تنفذ القوات العراقية مدعومة بطيران الجيش، منذ فجر اليوم، عمليات تطهير وتفتيش مكثفة شملت محاور عدة في المحافظات، وأخرى في العاصمة بغداد، للقضاء على تحركات تنظيم "داعش" الإرهابي، والجهات الخارجة عن القانون، تنفيذاً لخطة أمن العيد، بعد ورود معلومات عن هجمات محتملة.
وتسجّل المحافظات العراقية تصعيداً واضحاً بأعمال العنف، يأخذ في الاقتراب من قلب العاصمة بغداد، والتي تعيش حالياً وضعاً مربكاً، في ظل تزايد الهجمات المسلحة وأعمال القتل والخطف وعودة التفجيرات، فضلاً عن استمرار استهداف المقار الأميركية بالصواريخ من قبل الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران.
ووفقاً لبيان أصدرته خلية الإعلام الأمني، فإن "قوة مشتركة ضمن المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة في محافظة كركوك، شرعت بعملية تفتيش في قريتي (البو صباح، وغيدة)، وتمكنت من تدمير عجلتين، إحداهما تم تدميرها من قبل طيران الجيش، والأخرى من قبل القوة المنفذة للواجب"، مبيناً أن "مجموعة من عناصر داعش تستقل دراجات نارية، أطلقت النار باتجاه القوة التي اشتبكت معها".
تحتم خطة فرض الأمن التي تنفذها القوات العراقية، زيادة الجهد الأمني خلال المناسبات والأعياد
إلى ذلك، وفي محافظة الأنبار (غربي العراق)، تنفذ قوات من الجيش والشرطة المحلية عمليات تطهير في مناطق متفرقة غربي المحافظة، شملت بلدات هيت والقائم والرطبة، للقضاء على أي تحركات محتملة قد يقوم بها عناصر التنظيم"، وفقاً لمسؤول أمني في المحافظة.
وكانت القوات العراقية قد عززت انتشارها الأمني لتأمين الطريق الدولي السريع، الرابط بين بغداد والمنافذ الحدودية الثلاثة، مع الأردن والسعودية وسورية، والذي يمر عبر محافظة الأنبار.
وفي العاصمة بغداد، تمكنت قوة أمنية من إحباط هجوم صاروخي وفقاً لمعلومات استخبارية، وذكر بيان أمني أنّ "القوات الأمنية تمكّنت من العثور على صاروخ نوع كاتيوشا، كان معداً للإطلاق في منطقة جبور الشعارة، وقد جرى تفكيكه".
من جهته، أكّد ضابط في قيادة العمليات المشتركة أنّ "التحركات التي قامت بها القوات اليوم هي عمليات تفتيش وتطهير، وقد شملت محاور متفرقة من محافظات كركوك والأنبار وصلاح الدين وبغداد، وتتم وفقاً لمعلومات استخبارية عن تحركات إرهابية في تلك المحاور". مبيناً أن "خطة فرض الأمن التي تنفذها القوات العراقية تحتم زيادة الجهد الأمني خلال المناسبات والأعياد، لا سيما أن الإرهاب يتعمد تكثيف عنفه خلال المناسبات تحديداً".
وأشار الضابط إلى أن "العمليات المكثفة ستستمر طوال فترة العيد، وستشمل محاور أخرى من عدد من المحافظات".
وساهم تزايد الخطر الأمني في مناطق البلاد في إيجاد فرصة لإعادة التنسيق بين الجيش العراقي والبشمركة الكردية، اللذين توصّلا أخيراً إلى تفاهمات أولية بشأن عودة تنفيذ العمليات العسكرية المشتركة، لإنهاء تحركات التنظيم، في عدد من المحاور التي يتزايد فيها نشاط التنظيم.