ترامب يدرس إقالة نائب وزير العدل وعينه على مولر

11 ابريل 2018
ترامب منزعج من تحقيقات مولر (جابين بوتسفورد/وين ماكنامي)
+ الخط -


يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إقالة نائب وزير العدل رود روزنستاين، بحسب ما نقل عدد من المطلعين لشبكة "سي إن إن"، الثلاثاء، في إشارة لمحاولة ترامب وضع حدود أكبر أمام روبرت مولر المحقق الخاص في التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الأميركية.

وذكرت "سي إن إن"، في تقرير، أنّ هذه الخطوة اكتسبت الإلحاح في البيت الأبيض، في أعقاب مداهمة مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي" لمكتب المحامي الشخصي للرئيس مايكل كوهن، الإثنين.

وإقالة روزنستاين هو أحد الخيارات العديدة التي قد يقدم عليها ترامب، بما في ذلك الذهاب بعيداً إلى حد إقالة وزير العدل جيف سيشيز.

وقال المسؤولون إنّه إذا كان ترامب سيتصرّف قريباً، فإنّ روزنستاين هو هدفه الأكثر احتمالاً، لكن من غير الواضح ما إذا ستكون مثل هذه "الخطوة الدرامية" كافية لإرضاء الرئيس.

ولطالما حمل ترامب على كبار مسؤولي وزارة العدل، لشعوره بأنّهم لم يقوموا بما يكفي لحمايته من التحقيق المستمر الذي يجريه مولر.

لكن مصدرين قالا لـ"سي إن إن"، إنّ مداهمة مكتب محاميه، يمكن أن تمثل "نقطة حاسمة" من شأنها أن تدفع الرئيس إلى اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد مولر.


ومن شأن إقالة مولر، إدخال رئاسة ترامب في أزمة، خصوصاً أنّ عدداً من المستشارين القانونيين لا يشاركون الرئيس ذات الرؤية.

وقد قال أحد المصادر، لـ"سي إن إن"، إنّ روزنستاين لن يُطرد. لكن بعض المستشارين القانونيين لترامب يقولون له إنّ لديهم الآن قضية أقوى ضد روزنستاين.

ويعتقد هؤلاء أنّ روزنستاين تجاوز الحدود في ما يستطيع وما لا يستطيع ملاحقته، وهم يعتبرونه متضارباً في القضية، لأنّه شاهد محتمل في تحقيق مولر، وكتب المذكرة التي بررت إقالة ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي.

مولر الذي لم يوافق ترامب من قبل رسمياً على الجلوس معه، يحقّق، فيما إذا كان ترامب سعى إلى عرقلة العدالة في ملف التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الرئاسية، عندما أقال كومي، في مايو/أيار الماضي.

كما يُعتبر ترامب موضع اهتمام لمولر، نظراً لكونه يحقق أيضاً فيما إذا كانت حملة الرئيس قد تواطأت مع روسيا خلال انتخابات عام 2016.



كما يعتقد المستشارون القانونيون، بأنّهم نجحوا في مجادلة الرأي العام الأميركي بأنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي "ملوث"، وأنّهم يستطيعون تقديم نفس القضية ضد روزنستاين، وفق "سي إن إن".

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، للشبكة، إنّ البيت الأبيض يناقش الخيارات المحتملة مع كبار قادة الجمهوريين في الكونغرس، الخائفين من "تجاوزهم". وذكر شخص مطلع على المحادثات أنّ عضواً في الكونغرس هو أحد كبار الجمهوريين، نصح البيت الأبيض بعدم إقالة روزنستاين.

وسحب سيشنز نفسه، العام الماضي، من جميع التحقيقات المتعلقة بانتخابات عام 2016، بما في ذلك تحقيق مولر، وهو قرار لا يزال يثير غضب ترامب. وكان من شأن قرار سيشنز هذا، ترك روزنستاين وحيداً كمسؤول عن تحقيق مولر.

وانتقد ترامب سيشنز، بسبب "خطئه الفادح" في تحييد نفسه، لكن روزنستاين كان هو من قام ترامب بالإساءة إليه بالاسم.

وبعد أن سُئل لماذا لم يعمد إلى إقالة مولر، قال ترامب: "إذا كنت تعرف الشخص المسؤول عن التحقيق، فأنت تعرف عن ذلك، النائب روزنستاين، رود روزنستاين".

إقالة مولر

وفي السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، أنّ ترامب، سعى في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى إقالة مولر، بعد غضبه إزاء التقارير بشأن جولة جديدة من مذكرات الاستدعاء من قبل مكتب المحقق الخاص، إذ أخبر المستشارين بعبارات لا لبس فيها أنّه يجب إغلاق تحقيق مولر.

ونقلت الصحيفة، في تقرير، عن مقربين من ترامب، وآخرين على دراية بالواقعة، أنّ غضب الرئيس تأجج بعد التقارير التي تفيد بأنّ مذكرات الاستدعاء، كانت للحصول على معلومات حول تعاملاته التجارية مع "دويتشه بنك"، وفقاً لمقابلات مع ثمانية من مسؤولي البيت الأبيض.


وبالنسبة لترامب، فإنّ مذكرات الاستدعاء، تشير إلى أنّ مولر يقوم بتوسيع التحقيق حول التدخل الروسي بالانتخابات، بطريقة تجاوزت "الخط الأحمر".

وفي الساعات التي أعقبت غضب ترامب الأولي حول تقارير "دويتشه بنك"، عمل محاموه ومستشاروه بسرعة لمعرفة معلومات حول مذكرات الاستدعاء، وفي النهاية أخبرهم مكتب مولر أنّ التقارير لم تكن دقيقة، مما دفع الرئيس إلى التراجع عن قراره.

والاستنتاج السريع الذي توصّل إليه ترامب، مدفوعاً بتقارير إخبارية خاطئة تبرر إقالة مولر، تعطي "نظرة ثاقبة" لحالة ترامب الذهنية بشأن المحقق الخاص، وفق ما أشارت "نيويورك تايمز".

وعلى الرغم من تأكيدات جمهوريين بارزين مثل رئيس الكونغرس بول رايان، بأنّ ترامب لم يفكر في إقالة مولر، فإنّ حلقة ديسمبر/كانون الأول، هي المرة الثانية التي يُعلم فيها أنّ ترامب فكّر في اتخاذ هذه الخطوة.


وذكّرت "نيويورك تايمز"، بأنّ المرة الأولى التي عُلم فيها أنّ ترامب فكّر بإقالة مولر، كانت في يونيو/حزيران، عندما هدد محامي البيت الأبيض دونالد ماكغان، بالاستقالة من منصبه، ما لم يتوقف ترامب عن محاولة حمله على إقالة مولر.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ حلقة ديسمبر، التي لم يتم الإعلان عنها علانية من قبل، هي أحدث صدى جديد في القضية، بعد الكشف، الإثنين، عن أنّ وكلاء "إف بي آي" نفّذوا أوامر تفتيش في مكتب وغرفة فندق المحامي كوهن.

وقال أحد المستشارين السابقين لـ"نيويورك تايمز"، إنّ الناس أصبحوا محكومين بالانتظار حين يثير ترامب قضية ثلاث مرات على الأقل، قبل التحرّك فيها، مشيرين إلى أنّ الخطابات اللاذعة التي أطلقها الرئيس حول سيشنز، وروزنستاين ووجود مولر، أصبحت بالنسبة لمعظم مساعدي البيت الأبيض، جزءاً موثوقاً به، من نسيج حياة العمل مع هذا الرئيس.