تحذيرات في إسرائيل: موجة من العمليات الفردية بعد عملية الدهس

17 مارس 2018
الانتفاضة الفلسطينية اندلعت في أكتوبر 2015(نضال اشتيه/الأناضول)
+ الخط -

حذّر معلقون إسرائيليون من أن "عملية الدهس التي نفذها الشاب الفلسطيني علاء قبها، مساء أمس الجمعة، وقتل فيها عنصران من جيش الاحتلال وأصيب ثلاثة آخرون بجراح يمكن أن تمثل مقدمة لاندلاع موجة من العمليات الفردية".

واعتبر المعلقون أن "الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد في الضفة الغربية، يوفر بيئة تعزز من الدافعية لتنفيذ العمليات الفردية في أوساط الشباب الفلسطيني.

ونقل المعلق العسكري في موقع "وللا"، أمير بوحبوط، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها، إنّ "هناك مخاوف من أن تمثل عملية الدهس مقدمة لتفجر موجة من العمليات المماثلة ينفذها شبان فلسطينيون معنيون بالاقتداء بمنفذها، خصوصاً عشية إحياء الفلسطينيين يوم الأرض، وفي الوقت الذي تتعاظم فيه الدعوات لتنفيذ احتجاجات واسعة على نقل السفارة الأميركية إلى القدس".

ولفت بوحبوط، في تقرير نشره الموقع صباح اليوم السبت، إلى "أنّ عيد "الفصح" اليهودي وحلول شهر رمضان قريبا، يمثلان عاملين إضافيين يزيدان من الدافعية لتنفيذ مثل هذه العمليات".


وبيّن أن عملية الدهس جاءت وسط مؤشرات على تصاعد العمليات، مشيراً إلى أنه منذ مطلع العام الحالي تم تسجيل ارتفاع واضح في عدد العمليات التي ينفذها الفلسطينيون في أرجاء الضفة الغربية.

وأضاف أنه بحسب معطيات جهاز "المخابرات الداخلية" (الشاباك) فقد نفذ الفلسطينيون خلال الشهر الماضي 118 عملية مقارنة بـ91 محاولة في شهر فبراير/شباط الماضي، مبيناً أن العام الماضي نفذ الفلسطينيون 1700 عمل "عدائي" ضد أهداف إسرائيلية.

كذلك، لفت إلى أن "الجيش والاستخبارات الإسرائيلية سينفذان إجراءات ميدانية، بهدف إحباط العمليات التي يفترض أن يحاول المزيد من الشباب الفلسطينيين تنفيذها في الآونة القريبة".

وأضاف أن قرار الجيش مصادرة تصاريح العمل من أبناء عائلة منفذ عملية الدهس علاء قبها، تمثل مقدمة أولية لمجموعة من الإجراءات العقابية التي ينوي الجيش تنفيذها، مبيناً أن إسرائيل تحاول تصميم إجراءاتها العقابية بحيث لا تؤدي في الوقت ذاته إلى دفع المزيد من الفلسطينيين لتنفيذ عمليات.

بدوره، قال معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إنه على الرغم من صعوبة توقع مدى تأثير عملية الدهس على دافعية الشباب الفلسطيني لتنفيذ عمليات فردية "إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنطلق من افتراض مفاده بأن العوامل التي تدفع الفلسطينيين لتنفيذ العمليات قائمة، وسيتعاظم تأثيرها في الأشهر المقبلة".

وفي تحليل نشره موقع صحيفة "معاريف"، صباح اليوم، أكد ميلمان أن كل المؤشرات تدل على أن الضفة الغربية "تغلي"، مشيراً إلى أن "محافل التقدير الإستراتيجي في الجيش و"الشاباك" تشير إلى أن انسداد مسار الحل السياسي للصراع وقرار نقل السفارة الأميركية للقدس، قلصا هامش المناورة أمام الفلسطينيين ومسا بمستويات الأمل لدى قطاعات واسعة منهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأعاد ميلمان للأذهان حقيقة أنّ كلاً من الجيش و"الشاباك" لم يعلنا عن انتهاء "انتفاضة العمليات الفردية" التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

أمّا المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، فقد أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يتهم حركة "حماس" بالمسؤولية عن تحريض الجماهير الفلسطينية في الضفة لتنفيذ عمليات بهدف إشعال الأوضاع الأمنية هناك، لافتاً إلى أن هناك مؤشرات على أن قطاعا من الشباب الفلسطيني يستجيب لـ"التحريض" الذي تمارسه الحركة.

وفي مقال نشره موقع الصحيفة، صباح اليوم، استدرك بن يشاي قائلاً إنّ هناك مؤشرات تدل على أن تحولات اجتماعية واقتصادية أفضت إلى إيجاد بيئة في الضفة الغربية، تشجع على تنفيذ العمليات.

وبيّن أنّ حوالي 40 بالمائة من الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية عاطلون عن العمل، مبيناً أنّ النمو الاقتصادي في الضفة تراجع بشكل كبير، مما أفضى إلى واقع اجتماعي يساعد على تبلور بيئة تدفع الشباب الفلسطيني للاستجابة للدعوات التي تحرضهم على تنفيذ العمليات.

وأوضح أن تهاوي فرص التوصل للمصالحة الوطنية الفلسطينية يفاقم الأوضاع سوءاً ويزيد الدافعية لتنفيذ العمليات.


المساهمون