وقال الرئيس الأميركي، في كلمة من البيت الأبيض، إنه سيوقع قرارا باستئناف العقوبات على إيران، مبرزاً أن "الاتفاق النووي سمح لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم وبتقريب مدة وصولها للسلاح النووي"، وكرر كلامه بأنه "تم التفاوض بشكل سيئ على اتفاق إيران النووي"، مشددا على أن "الاتفاق مليء بالعيوب ويجب أن نفعل شيئا حياله"، وأن "الشروط الموضوعة ليست مقبولة".
وأضاف أنه "بخروجنا من الاتفاق سنبحث عن حل مستدام وشامل"، مشيراً إلى أنه قرر "تطبيق أقصى العقوبات على إيران"، ولم يستبعد أن العقوبات الأميركية "قد تشمل أيضا دولا أخرى متواطئة مع طهران".
وتحدث الرئيس الأميركي عن "دليل قاطع" على أن إيران لم توقف أنشطتها النووية، مشددا: "هذا الاتفاق كارثي أعطى النظام الإيراني الإرهابي ملايين الدولارات"، مشيرا إلى أن الاتفاق "كان يفترض حماية أميركا وحلفائها".
وهاجم ترامب طهران، مؤكدا أن "النظام الإيراني هو الإرهاب الأكبر ويدعم الجماعات المتطرفة"، وأن "الاتفاق لم يمنع إيران من دعم الإرهاب وأن تصبح أكثر وقاحة".
في المقابل، أرسل نواب في البرلمان الإيراني رسالة للمرشد الأعلى، علي خامنئي، جاء فيها أنهم "سيفرضون على الحكومة اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي"، مؤكدين أن مجلس الشورى الإسلامي "سيقف بوجه المطالب الأميركية المتزايدة".
وجاء في الرسالة أن "النواب، بمختلف انتماءاتهم السياسية، لا يثقون بواشنطن، ولن يسمحوا لها بفرض إملاءاتها على إيران".
وأبدى النواب رفضهم القاطع لـ"عقد أي حوار جديد مع الغرب حول النووي".
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، موجها كلامه لترامب: "لن تصل لأي نص يماثله (الاتفاق النووي) أو يقترب منه".
من جهة أخرى، ذكرت مواقع إيرانية أن مساعد وزير الخارجية، عباس عراقجي، التقى بمسؤولين سياسيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بروكسل، وحاولت هذه الأطراف أن تقنع طهران بالبقاء في الاتفاق، مؤكدين على ضرورة استمراره.
إلى ذلك، أعلن مسؤول إيراني لوكالة "فرانس برس" أن الرئيس حسن روحاني سيرد، مساء الثلاثاء، على نظيره الأميركي.
وقال المسؤول رافضا كشف هويته: "إذا تكلم (ترامب)، فإن الرئيس روحاني سيعلن رد إيران هذا المساء" عبر التلفزيون الرسمي، ولكن من دون أن يحدد موعد ذلك.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن، في تغريدة بموقع "تويتر" مساء أمس الإثنين، أنه سيعلن قراره بشأن الاتفاق النووي الإيراني الثلاثاء.
وأتت تغريدة ترامب بعيد ساعات من تأكيد كل من فرنسا وألمانيا، الإثنين، التزامهما بالاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015، بغض النظر عن قرار الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الإثنين، إنّ "فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستبقي على الاتفاق النووي مع إيران، بغض النظر عن قرار الولايات المتحدة، لأنّ هذا هو السبيل الوحيد لحظر الانتشار النووي".
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد أبلغ نظراءه الفرنسي والألماني والبريطاني، الجمعة الماضي، عزم الرئيس الأميركي إعلان انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.
وبحسب موقع "إكسيوس"، فقد أبلغ بومبيو نظراءه الأوروبيين رفض ترامب التفاهمات التي صيغت مع مفاوضين أميركيين خلال الأشهر الماضية في ما يتعلق بتعديل محتمل للاتفاق.
وقال الموقع إن رسالة بومبيو هي إعلان فعلي بأن الولايات المتحدة تنسحب من المفاوضات مع الأوروبيين حول الاتفاق النووي الإيراني.
وبحسب الموقع، فقد شكر بومبيو وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا على جهودهم التي بذلوها منذ يناير/ كانون الثاني الماضي للوصول إلى صيغة تقنع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي، لكنه كان واضحاً بأن الرئيس ترامب يرغب في اتخاذ "طريق مختلفة".
وقال بومبيو لهم كذلك إنه "قد يكون ممكناً العودة إلى المفاوضات في وقت لاحق بعد إعلان ترامب قراره بشأن الاتفاق النووي".
(العربي الجديد)