أحبط رجل الأعمال الأميركي المثير للجدل، دونالد ترامب، اليوم الخميس، آمال جميع من تبقى من المعترضين الجمهوريين على تمثيله لحزبهم في انتخابات الرئاسة، وذلك بارتفاع عدد المندوبين المؤيدين له من أعضاء مؤتمر الحزب المقرر عقده في ولاية أوهايو في يوليو/تموز المقبل إلى ما يتجاوز الرقم المطلوب، وهو 1237 مندوباً من بين 2473 هم كامل أعضاء المؤتمر.
وبحسب آخر إحصاء أجرته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية لمجموع عدد المندوبين المنتخبين والكبار الذين أعلنوا تأييدهم المسبق لترامب، فقد بلغ إجمالي العدد 1238، مع إمكانية حصوله على تأييد 303 مندوبين إضافيين من الولايات المتبقية، المقرر أن تجري فيها التصفيات النهائية في آخر "ثلاثاء كبير" من الانتخابات التمهيدية في السابع من يونيو/حزيران المقبل.
وبحصول ترامب على أكثر من نصف العدد الكلي من المندوبين، يكون قد عزز من موقفه مسبقاً في مؤتمر الحزب، بحيث أصبح من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، تحدي إرادة الناخبين تحت أي عذر من جانب قيادات الحزب الجمهوري.
وينتظر مراقبون أن يعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، باول راين، بصفته من كبار قيادات الحزب الجمهوري، تزكيته لترشيح ترامب قبيل حلول موعد مؤتمر الحزب، لقطع الطريق أمام أي محاولات للانشقاق أو تحدي ترامب أثناء مؤتمر الحزب، بما قد يجبره على خوض الانتخابات الرئاسية كمستقل، وهو ما يخشى الجمهوريون حدوثه.
وفي سياق متصل، أعلن راين أنه أجرى محادثة وصفها بالجيدة مع دونالد ترامب، لكنه لم يعلق على إمكانية فوز الأخير بترشيح الحزب.
ومن الناحية النظرية، فإن نتائج الانتخابات التمهيدية التي حاز فيها ترامب على الأغلبية في عدد المندوبين غير ملزمة لقيادات الحزب، ولكنها كافية لترجيح كفته في حال إحالة أي خلاف للتصويت. ولا تمنع القوانين الحزبية أي قيادي جمهوري لم يشارك في الانتخابات التمهيدية من ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية، ولكن الطامحين في الترشيح كانوا يأملون في عدم حصول ترامب على العدد المطلوب، ليعتبروه مبررا أخلاقيا لتحديه أو رفض ترشيحه أثناء المؤتمر.
إلى ذلك، شن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الخميس، هجوماً على ترامب، مندداً بسياساته، التي قال إنها تكشف مدى "جهله"، فقد قال للصحافيين، على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان، إن "عددا من الاقتراحات التي قدمها ترامب تظهر إما جهله بشؤون العالم، أو موقفاً متعالياً على الآخرين"، وأضاف متهكماً أن المرشح الجمهوري "أكثر انشغالاً بتصدر التغريدات والعناوين الصحافية، مما هو بالتفكير العميق في السياسة اللازمة لضمان أمن الولايات المتحدة وازدهارها واستقرار العالم".
وردد أوباما، الذي سبق أن أكد ثقته في عدم وصول ملياردير العقارات إلى البيت الأبيض، أصداء مخاوف قادة العالم الذين يلتقيهم بانتظام، كاشفاً عن أنهم "يتابعون هذه الانتخابات بكثير من الاهتمام. أعتقد أنهم فوجئوا بالمرشح الجمهوري"، متجنباً ذكر اسمه.
وذكر عشية زيارة تاريخية له إلى مدينة هيروشيما، التي دمرتها قنبلة ذرية أميركية في عام 1945، أن القادة "لا يعرفون إن كان عليهم أخذ بعض تصريحاته بجدية. لكنها أثارت استياءهم، ولأسباب موجبة".
وفي سياق متصل، رفض الرئيس الأميركي، بحسب "فرانس برس"، اتخاذ موقف ردا على سؤال حول الانتخابات التمهيدية في معسكره الديمقراطي، والخصومة التي تزداد شراسة بين المرشحة الأوفر حظا، هيلاري كلينتون، والسيناتور بيرني ساندرز، إذ صرح: "لندع الناخبين يحسمون الأمر. في الانتخابات التمهيدية تتضاعف شراسة (المرشحين) في ما بينهم. العملية تستلزم ذلك"، مؤكداً أن الديمقراطيين سيقفون وراء مرشحهم "لأن خلافاتهم ليست كبيرة في الجوهر".
وأضاف: "من المهم بالنسبة إلينا العمل لاختتام (الانتخابات التمهيدية)، بحيث يفخر المعسكران بإنجازاتهما"، متابعا أن "هيلاري وبيرني كلاهما صالحان، أنا أعرفهما جيدا".
رغم تأخر ساندرز بفارق كبير عن وزيرة الخارجية السابقة، في السباق إلى ترشيح الحزب الديمقراطي، فإنه ما زال يرفض الدعوات إلى الانسحاب، مع اقتراب يوم الحسم الكبير في يونيو/حزيران في كاليفورنيا وخمس ولايات أخرى.