تحذيرات إسرائيلية من تداعيات حصول الأسد على منظومة إس-300

26 ابريل 2018
معلق: المنظومة قادرة على المس بـ20 هدفاً بآن واحد(Getty)
+ الخط -



تسيطر على الأوساط الإسرائيلية حالة من الخوف والترقب حيال نية موسكو تسليم النظام السوري منظومة إس-300، إذ يجمع محللو الصحف إلى أن إسرائيل تتجه إلى مقاربة جديدة بخصوص شن الضربات على مواقع النظام السوري و"حزب الله" اللبناني، بخلاف ما كان معهوداً في السابق.

وفي هذا الصدد، قالت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، مساء الأربعاء، إن المخاوف الإسرائيلية من حصول نظام الأسد على منظومة إس-300 الصاروخية المتطورة حقيقية، مشيرة إلى أن حصول جيش الأسد عليها يغير بيئة العمل العسكري الإسرائيلي في سورية بشكل كامل.

وحسب معلق الشؤون العسكرية في القناة، نير دفوري، فإن منظومة "إس-300" قادرة على رصد الطائرات الإسرائيلية من على مسافة 200 كلم، مما يجعل جميع المطارات الإسرائيلية تحت طائلة الرصد السوري، إلى جانب قدرتها على إطلاق الصواريخ إلى ارتفاعات عالية جداً.

وأشار المعلق الإسرائيلي إلى أن هذه المنظومة قادرة على المس بـ20 هدفاً في آن واحد، منوهاً إلى أن فاعلية هذه المنظومة أكبر بكثير وأعمق أثراً من فاعلية الصواريخ التي يمتلكها نظام الأسد حالياً.

وشدد على أن حصول نظام الأسد على هذه المنظومة يستدعي من سلاح الجو الإسرائيلي إعادة صياغة استراتيجية عمله في سورية من جديد، مشيرة إلى أن هذا التطور سيؤثر على الجهد الحربي لسلاح الجو الإسرائيلي في كل منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن التقدير السائد في تل أبيب يفيد بأن التعهد الروسي بتزويد نظام الأسد بالمنظومة المتطورة يعبّر عن موقف سياسي وليس خطوة تكتيكية فقط.

وخلص إلى أن الاستنتاج الأول الذي يتوجب الولوج إليه في أعقاب حصول نظام الأسد على هذه المنظومة يتمثل في وجوب إعادة النظر في الطرق التي يتم بها استخدام الطائرات الحربية الإسرائيلية.

وأضاف أنه في حال وصول هذه المنظومة إلى نظام الأسد فإنه يتوجب الرد على الأسئلة التالية: "متى نقصف وأين نقصف، ما هي منظومات الدفاع الجو التي يمكنها تأمين الطائرات الإسرائيلية أثناء تواجدها في المطارات الإسرائيلية وأثناء إقلاعها باتجاه الأهداف".

أما يوسي ميلمان معلق الشؤون الاستخبارية في "معاريف" فقد اعتبر أن نقل روسيا منظومة "S300" يعد رداً على زيادة وتيرة الهجمات التي تنفذها إسرائيل في سورية.

وفي مقال نشرته الصحيفة اليوم الخميس، لم يستبعد ميلمان أن يكون القرار الروسي بتزويد نظام الأسد بالمنظومة رداً على تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بتدمير منظومات الدفاع الجوية الروسية في حال حاولت تقليص هامش المناورة المتاح أمام سلاح الجو الإسرائيلي في سماء سورية.

من جانبه، قال المعلق عوديد غرانوات إنه على الرغم من أن لدى إسرائيل ردوداً على التحديات التي تمثلها منظومة "إس-300"، إلا أن وجودها بأيدي نظام الأسد سيقلص من قدرة إسرائيل على مواصلة إملاء خطوطها الحمراء هناك، لا سيما منع إيران من التمركز وإحباط نقل السلاح النوعي لحزب الله.

وفي تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليو، قال غرانوات إن الإعلان الروسي عن النية بتزويد نظام الأسد بالمنظومة المتطورة يمثل مظهراً من مظاهر عودة "الحرب الباردة بين الروس والأميركيين"، مشيراً إلى أن هذا الإعلان جاء رداً على الهجمة الثلاثية الغربية الأخيرة على سورية.

ورجح غرانوت أن الروس سيقومون في النهاية بتزويد نظام الأسد بالنسخة القديمة من منظومة "إس-300"، التي توقفت روسيا عن إنتاجها منذ عامين.

ونوه إلى أن طابع التنسيق بين الروس والإسرائيليين يمكن أن يحول دون حدوث أي تدهور في العلاقة بين الجانبين على خلفية وصول هذه المنظومة للسوريين.

وفي السياق، قال عاموس هارئيل، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هارتس" إن منظومة "إس-300" تعد مركباً أساسياً في الحرب النفسية التي تشنها روسيا ضد الأطراف جميعاً إلى أجانب دورها في تأمين مصالح موسكو في المنطقة.

وفي تحليل نشرته الصحيفة اليوم، عدَّ هارئيل الخطوة الروسية المرتقبة بمثابة رسالة للولايات المتحدة وليس لإسرائيل، مشيراً إلى أن موسكو تراهن على أن يفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعهداته بالانسحاب من سورية.

بدوره، قال أمير أورن معلق الشؤون العسكرية في موقع "وللا" إن إسرائيل حصلت على تطمينات بأن منظومات الدفاع الجوي الروسية المتطورة التي ستنقل لسورية لن توجه ضد إسرائيل.

وفي تقرير نشره الموقع مساء أمس، نوَّه أورن إلى أن الروس الذين أكدوا أنه سيتم نقل منظومة "إس-300" لسورية لم يوضحوا بالضبط إن كانت هذه المنظومة ستسلم لنظام الأسد أو ستوجه لخدمة القوات الروسية العاملة في سورية.


وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة قد كشفت الليلة الماضية النقاب عن أن إسرائيل طلبت رسمياً من روسيا عدم الإقدام على تزويد نظام الأسد بمنظومة الدفاع الجوي المتقدمة "إس-300".

ونوهت القناة في تقرير بثته الليلة الماضية إلى أن مئير بن شابات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي اتصل بنظيره الروسي نيكالو فتروشوف.

وأشارت القناة إلى أن فترشوف أبلغ بن شابات بأن القيادة الروسية لم تتخذ بعد قراراً بشأن تزويد نظام الأسد بالمنظومة.

وحسب القناة فإن إسرائيل لم تكتف بالاتصالات التليفونية بالقيادات الروسية، مشيرة إلى أن تل أبيب أرسلت إيتان بن دافيد، مساعد بن شابات الذي التقى في سوتشي بفتروشوف وناقش معه الأوضاع في سورية.

المساهمون