تخريب ونهب مواقع أثرية في ليبيا

24 أكتوبر 2018
نجت لبدة الكبرى من التخريب بفضل محبي التاريخ (فيسبوك)
+ الخط -
تغطي كتابات ورسوم جدران آثار مدينة القيروان في شرق ليبيا؛ وهي مدينة أنشأها اليونانيون قبل أكثر من 2600 سنة، وكانت تجتذب في ما مضى السائحين، ولكنها أصبحت الآن مهملة وهدفًا للتخريب.

وتضررت المواقع الأثرية في ليبيا بسبب انعدام الأمن وعمليات النهب خلال الفوضى والقتال اللذين أعقبا إطاحة معمر القذافي في عام 2011، مع تنافس فصائل متناحرة على السيطرة على البلاد.

وتضم ليبيا خمسة من مواقع التراث العالمي المدرجة على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، لقيمتها العالمية. ومن بين هذه المواقع آثار لبدة الكبرى، وصبراتة التي تشتهر بمسارحها الرومانية. وتضم أيضا نقوشًا على الحجر من قبل التاريخ في جبال أكاكوس في عمق الصحراء الجنوبية قرب الحدود مع الجزائر.

ومع غياب السياح الأجانب، لم تعد تزور الموقع سوى الأسر الليبية برحلات في عطلات نهاية الأسبوع، واستولى سكان محليون على أراض بالمواقع، بل وشوه مخربون الأعمدة والجدران الأثرية بالكتابة والرسم عليها. ويمثل هذا تحديًا للسلطات المحلية التي تحاول حماية الآثار الموجودة في بلدة الشحات.




وإلى الشرق، كان السياح يتوافدون في الماضي على القيروان، الموقع الذي أسسه اليونانيون ووسعه الرومان في زمن لاحق في منطقة جبلية على بعد نحو 200 كيلومتر شرق بنغازي. وقال أحمد حسين رئيس مصلحة الآثار في شرق ليبيا إنهم في القيروان يتحدثون مع 50 مالكًا من خلفيات مختلفة، بدلًا من الحديث مع مالك واحد. وأضاف أن بعض الملاك بنوا مساكن على هذه المواقع.

وزادت التحديات بعد سن قانون عام 2013 يسمح للسكان باستعادة أراض جرت مصادرتها في عهد القذافي. وطبق البعض ذلك حرفيًا فضم ما يرى أنه يستحقه من أراض. وقال أحمد حسين رئيس مصلحة الآثار في شرق ليبيا إنهم في القيروان يتحدثون مع 50 مالكًا من خلفيات مختلفة بدلًا من الحديث مع مالك واحد.

وأضاف: "الانتهاكات كبيرة جدًا جدًا، وما زالت حتى اليوم، على الرغم من محاولات مصلحة الآثار وجهاز الشرطة السياحية للحد من هذه الظاهرة، لكن ما زالت متفشية بسبب توازي قوة الردع ما بين المواطن والأجهزة الأمنية".



وتعطلت جهود حماية الآثار بسبب وجود حكومتين في ليبيا، إحداهما تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس والأخرى في الشرق. وفي ظاهرة إيجابية نادرة من نوعها قال حسين إنه تمت استعادة نحو 1700 قطعة أثرية منذ عام 2011 بعد نهبها داخل البلاد. لكن جرى تهريب الكثير خارج البلاد.

ونجت لبدة الكبرى من التخريب بفضل محبي التاريخ المحلي والأمن النسبي الذي يتمتع به الموقع قرب مدينة مصراتة. أما صبراتة فقد شهدت قتالًا بين فصائل متناحرة ووجهت اليونسكو نداء العام الماضي لحماية الموقع. ولم يحصل الموقع على أي مساعدة.

وفي العاصمة طرابلس، يحاول شخص واحد حماية 18 مقبرة رومانية يرجع تاريخها لنحو 1700 سنة مضت، وعثر عليها عام 1958 في صحراء جنزور الغربية.


 

(رويترز)
دلالات
المساهمون