ترتيب أسماء الممثلين في الشارات: أنا أوّلاً

25 يوليو 2019
لم تكترث سلافة معمار لتوقيت اسمها في الشارة (فيسبوك)
+ الخط -
في عام 2017، أعلن الفنان المصري الراحل محمود الجندي اعتزاله الفن بشكل كامل، وذلك بسبب وضع اسم الفنانة روبي قبل اسمه في شارة مسلسل "رمضان كريم". أثار ذلك ضجة واسعة حينها، رغم أن الحكاية انتهت بعدول الجندي عن فكرة الاعتزال. هذا النوع من الخلاف لم يكن طفرة، فالخلافات بين النجوم حول ترتيب الأسماء في الشارات هو ظاهرة دائمة ومتكررة في الدراما العربية، لكن ما يميز حكاية الجندي أنها كانت المرة الأولى التي يقرر فيها أحد الفنانين العرب أبداء اهتمامه بهذه القضية وقرن اعتزاله بسببها.
هذا النوع من الخلافات شائع جداً في الدراما السورية، التي خلقت لنفسها قواعد معينة لترتيب الأسماء في الشارات، حيث يتصدر شارة البداية اسم النجم الأبرز في المسلسل، وهذا المعيار تسبب بخلافات كبيرة ما بين الفنانين حول هذا الموضوع؛ فغالبية الفنانين يسعون إلى حجز مكانة لأنفسهم بترتيب الأسماء بالشارة، لأن هذا الترتيب صار يرمز إلى قيمة النجم الفنية وتاريخه، وتلك النقطة لا تقبل المساومة لدى الكثيرين، ما جعل العديد من نجوم الصف الأول يسعون بشكل دائم لوضع اسمهم في بدايتها، وذلك ليثبتوا أنهم أصحاب التاريخ الفني الأعرق، وليبدو أن التراكم الفني للفنان يعطيه الحق بظهور اسمه في بداية الشارة، بغض النظر عن حجم الدور الذي يلعبه حتى لو كان ثانوياً.
في أغلب الأحيان، كان يحدث ذلك على حساب تهميش أسماء شابة لعبت دور البطولة الحقيقية في تلك الأعمال الدرامية. ففي مسلسل "أسرار المدينة" الذي عُرض عام 2000، كان العمل حينها من بطولة باسل خياط الذي كان في بداية مشواره الفني ولم يكن يتمتع حينها برفاهية الشهرة والنجومية، التي بات يتمتع بها اليوم، ورغم أن المسلسل كان يتمحور حول شخصية "عامر" التي يؤديها خياط، إلا أن اسمه ورد في نهاية الشارة، التي تصدرها اسم عبد الهادي الصباغ الذي كان نجم صف أول حينذاك، وجاء اسمه بعد ممثلين كانت أدوارهم ثانوية ولكنهم يتمتعون بشهرة أكبر، مثل وائل رمضان وأمل عرفة وغيرهم.
خلال تاريخ الدراما السورية، لم يظهر أي فنان سوري تذمراً أو اعتراضاً على هذه الطريقة التي تحدد معايير النجومية بطريقة صورية، بل الغالبية كانوا يسعون جاهدين إلى الوصول للصدارة ووضع أسمائهم ببداية الشارة بالطريقة ذاتها. لكننا اليوم نشهد تمرداً واضحاً من قبل نجوم معروفين حول تلك الطريقة التي يتم التعاطي فيها مع موضوع النجومية، حيث انتقد الفنان باسم ياخور عرابه أيمن زيدان في برنامجه "أكلناها"، الذي يعرض على قناة "لنا"، حين صرح بأن بعض الفنانين السوريين من الجيل السابق يتعاملون بمبدأ: "أنا ومن بعدي الطوفان"، فهم يفضلون وضع أسمائهم في بداية شارة العمل، وهم ضيوف شرف فيه، ولا يقبلون بأن تكتب أسماء الأبطال الحقيقيين قبلهم. وذكر أن هناك خلافاً حدث بينهما في وقت سابق، بإشارة واضحة لمسلسل "قاع المدينة"، حيث لم يكن لزيدان سوى ثلاثين مشهداً في العمل، ومع ذلك لم يقبل بأن يوضع اسم ياخور قبل اسمه، الذي صرّح بأنه كان بطل العمل.
وخلال الموسم الرمضاني الماضي، تعرضت الفنانة سلافة معمار لموجة من الانتقادات بسبب وضع اسمها في المرتبة الخامسة في مسلسل "مسافة أمان"، وكان المعلقون على وسائل التواصل الاجتماعي يرون بأن هذا الترتيب لا يتناسب مع قيمتها الفنية؛ لكن معمار لم تتجاهل النقد، وإنما صرحت بأنها هي التي اختارت وضع اسمها في المرتبة الخامسة، وأن مسألة الأسماء لا تقيمها ولا تقيم عملها الفني، وإنما ما يقيم عملها هو أداؤها وإتقانها للشخصية التي تؤديها والقدر الذي تحظى به تلك الشخصية من محبة وإعجاب. وأعلنت عن نيتها في عدم وضع اسمها على الشارات في الأعمال القادمة لتثبت أن هذا لن يغير شيئاً في مسيرتها الفنية. 
بغض النظر عما إذا كانت معمار جادة برغبتها بحذف اسمها من الأعمال التي ستعمل بها أو لا، ولكن تصريحها أحدث جدلاً حول مفهوم النجومية وغرابته، ولا سيما في سورية، التي يعرف الجمهور فيها نجوم الصف الأول من خلال الأسماء التي تتصدر الشارة.
دلالات
المساهمون