأولى متواضعة وبسيطة، لكنّها مهمّة: نصّ عربيّ صحيح ودبلجة سليمة، كبداية على الأقلّ.