تراجيديا الـ لا

21 يوليو 2015
(عمل لـ براين شتاوفر)
+ الخط -

بينما كان زعماء أوروبا يتناقشون حول عزل اليونان عن أوروبا، واصلت مسارح عديدة في العواصم الأوروبية عرض النصوص الإغريقية.

بالطبع لا يزال المسرح الإغريقي يقدّم لنا فهماً لما نعيشه اليوم ولطبائعنا البشرية، حتى في الوقت الذي ينكر الزعماء الأوروبيون على اليونان أن تكون أوروبية.

إن التقشف الاقتصادي الذي يطالب به زعماء أوروبا أمر لم يثبت جدواه في أي دولة، ولكن التقشف الأخلاقي لزعماء أوروبا كان فضيحة.

يدرس زعماء أوروبا الفلسفة اليونانية ويتبنونها لتكون ركناً أساسياً من هويّتهم، فيما تصبح اليونان مجرّد دولة يمكن لها أن تطرد من هذه الهوية نفسها، لأن الأمر متعلق بموضوع الديون.

لقد مشى سقراط حافي القدمين وركض أرخميدس عارياً، وهما مشغولان بالإنسان. واعتاد اليونانيون على التقشف في ملاحمهم ومسرحياتهم، فتقشف الأبطال على الآلهة وتحدوها، وعلى الدولة والعائلة والقدر والضعف.

اليونان اليوم هي المنفذ لمن يتحدّون الموت بالقوارب لأنهم يحبّون الحياة. هي الخاصرة التي تذيق أوروبا ما يعانيه العالم بسببها. هل تساءلت الكآبة الأوروبية عن سبب إصرار اليونانيين على الحياة دون تقشف؟

لن يفهم هؤلاء القادة حب اليونانيين للحياة، وفهمهم لها وكرامة الناجي من الموت، ومعنى الـ لا، التراجيديا التي أجمع عليها المهاجرون "غير الشرعيين" واليونانيون.

المساهمون