ترامب أبلغ عباس أنّ السلام الإقليمي يسبق الدولة الفلسطينية

25 مايو 2017
ترامب شرح لعباس الخطة دون الخوض في تفاصيلها (Getty)
+ الخط -


نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقرّبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، عن مصدر فلسطيني رفيع المستوى في رام الله، قوله، إنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنّه يعتزم إطلاق تحرّك سياسي، يستند إلى مبادرة السلام السعودية، من خلال التركيز أولاً على الدفع بخطة تسوية إقليمية شاملة".

ووفقاً للمصدر الفلسطيني، فإنّ الرئيس الأميركي، قال لعباس، خلال لقائهما في بيت لحم، "إنّ الحديث لا يدور حول التنازل عن حلّ الدولتين، كأساس لاتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تقوم بموجبها دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بل دراسة خيارات أخرى، "خارج الصندوق"؛ وفي مقدّمتها الدفع بخطة السلام العربية أولاً، وفقط بعد ذلك، اتفاق مرحلي يناقش فيه الطرفان طرق التوصّل إلى اتفاق دائم، يمكّن من إقامة دولة فلسطينية مستقلة، والإعلان عن نهاية النزاع".

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أيضاً عن المصدر الفلسطيني، انّ "ترامب شرح أمام عباس، المبادئ العامة للخطة التي يقوم ببلورتها، دون الخوض في تفاصيلها، ولكن يبدو أنّ الأميركيين معنيون أولاً بالدفع بخطة السلام العربية في البداية، وبدء خطوات تطبيع بين إسرائيل والدول العربية السنية المعتدلة".

وسيعمل الأميركيون، بعد ذلك فقط، وتبعاً للتقدّم في خطة السلام العربية، من أجل الدفع نحو مفاوضات مباشرة ومكثّفة بين إسرائيل والفلسطينيين، مع تحديد جدول زمني لها، حيث سيعمل الطرفان على التوصّل إلى حل للقضايا الجوهرية، وعلى رأسها ترسيم الحدود، ومكانة القدس والأماكن المقدسة، ومصير المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية، وحق العودة وغيرها.

وبحسب المصدر الفلسطيني، فقد أكد ترامب لعباس، أنّ التحرّك الذي يتمّ بلورته لجهة بدء عمليات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، حتى قبل التوصّل إلى حلّ للقضية الفلسطينية، يلقى تأييداً مبدئياً في الرياض وفي دول الخليج، وأيضاً لدى الأردنيين والمصريين.

وأضاف، أنّ الحديث يدور بداية عن إعلان تقوم به السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى معتدلة، تعترف فيه بدولة إسرائيل وحقها في الوجود، وصولاً إلى توقيع اتفاقيات سلام وتبادل سفارات بينها وبين إسرائيل.

وبحسب المصدر، فإنّ "ترامب معنيّ بالدفع بتفكير جديد في إطار الصفقة التي يتحدّث عن التوصّل إليها بين إسرائيل والفلسطينيين".


كما أكد ترامب خلال لقائه بعباس، بحسب المصدر الفلسطيني، أنّ "هناك موافقة مبدئية في الرياض، ولدى عدد من الدول العربية المعتدلة الأخرى، لمنح فرصة للمعادلة الجديدة التي يقترحها الرئيس الأميركي، وأن من شأن مثل هذا الأمر أن يقلب الأمور، أي البدء بالتطبيع بين إسرائيل والدول العربية".

وفقط بعد ذلك، يتم، بحسب المصدر، الدفع باتجاه التوصّل لحل للمسألة الفلسطينية، وإطلاق عملية سلام، على أن يقود الطرفان عملية سياسية مع جدول زمني محدّد مسبقاً، إذ سيتم في سياق هذه العملية، التوصّل إلى حلّ يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية تعترف بها إسرائيل، ويعلن فيها الطرفان نهاية الصراع والمطالب، معتبراً أنّ مثل هذا التحرك "قد ينجح".

ووفقاً للمصدر الفلسطيني للصحيفة الإسرائيلية، فقد أبدى عباس معارضته لهذا المسار، قائلاً: "هذا بالضبط ما كان يخشاه أبو مازن، فالتقارب السرّي بين السعودية وإسرائيل ودول الخليج، بتشجيع وتأييد الإدارة في واشنطن ودول عربية مثل الأردن ومصر، لا يساعد في التوصّل إلى حلّ للقضية الفلسطينية، بل يقلّص فرص التوصّل إلى حلّ عادل. وقد تعلّمنا من الفترة القصيرة للرئيس ترامب أنّ كل شيء عنده ممكن".