فكان من المتوقّع أن يظهر ميشال المرّ عبر القناة التي يترأس إدارتها ليصفّي حساباته، ولا سيما بعد صدور قرار قضائي لمصلحته، في دعوى التخابر الدولي غير الشرعي، التي اتهمته فيها "وزارة الاتصالات اللبنانية" العام الماضي، وشركة "ستوديو فيزيون"، "بسرقة أموال الدولة والتهرب من دفع رسوم وضرائب على المبالغ التي استولوا عليها، والاستيلاء غير المشروع على أموال عامة".
وكان من المتوقّع أيضاً أن يستعمل المرّ منبره للهجوم على الإعلامي هشام حداد (من دون أن يسمّيه)، رداً على سخرية الأخير من محطة "MTV"، بمساعدة مقدّمة البرنامج منى أبو حمزة، التي كانت تدعم المرّ بالعبارات المطلوبة كلّما تلكأ في إيجادها. واتهم المرّ "فريقاً سياسياً معيّناً مع وسائل الإعلام، كالجديد والـ LBCI، بأنها تشن هجوماً مركّزاً عليه وعلى قناته، بتمويل من شخصيات عامة سمى بعضها".
كلُّ ذلك كان متوقعاً، حتى لو بدا مخالفاً للمهنية، انطلاقاً من أن هستيريا الرايتينغ اجتاحت جميع القنوات التلفزيونية ونسفت أصول ومعايير مهنة الإعلام. وبتنا نتوقّع ما لا يمكن توقّعه. لذا، فقد أصبح من البديهي أن يستعمل كلٌّ من بيار الضاهر وميشال المرّ وتحسين الخيّاط قنواتهم للهجوم على بعضهم بعضاً، كلٌّ حسب مصلحته الخاصة.
لكن ما لم نتوقعه بتاتاً أن يستعمل ميشال المرّ قناته لتصنيفنا، نحن المشاهدين. ففي معرض حديثها عن "فخامة" الـ MTV، قالت المذيعة إنها علمت "بالصدفة" من خلال المعلنين أن الإعلان عبر قناة المرّ أغلى من الإعلان عبر أي قناة أخرى. فأجابها المرّ قائلاً بالحرف: "طبيعي. لأن نحنا عنا طبقة اجتماعية باقي المحطات ما بتطالها، واللي هنّي عندُن مستوى علمي معيّن"!
نعم. رئيس مجلس إدارة محطة تلفزيونية يسمح لنفسه بتصنيف الناس طبقات، حسب المستوى العلمي، على أساس أن "العلم نور"، وأن كلّ مواطن وصل إلى "مستوى علمي معيّن" فهو بالضرورة مثقف. ربما غاب عن ذهنه أن المستوى العلمي العالي لا يسمح للناس بالتحدث مع بعضهم بعضاً بلغة فوقية، كانت كافية لنفهم سرّ "كوكب الـ MTV" وانزلاقها إلى درك العنصرية والطبقية والتصنيفات الاجتماعية.
كلام المرّ في "حديث البلد" جعلنا نفهم السبب الرئيسي لتراجع "رايتينغ" الـ MTV. فالمحطة التي تعتبر نفسها "أرقى" و"أذكى" و"أفهم" من الناس، لا بدَّ أن يبتعد عنها الناس. والمحطة التي تكابر وتتكبّر على الناس، ما عدا أصحاب المستوى العلمي المعيّن، هي محطة لا يمكن أن تنجح لأنها لا تشبهنا. والأهم من كلّ ذلك أن التلفزيون صاحب شعار "الـ MTV مش لحدا. الـ MTV إلك"، ناقض نفسه مساء أمس الخميس بلسان رئيس مجلس إدارته الذي اعتبر أنها لطبقة اجتماعية محدّدة.
موجةٌ من الغضب العارم اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب كلام المرّ الطبقي والفوقي. فقد شكّل كلامه مادة دسمة لعددٍ كبير من المواطنين، الذين سخروا من لغته. شخصية "موتورة" الشهيرة على موقع "تويتر"، علّقت: "في مرّة كنا جايبين فلافل عَ الغدا، وحطينا الـ MTV نحن وعم ناكل. دغري قطعولنا البث".
وكتبت جويل بطرس: "يمكن الـ MTV تصير تجبرنا نقدّم تصريح عن أموالنا المنقولة وغير المنقولة قدّام المجلس الدستوري، قبل ما تسمحلنا نحضرها". وتساءل ذو الفقار حركة: "يعني هلق بما إنو الـ MTV مش لحدا بس للكلاس حسب ما قال الخواجة المر، ممنوع أحضرها أنا وعم باكل مجدّرة"؟ كذلك، كتب الزميل فراس حاطوم، صاحب شركة "شوت برودكشن" ساخراً: "في واحد جرّب يحضر الكواليتي تي في، طلبوا منّو ورقة معاش".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Facebook Post |
Twitter Post
|
Twitter Post
|