وقال وزير الصحة الأفغاني، الدكتور فيروز الدين فيروز، إنّ "الوزارة تواجه نقصا حادا في ميزانيتها هذا العام. وذلك لأن الدول المانحة قلت مساعداتها لأفغانستان في هذا المجال".
وأضاف الوزير أنّ "ميزانية هذا العام تصل إلى 150 مليون دولار أميركي، بينما كانت ميزانية العام الماضي 255 مليون دولار، ما يشير إلى أن هناك ضعفا حادا في ميزانية هذا العام"، مؤكدا أن الميزانية الحالية تشير إلى أن حق كل مواطن أفغاني من الصحة حوالي خمسة دولارات، بينما في دول العالم الأمر يختلف، ففي الدول الأفريقية حق كل مواطن من الميزانية يصل إلى 20 دولارا.
ووفق تصريحات الوزير، فإن حالة الصحة في أفغانستان تتدهور أكثر، بعد أن أضيف نقص الميزانية إلى المشاكل الأخرى التي تعاني منها، كفقدان الكادر الطبي والأعراف السائدة، بالإضافة إلى الحالة الأمنية المتأزمة التي تحرم الكثير من الأفغان من الرعاية والخدمات الصحية.
غير أن الناطق باسم وزارة الصحة وحيد الله مجروح أكد لـ"العربي الجديد" أن لدى الوزارة بدائل مختلفة لتعويض النقص في الميزانية، مؤكدا في الوقت نفسه أنها تتحدث مع منظمات دولية ودول مانحة لمد يد العون بهذا الخصوص.
وقال مجروح إن "الحكومة اليابانية وعدت أن تقدم مساعدة عاجلة لوزارة الصحة، خاصة مع الخدمات العامة التي تقدمها الوزارة في الأقاليم البعيدة"، كما أكد مجروح أن البنك العالمي ومنظمة الصحة العالمية وعدا بتقديم المساعدة في هذا المجال، وأن الوزارة ما زالت تحثّ الدول المانحة لزيادة مساعداتها بهذا الخصوص.
وأشار مجروح إلى الاتفاقية التي تم توقيعها، أمس الثلاثاء، بين وزارة المالية والبنك والتي يقدم بموجبها البنك 691 مليون دولار لوزارة المالية، ويتم صرف ذلك المبلغ في تطوير الحالة الاقتصادية وتحسن الوضع الصحي في البلاد.
وكان وزير الصحة الأفغاني، الدكتور فيروز الدين فيروز، حاضرا لدى توقيع الاتفاقية بين وزير المالية أكليل حكيمي وبين مسؤول في البنك العالمي شبهام شودري. ويرى مجروح أن الاتفاقية ستساعد فيما يخص النقص في ميزانية وزارة الصحة.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعربت عن قلقها الشديد إزاء الوضع الصحي المتدني في أفغانستان. وقالت المنظمة في تقرير سنوي لها إن 40 في المائة من سكان هذه البلاد محرومون من الرعاية الصحية بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي الهش.
كما أعربت المنظمة عن عدم ارتياحها للجهود المبذولة في هذا القطاع، مشيرة إلى إحداث بعض التطورات وتحسن الوضع في بعض الجوانب، لكن في الجملة الوضع الصحي غير مريح، وأن المنظمة تدعو إلى عمل دؤوب في هذا القطاع.
المنظمة كذلك تشدد على تغطية أكبر مساحة من أفغانستان وإيصال الخدمات الصحية إلى المناطق النائية المحرومة من الرعاية الصحية طيلة الأعوام الماضية.