تحركات في مالي لاحتواء الإيبولا

26 أكتوبر 2014
الفيروس يواصل تفشيه في دول أفريقيا (Getty)
+ الخط -

تحاول مالي منع انتشار فيروس إيبولا بعد الإعلان عن أول إصابة في هذا البلد، بينما طبقت الولايات المتحدة للمرة الأولى إجراء العزل الإلزامي للهدف نفسه.

وأعلنت الممرضة الأميركية كاسي هيكوكس العائدة من مهمة لدى منظمة أطباء بلا حدود في سيراليون، حيث قامت بمساعدة مصابين بإيبولا، أنها وضعت في الحجر الصحي مع أنها لا تعاني من أي أعراض لمرض الحمى النزفية.

وقالت لصحيفة ذي دالاس مورنينغ نيوز السبت "لا أتمنى هذا الوضع لأحد وأخشى على الناس الذين سيواجهون وضعا مماثلا في المستقبل".

وكان حاكما ولايتي نيوجيرزي كريس كريستي ونيويورك اندرو كومو، أعلنا قرار فرض العزل الصحي الإجباري، على المسافرين الذين كانوا على تماس مع مصابين بإيبولا في أفريقيا، بعد تسجيل إصابة أولى في نيويورك لطبيب قادم من مهمة في غينيا.

ومع أن المرضى الذين أصيبوا خارج أفريقيا -ممرضتان في الولايات المتحدة وأخرى في إسبانيا- تماثلوا للشفاء، إلا أن الوباء لا يزال يواصل انتشاره في غرب أفريقيا حيث أصيب بالفيروس، عشرة آلاف و141 شخصا توفي منهم 4922، حسب آخر حصيلة أعلنتها منظمة الصحة العالمية في 23 أكتوبر/تشرين الأول.

أول إصابة في مالي

وفي مالي حيث سجلت الإصابة الأولى لطفلة تبلغ من العمر سنتين توفيت بإيبولا في كاييس الجمعة، وضع أكثر من خمسين شخصا في الحجر الصحي بينهم عشرة في العاصمة باماكو التي مرت عبرها الفتاة بحافلة.

وقال الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا في مقابلة إن "الإصابة طُوّقت بسرعة، ونأمل في نهاية المطاف في الخروج من هذه القضية سالمين".


وانتقد الرئيس المالي جدة الطفلة التي اتهمها "بالإهمال" لأنها اقتادت الفتاة إلى بلد ينتشر فيه الفيروس، مؤكدا أن "كل الإجراءات اتخذت لوقاية مالي".

وأشار إلى إجراءات "فحص الحرارة" في المطارات، لكنه لم يشر إلى المراكز الحدودية البرية التي عبرتها الطفلة خلال رحلتها، مضيفا: "لدينا حدود مشتركة لم ولن نغلقها أبدا".


ونفت وزارة الصحة المالية معلومات أفادت أن عوارض المرض ظهرت على الفتاة قبل أن تغادر غينيا، أي أن احتمال انتقال العدوى رافقها طوال رحلتها إلى مالي.

وقال الناطق باسم الوزارة لوكالة فرانس برس "نعرف أن الطفلة كانت تعيش في باماكو ولم تكن معدية. مرحلة المرض ظهرت في كاييس وليس في غينيا".


وأعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة في تقرير أنها "تعتبر الوضع في مالي ملحا، وأن حالة الطفلة خلال الرحلة بالحافلة، تثير القلق لأنها تنطوي على فرص عديدة لنقل المرض إلى عدد كبير من الأشخاص".

إلا أنها رحبت "برد الفعل السريع للسلطات"، وعبرت عن ارتياحها لوجود فرقها وفرق من المراكز الأميركية الاتحادية لمراقبة الأمراض في هذا البلد، لمواجهة أي إصابة قد تصل إليه.


وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة نقلت عن طريقه إلى مالي طنا من المعدات، من مونروفيا عاصمة ليبيريا البلد الذي سجل فيه أكبر عدد من الإصابات، من بينها تجهيزات لحماية الأفراد وقفازات وأقنعة.

في المقابل أعلنت موريتانيا تعزيز إجراءات المراقبة على حدودها مع مالي، بعد الإعلان عن هذه الإصابة الأولى في كاييس التي تعد الرئة الاقتصادية للمبادلات التجارية بين البلدين، وقالت مصادر محلية إن هذا الإعلان ترجم بإغلاق الحدود بحكم الأمر الواقع.


وفي ساحل العاج المجاورة لغينيا وسيراليون، والتي نجحت حتى الآن في تجنب انتقال الفيروس إليها، يجري البحث منذ ثلاثة أيام عن ممرض غيني قد يكون مصابا بإيبولا، تسلل سرا إلى البلاد.

أما غينيا، فتنتظر وصول ثلاثين خبيرا فرنسيا في الأمن المدني اليوم الأحد، في مهمة تستمر تسعة أسابيع، لتأهيل نحو مئتين من الطواقم لمساعدة الأجهزة الصحية التي تعمل على مكافحة المرض.