تشهد محافظة كركوك (شمال العراق) صراعاً سياسياً محموماً بين القوى السياسية التابعة للمكونات الثلاثة الرئيسة في المحافظة؛ العرب والأكراد والتركمان، ووصل الصراع ذروته هذه الأيام إلى حد إطلاق التصريحات المتشنجة، والتعبير عن الخشية من تزوير الانتخابات.
وأكد مصدر محلي أن جدران وطرق وأرصفة كركوك بدأت تشهد منذ الآن تعليق صور لمرشحين وكتابة شعارات ترويجية لبعض الجهات والأحزاب، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن بعض هذه الشعارات يحمل نبرة عنصرية.
وأشار إلى أن الأحياء الشمالية للمدينة شهدت ترويجاً للأحزاب الكردية، ودعوات لعدم انتخاب مرشحي أحزاب القوميات الأخرى، في حين شهدت أحياء أخرى نشر صور ولافتات تدعو لانتخاب مرشحين عرب وتركمان من أجل تحقيق التوازن.
إلى ذلك، اتهم رئيس الكتلة التركمانية في مجلس محافظة كركوك، تحسين كهية، جهات متنفذة لم يسمها بقيادة مخطط لتزوير الانتخابات، مؤكداً خلال تصريح صحافي أن لعبة تزوير الانتخابات بدأت مبكراً، وأغلب المرشحين يحاولون كسب أصوات الناخبين بمختلف الطرق الشرعية وغير الشرعية.
وعبَّر عن أن مخاوف التركمان عديدة، أهمها الخوف من تزوير الانتخابات، فضلاً عن كثرة المرشحين التركمان، الأمر الذي سيؤدي إلى تشتت أصواتهم.
في سياق متصل، شدد عضو "تجمع عرب كركوك"، محمد الجبوري، على ضرورة تحقيق التوازن في الانتخابات المقبلة، مشيراً في حديث لـ "العربي الجديد" إلى ضرورة اشتراك جميع مكونات المحافظة في الانتخابات.
وأكد وجود خشية من احتمال عودة السيطرة الكردية على كركوك بعد الانتخابات، لا سيما بعد وجود حديث عن احتمال استقدام قوات "البشمركة" الكردية للمساهمة في حفظ الأمن أثناء الانتخابات المقبلة.
مقابل ذلك، تعمل الأحزاب الكردية على ترتيب أوراقها لخوض الانتخابات البرلمانية في كركوك، ولا سيما "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يتمتع بنفوذ واسع في المدينة. واختار الحزب عضو البرلمان العراقي، ريبوار طه، رئيساً لقائمته الانتخابية في كركوك.
ويرى عضو البرلمان العراقي عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، محسن السعدون، أن حظوظ الأحزاب الكردية في كركوك والمناطق المتنازع عليها جيدة، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن الأكراد سبق أن حصلوا على مقاعد برلمانية عن مناطق تقع خارج إقليم كردستان العراق في انتخابات برلمان 2014.
وأعلنت أحزابٌ كردية في وقت سابق عن تشكيل تحالف "الوطن" الانتخابي في كركوك والمناطق المتنازع عليها، وضمَّ التحالف الذي يترأسه نائب رئيس الوزراء السابق، برهم صالح، كلاً من "حركة التغيير" و"الجماعة الإسلامية الكردستانية" و"التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة".