حذرت دراسات وتقارير بحثية صحية من النتائج المتعلقة بتأثير الخمول البدني على صحة السكان في قطر، وطالبت بزيادة مستوى النشاط الجسدي في المدارس وتنوعه.
وخلال الندوة العلمية التي نظمتها جامعة قطر اليوم الأحد، بعنوان "الرياضة المدرسية: وجهات نظر متعددة التخصصات"، كشف مدير برنامج علوم الرياضة بكلية الآداب والعلوم، محفوظ عمارة، أن 18.8 في المائة من الذكور القطريين، و15.5 في المائة من الفتيات القطريات دون سن 20 عاماً يعانون من السمنة المفرطة، وذلك بالاستناد إلى أحدث التقارير. كما بيّن أن 25 في المائة من الأطفال فقط يستوفون إرشادات النشاط البدني للصحة، في حين لا تزال الغالبية العظمى غير نشطة.
وأفادت الدراسة التي نشرت في تقرير "قطر بيوبنك" السنوي لعام 2018 أن 38 في المائة من المشاركين فيها لا يمارسون أي نوع من أنواع النشاط البدني على الإطلاق، في حين يعاني 43 في المائة من الذين استطلعت آراؤهم من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة.
كما أظهر التقرير الذي شمل تحليلات طبية شاملة لأكثر من 18 ألف مشارك، أن 12 في المائة فقط من المشاركين لديهم معدل طبيعي من فيتامين "د"، ولدى 25 في المائة معدلات نقص معتدلة، و50 في المائة معدلات نقص متوسطة بالفيتامين المذكور، مقابل 13 في المائة دلّت معدلاتهم على نقص شديد في الفيتامين المذكور. ويرتبط نقص فيتامين "د" بالعديد من الأمراض المزمنة، منها السكري، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والالتهابات.
يشار إلى أن أعداد المشاركين في الدراسة من الجنسين كانت متقاربة جداً (49 في المائة من الرجال، و51 في المائة من النساء)، وأن النسبة الأكبر من المشاركين من الفئة العمرية بين 25 و34 عاماً.
وأشار التقرير الوطني الذي أصدره مستشفى جراحة العظام والطب الرياضي "سبيتار"، إلى أن أسلوب الحياة الحديث والذي يميل فيه الأفراد لقضاء أوقات أكبر أمام الشاشات، وتطور الحياة المدنية مع تراجع العمل اليدوي وانتشار الميكنة الحديثة، أدى إلى انتشار العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بنمط الحياة. وخلصت النتائج إلى أن 15 في المائة من الأطفال في قطر يبذلون نشاطا بدنيا بمعدل 60 دقيقة خلال الأسبوع.
والجدير ذكره، أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 تهدف إلى تحقيق انخفاض بنسبة 5 بالمائة في معدل السمنة لدى الأطفال والمراهقين والبالغين، وتركز على تحقيق زيادة بنسبة 25 في المائة بين المراهقين الذين يستوفون معدلات النشاط البدني الموصى بها. وتتضمن الخطط في هذا المجال إطلاق برنامج صحي مدرسي وطني شامل ومتكامل، لوضع منهج صحي يعتمد على التغذية وسلوكيات نمط الحياة الصحية للأطفال والمراهقين.
وتشمل أهداف الاستراتيجية كذلك حصول 80 في المائة من الموظفين الحكوميين وشبه الحكوميين على برامج صحة مهنية، وتعزيز الصحة البدنية والنفسية والحد من المخاطر المهنية وتحسين السلامة في مكان العمل.
وتتضمن الاستراتيجية الوطنية مجموعة حملات ومبادرات توعوية، إلى جانب وضع برامج لنمط حياة صحي للمسنين في جميع أنحاء البلاد، وزيادة محو الأمية الصحية للنساء قبل الحمل وتحسين نمط الحياة الصحي للنساء اللواتي بلغن سن الإنجاب عن طريق وضع مبادئ توجيهية لتقديم المشورة بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني. كما تلحظ دعم السكان الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة متعددة من خلال الأنشطة التي تحسين استراتيجيات الإدارة الذاتية، وتقلل مخاطر المضاعفات مثل سوء العادات الغذائية والبدانة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر في الدم وقلة النشاط البدني.
يشار إلى أن قطر تعتبر في صدارة الدول التي تخصص يوم عطلة رسمية للرياضة، لتشجيع العاملين من مواطنين ومقيمين على نهج أساليب الحياة الصحية.