بمناسبة مرور 96 عاماً على ميلادها، "يحتفي" موقع غوغل بالتشكيلية المصرية تحية حليم (1919 – 2003)، من خلال وضع عملٍ فنيّ لها على أيقونة موقعه اليوم، مغيّراً شكل اللوغو بما يتّسق مع اللوحة وألوانها.
ليست هذه المرة الأولى التي ينتبه فيها غوغل إلى فنّان عربي ينتمي إلى تلك الحقبة. ففي 31 آذار/ مارس الماضي، احتفى الموقع بميلاد التشكيلي المصري سيف وانلي (1906 – 1979). هنا، نتساءل؛ بناءً على ماذا "ينتقي" غوغل الشخصيات العربية التي يُذكّر بميلادها أو رحيلها؟ قد يصعب التوصّل إلى إجابة محدّدة.
عاشت تحية حليم، المولودة في السودان، في باريس بعد زواجها من التشكيلي حامد عبد الله عام 1945. وتلقّت بين عامي 1949 و1951 تعليماً أكاديمياً في "معهد جوليان للفنون".
في مجمل أعمالها، ركّزت حليم على المرأة المصرية، خصوصاً النوبية. تحمل النساء في أعمالها جرار الماء وسلال الفاكهة أو نلتقيهنّ وهنّ يمارسن أعمالهنّ المنزلية. ولعلّ هذا ما يمكن اعتباره جانباً جريئاً في أعمالها؛ إذ إنّها كانت تنقل "أسرار النساء" عبر لوحاتها.
ثلاثة ألوان تهيمن على لوحاتها. الأحمر والبني للون الأرض والبشرة، والأسود للّباس الذي لا يُنبئ بالحُزن أو التشاؤم، وإنما بشيء من الرّصانة والاكتمال.
تظلّ هذه عموماً مجرّد تكهّنات في استذكار غوغل للفنانة الراحلة، أو لسواها من أبناء الثقافة العربية. فقد لا يكون عيشها في باريس ودراستها هناك سبباً وحيداً أو كافياً لذلك.
من جهة أخرى، من "يتذكّرهم" غوغل من الفنانين والكتّاب العرب، تقتصر مشاهدتهم فقط على المتّصفّح في المنطقة العربية؛ أي أنّ الجمهور في أوروبا وأميركا ومناطق أخرى من العالم، لا تظهر لديه الأيقونة الجديدة.
من جانب آخر، لا بدّ من الإشارة أيضاً، إلى أنّ غوغل، وكما يحتفي ببعض الأسماء العربية أو ما يتعلّق بثقافتها، فهو أيضاً يستذكر، بشكل شبه روتيني مواعيد وشخصيات "إسرائيلية"؛ لكن وبطبيعة الحال، لا يظهر ذلك للمتصفح من بلاد عربية. إذن، لم تعد استعادة غوغل للفنّانين العرب مدعاةً للفرح والتمجيد.