فقد كشفت صحيفة هآرتس، اليوم، أن تقديرات ترامب هذه جاءت قبل أسبوعين، وهي تعتمد على ما قالته للصحيفة سبعة مصادر دبلوماسية غربية وأخرى إسرائيلية مطلعة على ما دار في الحديث بين غوتيريس وترامب، قبل أسبوعين، خلال اللقاء بينهما في الأمم المتحدة، في التاسع عشر من سبتمبر الماضي.
وبحسب أحد المصادر، فقد أقر ترامب بأن "الرجلين، نتنياهو وعباس، صعبا المراس، لكن نتنياهو هو الأكثر إشكالية في هذا السياق". وقالت المصادر الدبلوماسية الغربية، ومعها أيضا موظف إسرائيلي سابق رفيع المستوى، إن اللقاء المذكور عُقد في مقر الأمم المتحدة واستمر نحو ربع ساعة، وخصص نصف وقته للملف الفلسطيني- الإسرائيلي، حيث نقل ترامب الذي كان التقى نتنياهو قبل ذلك بيوم واحد انطباعاته عن نتنياهو وموقفه من العملية السلمية.
ووفقا للمصادر الغربية، فقد كرر ترامب تصميمه على السعي للتوصل إلى سلام، وأنه أجرى في حياته صفقات كثيرة وصعبة، لكنه سمع دائما أن الصفقة الأصعب هي التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي - فلسطيني. وقد "أكد ترامب أنه يريد مواجهة هذا التحدي".
وبحسب المصادر الدبلوماسية الغربية، التي تحدثت معها الصحيفة، فقد قال ترامب، خلال لقائه غوتيريس، إنه على الرغم من أن الرئيس الفلسطيني عباس كبير في السن ويعاني من مصاعب داخلية، إلا أنه بحاجة إلى ميراث يتركه خلفه. في المقابل، فإن نتنياهو، وفقا لقول ترامب، في وضع يدرك فيه أنه لن يحظى برئيس أميركي مؤيد له أكثر من ترامب، يبدي تفهما كبيرا لاحتياجات إسرائيل الأمنية، ولذلك هناك احتمال بأن يوافق (أي نتنياهو) على خطوات لم يكن يوافق عليها في الماضي. وأشار ترامب إلى أنه عندما تسلّم مهام منصبه اعتقد أن فرص التوصل إلى الصفقة متدنية، لكنه يعتقد بناء على المعطيات المتعلقة بعباس ونتنياهو أن هناك فرصة للتوصل إلى صفقة.
في المقابل، أعرب غوتيريس عن اعتقاده بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي، وحث ترامب على مواصلة جهوده، مؤكدا له أنه خلال زيارته لإسرائيل، أكد له زعيما المعارضة تسيبي ليفي ويتسحاق هرتسوغ، أنه في حال سار نتنياهو باتجاه عملية سلمية فسوف يدعمانه.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في البيت الأبيض، تعقيبا على ما نشرته قوله: "إن اللقاء بين ترامب وغوتيريس كان قصيرا لكنه مفيد، ودار بالأساس حول الإصلاحات في الأمم المتحدة وحول العمل الممتاز للسفيرة الأميركية نيكي هيلي". مضيفا أنه بعد نقاش حول دفاع الولايات المتحدة عن إسرائيل في الأمم المتحدة، ناقش الاثنان باقتضاب محادثات السلام المتواصلة، وقال الرئيس إنه يشعر بأن الطرفين يريدان السلام، وإنه متفائل بشأن فرص التوصل إلى صفقة. "نحن نركز على المحادثات المفيدة وليس على الضجيج".