خلصت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، اليوم الأربعاء، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يملك "استراتيجية خروج" من إيران، إذا ما ذهبت الولايات المتحدة إلى الحرب معها.
وبعد يوم حمل تهديداً لترامب بتدمير إيران إذا هاجمت أياً من المصالح الأميركية، وتعهد إيران بالرد مجدداً في حال تم رصد أي طائرة أميركية مسيرة في مجالها الجوي، ترك الرئيس الأميركي المجال مفتوحاً أمام المفاوضات، وحثّ إيران على التواصل مع إدارته إذا كانت جاهزة للحوار، مقراً في الوقت ذاته بأن احتمال التصعيد العسكري بين البلدين لا يزال وارداً.
لكن الصحيفة البريطانية نقلت حواراً جرى في البيت الأبيض عندما كان ترامب يوقع أحد المراسيم الرئاسية غير ذات الصلة، حيث سئل عن مدى امتلاكه "استراتيجية خروج" إذا ما توجهت الولايات المتحدة للحرب مع إيران، وكان رده "لن نحتاج لاستراتيجية خروج. لا أقوم بمثل هذه الاستراتيجيات".
ولدى سؤاله في موقف آخر عن الرسالة التي يود أن يبعث بها إلى قادة إيران، قال ترامب "سأقول لك ما هي رسالتي: عندما تكونون جاهزين، أعلمونا". وعند السؤال عن معنى ذلك، وإذا كان يشير إلى التفاوض، أضاف أن أي شيء يرغب الإيرانيون فعله فهو جاهز له.
وتابعت الصحيفة أن الرئيس الأميركي بدأ يومه بتهديد ووعيد عبر "تويتر"، مستجيباً للعناوين الآتية من طهران، والتي تقول إن العقوبات الأميركية الجديدة ضد المرشد الإيراني علي خامنئي "تغلق الباب على الدبلوماسية". ووصف ترامب تعليقات إيران بـ"الجاهلة والمهينة".
وقال الرئيس الأميركي إن "أي هجوم إيراني على أي شيء أميركي، ستقابله قوة عظيمة وجبارة. وفي بعض الأماكن، القوة الجبارة تعني الدمار الكلي. لن يكون هناك المزيد من جون كيري وأوباما".
Twitter Post
|
وتبع ذلك في طهران تعليقٌ من الرئيس الإيراني وصف فيه العقوبات الأميركية بـ"الرمزية"، وأن استهداف خامنئي يعكس إصابة الولايات المتحدة "بتخلف عقلي"، لافتاً إلى أن "صبر طهران الاستراتيجي لا يعني أننا خائفون".
وكانت العلاقات الإيرانية - الأميركية دخلت مرحلة جديدة من التدهور، بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي يهدف إلى مراقبة أنشطة طهران النووية، مقابل تخفيف العقوبات.
لكن بعد انسحابه من الاتفاق، تنفيذاً لتعهداته خلال حملته الانتخابية، أعاد ترامب فرض سلسلة من العقوبات القاسية على صناعات إيران النفطية ومنع صادراتها للدول الأخرى.
Twitter Post
|
وأطلقت الولايات المتحدة العام الماضي حملة شرسة ضد الاقتصاد الإيراني، ألحقت ضرراً بالغاً بمستوى إنتاجه، وفقاً لـ"ذي إندبندنت". فحتى إبريل/ نيسان الماضي، كانت إيران تصدر نحو 2.5 مليون برميل من النفط الخام يومياً، بينما تراجعت هذه الصادرات خلال الشهر الحالي إلى 300 ألف برميل فقط.
وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي نيتها رفع إنتاج اليورانيوم بما يتجاوز السقف المحدد في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، في محاولة للضغط على الاتحاد الأوروبي والأطراف الأخرى الموقعة.
واتجهت الأزمة إلى المزيد من التصعيد الأسبوع الماضي، عندما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيرة قالت إنها دخلت المجال الجوي الإيراني، بينما تراجع ترامب عن توجيه ضربات جوية عقابية ضد إيران في الدقائق الأخيرة بزعم أنها كانت ستذهب بحياة 150 شخص.
وكان روحاني قد أكد خلال اتصال هاتفي أمس الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده لا تريد الحرب، لكنه شدد على أنه إذا خرقت الولايات المتحدة المجال الجوي لبلاده مجدداً، فإن إيران ستدافع عن نفسها.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في زيارة للمنطقة إن الولايات المتحدة مستعدة للحوار مع إيران، إذا كانت الأخيرة جاهزة لتجاوز اتفاق 2015.
أما وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، والذي ينافس على رئاسة الوزراء البريطانية، فقد أعلن أمام البرلمان البريطاني أمس أنه لا يتوقع أن تنضم بريطانيا إلى أي عمل عسكري ضد إيران، مؤكداً أن وزارته قلقة من "مخاطر حرب عرضية".
Twitter Post
|
وقال هنت إن "الولايات المتحدة أقرب حلفائنا، نتحدث إليهم طوال الوقت، ونتعامل مع طلباتهم بكل جدية، ولكني لا أتخيل أي موقف يطلبون فيه منا التوجه نحو الحرب، أو أن نوافق على مثل هذه الخطوات".