15 ديسمبر 2015
تحالفات أم تصفية حسابات
سيف سعدي (العراق)
تتصارع الأقطاب المتنافرة لتكبر فجوة الخلافات، ولدى كل طرفٍ وجهة نظر لتبرير غاياته بمختلف الوسائل الدبلوماسية والعسكرية. ويقول المنطق إن هناك حرباً عالمية على الأبواب، بين معسكر الشيوعيين والمتأسلمين، بقيادة روسيا من جهة، والمعسكر الرأسمالي الليبرالي الغربي بزعامة أميركا، من جهة أخرى.
تشكل تحالف روسيا لهدف أساسي غير مُعلن، لأنه يهدف إلى نقل أنظار العالم عن روسيا، وما تفعله بجزيرة القرم الأوكرانية، ودعمها الانفصاليين هناك، إلى ساحة العراق وسورية في مناورة محفوفة بالمخاطر.
ينطبق الأمر نفسة على كوريا الشمالية التي تعاني من مشكلات العقوبات المفروضة على برنامجها النووي، ونظام حكمها التوتاليتاري، لاسيما تهديداته المتكررة لجارته كوريا الجنوبيّة، وكذلك الصين التي تناضل وتصارع من أجل فرض سيطرتها على بحر الصين الجنوبي الذي بات مصدر إزعاج كبير لها، بسبب الصراع المحتدم من قبل جيرانه.
تحاول إيران تفادي صراع داخلي على غرار ما حدث عام 2009، من خلال إرسال مئات الجنود والمليشيات إلى العراق وسورية من أجل إبعاد الخطر عن أراضيها، وكثيراً ما سمعنا قائد الحرس الثوري يقول إن قواته تدخل في عمق الأراضي العراقية مسافة 40 كم، عدا عن إرسال كثير من جنوده، لمساندة نظام بشار في سورية وحزب الله في لبنان، بهدف زيادة نفوذها.
في الجانب الآخر، هناك تحالف أميركا الذي جعل من روسيا تأكل طعم سورية، لتأجيج الرأي العام العالمي والعربي، لاسيما الخليجي الذي أبدى انزعاجه، ووصف التدخل الروسي بالعدوان الغاشم على المعارضة المعتدلة، التي تمثل الخطر الكبير لوجود بشار الأسد في السلطة.
عبّرت المملكة العربية السعودية عن غضبها جرّاء العدوان الروسي على الجيش الحر، وكأنها تقول لولا عاصفة الحزم على اليمن، لكانت العاصفة في وسط سورية، وهذا ما أدلى به وزير خارجيتها، عادل الجبير.
قالت تركيا التي تمثل المحور الأساسي في التأثير على سورية، لعوامل جيوسياسية، إنها لن تقف متفرجة طويلاً على منطقة نفوذها (سورية)، وهي في أحضان الدب الروسي، خصوصاً أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رفض الضربات الجوية الروسية على المعارضة، وانتهاكات الطيران الروسي الحدود التركية، وقال إن بلادة سوف تفعّل قواعد الأشتباك ضد أي انتهاك جديد.
لم يكن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، مقتنعاً بحرب روسيا على تنظيم داعش الإرهابي، لأن روسيا جاءت من أجل حماية النظام المتهالك ودعمه، وداعش لا تمثل الخطر الحقيقي على النظام، لأنها صنيعته، والخطر الأكبر على النظام يكمن في الجيش الحر (المعارضه المعتدلة)، فكيف تقنعنا روسيا بأن حربها على داعش؟.
كل تحالف يحاول أن يصفي حساباته في أرض بعيدة عن حدوده، والكل يريد أن يستعرض عضلاته وبطولاته العسكرية، لإثبات الوجود أمام القوى الأخرى.
