أدى تراجع الإقبال على شراء حلوى المولد هذا العام في مصر، بمعدل يصل إلى 30%، رغم ثبات وأحيانا انخفاض أسعارها عن العام الماضي، إلى وجود مرتجعات لدى تجار التجزئة، إذ ترفض المصانع وتجار الجملة استعادتها بعد نهاية الموسم، لأن مدة صلاحيتها لا تتعدى 6 أشهر، فيضطر التجار لبيعها "بالجملة" بأسعار تصل إلى 7 جنيهات للكيلو.
ياسر أحمد، صاحب معرض موسمي لحلوى المولد يؤكد لـ "العربي الجديد" أنه بحمد الله استطاع هذا العام أن يجمع رأس ماله، دون مكسب أو خسارة، بعد مكاسب في السنوات الماضية وصلت في الموسم الواحد لـ 40 ألف جنيه، لذا يفكر جيدًا في عدم دخول السوق الموسم المقبل، بالرغم من خبرة أسرته في هذا المجال والتي تمتد لخمسين عامًا.
وحول تصريف ما تبقى لديه من الحلوى، عقب انتهاء الموسم، يقول، غالبية التجار في مثل هذه الظروف تنزل بالسعر إلى ما بين 20-25 جنيها، وهي أسعار أقل من سعر الجملة، وإذا تبقت كميات قليلة، يتم توزيعها كهدايا على المقربين أو الفقراء، وفي حال وجود راكد يصعب تصريفه، يتم بيعه لتجار "باب البحر" بالقاهرة بأسعار تصل أحيانا لأقل من عشرة جنيهات للكيلو، وهم بدورهم يعيدون بيعها لتجار الموالد الشعبية.
ويوضح السيد شلبي، تاجر موسمي لحلوى المولد، ومتوارث المهنة أبًا عن جد أن أصحاب معارض الحلوى، يستمرون في عرض بضاعتهم، بعد انتهاء الموسم، لعدة أيام أخرى، إذ يخفضون الأسعار لأقل من سعر التكلفة، وما تبقى بعد ذلك من البضاعة يضطرون لبيعها لتجار من الصعيد بسعر 7 جنيهات للكيلو، وهم بدورهم يبيعونها لتجار الموالد.
ويتابع: "هناك بعض المصانع تقبل مرتجعات من أصناف معينة، يتم الاتفاق عليها عند الشراء في بداية الموسم، يعيدون تصنيعها مرة أخرى، ولكن تتم عملية الشراء بخصم 50% من ثمن جملتها".
غش الملبن
ويرى طه أبو الخير، خبير في صناعة الحلوى، أنه يصعب تخزين الحلوى المتبقية من الموسم الحالي بهدف إعادة بيعها العام المقبل، فصلاحية الحلوى المصنعة في المصانع الرسمية حوالى 6 أشهر وتقل عن ذلك لمنتجات مصانع "بير السلم".
ويوضح أن المنتجات "الطرية" كالقشطة وخلافه قد تصاب بالعفن الظاهر، أما الحلوى الصلبة، فعند انتهاء صلاحيتها وتخزينها في أماكن معلقة تصاب بالتسوس، وفي كل الأحوال طعم الحلوى المنتهية صلاحيتها، يختلف عن الطازجة.
ويتابع أن "المنتج الوحيد الذي يمكن غشه هو الملبن الأحمر، عن طريق خلط المنتج المنتهي صلاحيته مع المنتج الجديد، ويمكن للخبير اكتشاف عملية الغش، إذ أن اللون يتحول من الأحمر الصافي إلى أحمر قاتم يميل للسواد في بعض أجزائه، وعند تذوقه يلاحظ المستهلك تغير "الطراوة"، فالمغشوش يكون جافًا بالمقارنة مع طعم الطازج".