تحالف رئيس البرلمان العراقي يطالب باستدعاء السفير الإيراني في بغداد

02 ابريل 2020
استدعاؤه للتحذير من خطورة التدخل في الشأن العراقي (الأناضول)
+ الخط -
في أول رد فعل على تصريحات مسؤولين إيرانيين بشأن الوجود الأميركي في العراق، دعت كتلة "تحالف القوى العراقية"، بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير الإيراني في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج، وتحذيره من خطورة التدخل في الشأن العراقي.

وقال ممثل الكتلة في البرلمان، النائب رعد الدهلكي، إن "على إيران أن تحل مشاكلها مع الأميركيين خارج الحدود العراقية"، مضيفا في بيان، أن "حديث ما يسمى بمستشار قائد الثورة الإسلامية المدعو يحيى صفوي عن دفاع العراق المشروع في مواجهة المغامرات الأميركية أمر لا مفر منه، هو حديث مردود عليه، وعلى من يصفق له، فالعراق وشعبه أعرف بمصالحهم، ودفاعنا كان وسيبقى ضد كل من يتدخل بالشأن العراقي الداخلي، فإيران لا تقل شرا على العراق من أميركا وغيرها من الدول التي جعلت من العراق ساحة لتصفية حساباتها، فجميعهم أكثر خطورة على العراق من وباء كورونا".

وتابع أن "العراق قالها مراراً وتكراراً إنه لم ولن يكون جزءاً من اللعبة الإقليمية وسياسة المحاور، وسيبقى العراق للعراقيين فقط"، مطالبا وزارة الخارجية والقوى الوطنية التي تدافع عن العراق بموقف شجاع وقوي للرد على التدخلات الخارجية المقيتة في الشأن العراقي وإيقاف الأبواق النشاز التي تصفق لها.

وأمس، الأربعاء، قال صفوي، وهو مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون العسكرية، إن الوجود الأميركي في العراق غير شرعي، محذرا واشنطن من خطورة تحمل تبعات ما وصفه بـ"حضورها غير الشرعي واحتلالها للأراضي العراقية".

وبيّّن أن السياسة العامة لإيران تنصبّ على الدفاع عن الحكومة والبرلمان والشعب العراقي وحقوقه القانونية، مضيفا أن "الشعب العراقي والشباب الواعي وفصائل المقاومة العراقية مستعدون لصد أي هجوم محتمل للجيش الأميركي، وأن أي عمل أميركي سيمنى بهزيمة استراتيجية كبيرة تضاف إلى سجل الرئيس الحالي".

كما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري قوله، الخميس، أن "إيران تراقب تماما التحركات الأميركية وتتابعها لحظة بلحظة"، مبينا أن استهداف القواعد الأميركية كان ردا طبيعيا من الشعب العراقي والمقاومة على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس مليشيا "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس.

وتتزامن تصريحات المسؤولين الإيرانيين، التي اعتبرت تدخلا في شؤون عراقية داخلية، مع زيارة زعيم فيلق القدس بالحرس الثوري إسماعيل قاآني إلى العراق، لحث حلفاء طهران على الإسراع بحسم ملف تشكيل الحكومة، إذ تشير آخر المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد" من داخل غرف اللقاءات التي أجراها قاآني في بغداد مع قيادات وزعامات سياسية يجري تصنيفها على أنها مرتبطة أو مدعومة من إيران، إلى أن تفاهماً نضج بين عدة قوى سياسية شيعية يقضي بإقصاء عدنان الزرفي من مهمة تشكيل الحكومة، والاتفاق على مرشح آخر ليتولى المهمة، وسط استمرار عدم الوضوح في موقف الكتلتين الشيعيتين المتمسكتين بتكليف الزرفي، وهما "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر، و"النصر" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.

وفي السياق، قال عضو البرلمان عن تحالف "سائرون" رياض المسعودي، إن تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية لم يكن نتيجة تبنيه من قبل تحالفه، بل نتيجة لترشيحه وتكليفه من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، مبينا خلال تصريح صحافي، أن دعم "سائرون" للزرفي يتطلب منه تنفيذ شروط التحالف المتمثلة بقدرته على إقناع القوى "الشيعية" المعارضة له، والإتيان بشخصيات مستقلة في كابينته دون محاباة للكتل "السنية والكردية".

وانتقد سياسيون أكراد قبول القوى "الشيعية" بتدخل قاآني في حوارات تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال النائب السابق والقيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ماجد شنكالي، في تغريدة على موقع تويتر: "إذا اتفقت الكتل الشيعية على مرشح لرئاسة الوزراء بديلاً عن الزرفي المكلف دستوريا بعد وصول إسماعيل قاآني إلى بغداد، حسب الأخبار المتداولة، عليهم بعد ذلك عدم اتهام الآخرين بمصطلحات الجوكرية (وصف أطلقته أحزاب ومليشيات مقربة من إيران على المتظاهرين)، والعمالة، وأبناء السفارة، واللبيب بالإشارة يفهم".


وبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حسان العيداني، فإن زيارة قاآني إلى العراق وما رافقها من تصريحات لمسؤولين إيرانيين كبار تشير جميعها إلى أن الإيرانيين يريدون تحويل العراق إلى ساحة صراع بالإنابة مع الولايات المتحدة، معتبرا، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الإيرانيين يريدون استعادة نفوذهم في العراق الذي تراجع كثيرا بعد التظاهرات ومقتل سليماني، ولا يمكن استبعاد مزيد من الهجمات على المصالح الأميركية في العراق من قبل الفصائل المسلحة المقربة من إيران إذا لم تتمكن القوى الشيعية من فرض رئيس وزراء مرضي عنه من طهران".