تحالفٌ هنا وآخر هناك، ولا شيء سوف يتغير، بل ستسوء الأمور إلى حد كبير، والأزمة تطول، وسيبلغ الصراع ذروته بتصفية الحسابات على أرض محايدة (العراق، سورية)، إلى أن يقتنع التحالفان بأن الحل سياسي وليس عسكرياً في البلدين، ولا خيار سوى الحوار.
تشكل تحالف روسيا لهدف أساسي غير مُعلن، لأنه يهدف إلى نقل أنظار العالم عن روسيا، وما تفعله بجزيرة القرم الأوكرانية، ودعمها الانفصاليين هناك، إلى ساحة العراق وسورية في مناورة محفوفة بالمخاطر.
ينطبق الأمر نفسة على كوريا الشمالية التي تعاني من مشكلات العقوبات المفروضة على برنامجها النووي، ونظام حكمها التوتاليتاري، لاسيما تهديداته المتكررة لجارته كوريا الجنوبيّة، وكذلك الصين التي تناضل وتصارع من أجل فرض سيطرتها على بحر الصين الجنوبي الذي بات مصدر إزعاج كبير لها، بسبب الصراع المحتدم من قبل جيرانه.
تحاول إيران تفادي صراع داخلي على غرار ما حدث عام 2009، من خلال إرسال مئات الجنود والمليشيات إلى العراق وسورية من أجل إبعاد الخطر عن أراضيها، وكثيراً ما سمعنا قائد الحرس الثوري يقول إن قواته تدخل في عمق الأراضي العراقية مسافة 40 كم، عدا عن إرسال كثير من جنوده، لمساندة نظام بشار في سورية وحزب الله في لبنان، بهدف زيادة نفوذها.
في الجانب الآخر، هناك تحالف أميركا الذي جعل من روسيا تأكل طعم سورية، لتأجيج الرأي العام العالمي والعربي، لاسيما الخليجي الذي أبدى انزعاجه، ووصف التدخل الروسي بالعدوان الغاشم على المعارضة المعتدلة، التي تمثل الخطر الكبير لوجود بشار الأسد في السلطة.
عبّرت المملكة العربية السعودية عن غضبها جرّاء العدوان الروسي على الجيش الحر، وكأنها تقول لولا عاصفة الحزم على اليمن، لكانت العاصفة في وسط سورية، وهذا ما أدلى به وزير خارجيتها، عادل الجبير.
قالت تركيا التي تمثل المحور الأساسي في التأثير على سورية، لعوامل جيوسياسية، إنها لن تقف متفرجة طويلاً على منطقة نفوذها (سورية)، وهي في أحضان الدب الروسي، خصوصاً أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رفض الضربات الجوية الروسية على المعارضة، وانتهاكات الطيران الروسي الحدود التركية، وقال إن بلادة سوف تفعّل قواعد الأشتباك ضد أي انتهاك جديد.
لم يكن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، مقتنعاً بحرب روسيا على تنظيم داعش الإرهابي، لأن روسيا جاءت من أجل حماية النظام المتهالك ودعمه، وداعش لا تمثل الخطر الحقيقي على النظام، لأنها صنيعته، والخطر الأكبر على النظام يكمن في الجيش الحر (المعارضه المعتدلة)، فكيف تقنعنا روسيا بأن حربها على داعش؟.
كل تحالف يحاول أن يصفي حساباته في أرض بعيدة عن حدوده، والكل يريد أن يستعرض عضلاته وبطولاته العسكرية، لإثبات الوجود أمام القوى الأخرى.
تحالفٌ هنا وآخر هناك، ولا شيء سوف يتغير، بل ستسوء الأمور إلى حد كبير، والأزمة تطول، وسيبلغ الصراع ذروته بتصفية الحسابات على أرض محايدة (العراق، سورية)، إلى أن يقتنع التحالفان بأن الحل سياسي وليس عسكرياً في البلدين، ولا خيار سوى الحوار.
مقالات أخرى
05 ديسمبر 2015
03 ديسمبر 2015
20 نوفمبر 2015