حذرت مفوضة العدل في الاتحاد الأوروبي فيرا يوروفا، اليوم الإثنين، من التلاعب في الانتخابات الأوروبية، وخاصة من جانب روسيا.
وعلقت يوروفا، في حديث لـ"شبكة تحرير ألمانيا"، على حملات التضليل التي تستهدف الانتخابات من الخارج، بالقول إنها تشعر بالقلق إزاء تدخل روسيا المحتمل في الانتخابات الأوروبية، قبل أن تضيف: "لا يمكننا حتى السماح بتزوير نتائج انتخابات في دولة واحدة من الدول الأعضاء في الاتحاد، لأن هذه الانتخابات ستحدد خيارات مصيرية بالنسبة إلى أوروبا"، قبل أن تكشف عن أن "وحدة الاتحاد الأوروبي تحقق في تقارير كاذبة من موسكو".
وعما إذا كان هناك من مبرر لتلك المخاوف من حملات التضليل قبل الانتخابات المقررة يوم 26 مايو/ أيار الجاري، قالت المسؤولة الأوروبية إن "الخوف هو دائما دليل سيئ، وقد كان من الواضح أننا نواجه تحديات خاصة في هذه الانتخابات. علينا أن نواجه هذا الواقع ونتصدى له".
ولفتت إلى أنه "تم فرض عقوبات قاسية على الأحزاب السياسية التي تستخدم البيانات الشخصية للتلاعب بالانتخابات"، وتحدثت عن "نظام إنذار سريع يربط بين الدول الأعضاء للرد بسرعة على هجمات المعلومات المضللة المحتملة، فيما تقوم المنصات الرئيسية، مثل غوغل وفيسبوك وتويتر، الآن بإبلاغنا شهريا عما تقوم به لمكافحة المعلومات المضللة المنظمة".
وأشارت يوروفا إلى أنه "تمت أخيرا مضاعفة ميزانية المهام في هذا المجال"، قبل أن تستدرك: "نعرف أن ذلك قليل مقارنة بالميزانية المستخدمة على الجانب الروسي، إنما سنستمر في العمل من أجل تحرك أوروبي واقعي، لكنه حازم ضد التضليل"، مشيرة إلى أن "اللجان المختصة في بروكسل يجب أن تعمل كفريق واحد، وأن تفكر مليا في المكان الذي نحتاج فيه إلى مزيد من التنظيم".
واعتبرت السياسية التشيكية أن "حملات التضليل المنظمة من الخارج تهدف إلى التقاط وتكثيف الاستقطاب الحالي في المجتمع، وهناك صعوبة في التعرف عليهم. فنحن نشهد سباق تسلح رقمياً، وأوروبا تحتاج إلى التكيف مع ذلك".
وأبرزت يوروفا أن وحدة المعلومات الاستراتيجية، في خدمة العمل الخارجي، الأوروبية "اكتشفت ورود معلومات مضللة من روسيا"، مضيفة أنه "يجب على وحدة "ستارت كوم" تقييم وسائل الإعلام الروسية، وتحديد الرسائل التي يتم التلاعب بها مع المنشورات الأخرى".
وشددت مفوضة العدل في الاتحاد الأوروبي على أن "مكافحة حملات التضليل قضية مركزية، ومن الواضح أنها ستبقى محورية حتى بعد الانتخابات الأوروبية"، موضحة: "الأمر لا يتعلق بما إذا كنا سيطرنا على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك أم لا، ولكن ما إذا كانت لدينا البنية الأساسية اللازمة، وما إذا كانت منصات الإنترنت تحترم القانون، وما إذا كنا نستثمر ما يكفي في التعليم".
بدوره، طالب وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكفيسيوس الحلفاء بـ"توخي الحذر"، مشددا على أنه "لا يكفي مجرد الخوف من روسيا، إذ على أوروبا أن تكون على أهبة الاستعداد".
وأضاف لينكفيسيوس، في حديث مع الشبكة الإخبارية نفسها: "علينا ألا نكون سذّجاً. موسكو تحاول خلق حالة من عدم الاستقرار في الاتحاد الأوروبي واستغلالها لمصالحها الخاصة، وعلينا ألا نسمح بذلك".
ويقارن الخبراء في الشؤون السياسية الأوروبية نهج موسكو الحالي وحملات التدخل الروسي في الانتخابات بتلك التي حصلت خلال الحملة الرئاسية الأميركية عام 2016، مشيرين إلى أن الهدف منها "إثارة صراع سياسي من خلال دعم حسابات مشبوهة لليمين الشعبوي والمتطرف، وجماعات أنتيفا اليسارية المستقلة".