قال التحالف السياسي المدعوم من إيران، في بغداد، إن مهمة إخراج القوات الأميركية من العراق ستكون على رأس أولوياته خلال الفترة المقبلة، في إشارة إلى تشكيل الحكومة المرتقبة بالعراق بنسختها السادسة بعد عام 2003.
وتواصل قوى وكتل سياسية مقربة من طهران فضلا عن فصائل مسلحة تصعيدها ضد الولايات المتحدة، حيث أعلن زعيم "تحالف الفتح" والقيادي بمليشيا "الحشد الشعبي" هادي العامري، مساء أمس الثلاثاء، أن الضغوط الأميركية فشلت في تشكيل حكومة حسب رغبتها، بعد هجوم مماثل لسياسيين عراقيين، وزعماء فصائل مسلحة طالبوا المبعوث الأميركي، بريت ماكغورك، بمغادرة العراق أبرزهم قيس الخزعلي وحسن سالم، فيما هددت يوم أمس مليشيا "حزب الله" العراقية، بإسقاط أي حكومة لا تحترم "الحشد الشعبي".
وقال القيادي في "حزب الله" العراقي، أبو طالب السعيدي، في كلمة إنّ "ما يحدث من اتفاقات بين الكتل السياسية في البرلمان بشأن بعض المناصب، لم يكن ليحدث لولا دماء مقاتلينا".
إلى ذلك، قالت القيادية في "تحالف البناء"، وعضو البرلمان الجديد، انتصار الموسوي اليوم الأربعاء إن أولوية التحالف اليوم ستكون إخراج القوات الأميركية من العراق.
وأضافت أن "المقاومة (مليشيات الحشد) انتصرت سياسيا وعقائديا على أميركا ومؤيديها في العراق"، موضحة في بيان نشرته وسائل إعلام عراقية محلية أن "أي عقوبات أميركية ضد فصائل المقاومة الإسلامية لا قيمة لها، وتندرج ضمن مسار أميركي – خليجي للانتقام من داعمي "المقاومة"، على حد قولها.
وهاجمت ما وصفته بالنهج الأميركي الذي يستهدف "فصائل المقاومة الإسلامية"، العبارة التي تطلقها قوى سياسية عدة على المليشيات الموالية لإيران.
وبحسب البيان أوضحت الموسوي أن، أي عقوبات على تلك الفصائل "ستزيدها إصرارا على محاربة الإرهاب"، في إشارة إلى عقوبات أميركية منتظرة على مليشيات عراقية، والعقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران الشهر الماضي.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين على موقف مماثل لرئيس البرلمان العراقي المدعوم من "تحالف البناء"، محمد الحلبوسي، حين أشاد بما سماه الدور الذي تلعبه إيران في العراق، موضحا خلال تلقيه اتصالاً من رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، أن "الشعب العراقي، وأعضاء البرلمان يقدرون الدعم الإيراني المفتوح للعراق في السابق واليوم، لا سيما المساعدة في تحرير العراق من دنس جماعة داعش الإرهابية".
وشدد في بيان نقلته وسائل إعلام عراقية على أن "أعضاء البرلمان العراقي يعارضون ممارسة أيّ ضغوط وحظر اقتصادي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويعتبرونه ظالماً، وسيواصلون وقوفهم إلى جانب الشعب الإيراني".
وحول ذلك قال القيادي بـ"التيار المدني العراقي"، كريم الكعبي، لـ"العربي الجديد"، إن "التصريحات والتهديدات لا تبشر بخير واستفزاز الأميركيين وتأييد واضح للمحور الإيراني وسياسية طهران وأجندتها يعني أن لدينا اربع سنوات صاخبة"، مبينا أن "الكتل السياسية المقربة من إيران صار معروفا عنها أنها تصعد أو تخفض لهجتها بالتناسب مع صوت طهران".
وأوضح الكعبي أن مثل هذه المواقف قد تعود بالعراق إلى المربع الأول، والإضرار بالعملية السياسية، بل وتغذي الصراع الطائفي في البلاد.