لم يحُل النفي الإسرائيلي، المتواصل، دون الكشف عن المزيد من المعلومات حول نشاط التجسس الإسرائيلي الموجّه إلى أقرب الحلفاء، الولايات المتحدة.
وفيما واصلت صحيفة "نيوزويك" الأميركية كشف المزيد من محاولات التجسس الإسرائيلية، كان آخرها يوم الجمعة، أبرزت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، ما أوردته الصحيفة، من اتهامات لإسرائيل بمحاولة التجسس على نائب الرئيس الأميركي آل جور أثناء زيارته قبل 16 عاماً فلسطين المحتلة.
وسلطت "يديعوت أحرونوت" الضوء على محاولة "الموساد" التجسس على الغرفة، التي أقام بها آل جور عند زيارته فلسطين، بحيث رصد عناصر الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، جاسوساً إسرائيلياً حاول اقتحام غرفة آل جور في القدس المحتلة. ومما كتبته "نيوزويك": "فقد سمع أحد أفراد طاقم الحراسة، الذي مكث في غرفة الحمام، ضجة مصدرها فتحة التهوئة، ولاحظ أن فتحات شباك التهوئة مفتوحة من الخارج، ثم شاهد فجأة شخصاً يحاول الخروج من الفتحة لدخول غرفة آل جور، فسعل بصوت عال فعاد الشخص من حيث أتى".
ووفقاً للتقرير المذكور، فإن آل جور لم يكن الشخصية الأميركية الوحيدة، التي كانت هدفاً للجواسيس الإسرائيليين. ويقول عميل للاستخبارات نُقلت عنه هذه الروايات: "لقد كانوا وقحين إلى درجة دعوني فيها أنا أيضاً، بعد أن ألقيتُ خطاباً في مؤتمر في واشنطن، إذ توجه نحوي الملحق الاقتصادي للسفارة الإسرائيلية، ودعاني لزيارة إسرائيل مع ضمان دفع كافة التكاليف والمصروفات، إذ يسعى الإسرائيليون إلى تنظيم زيارات لأكبر عدد من رجال الاتصال الأميركيين وإغراقهم بوجبات وضيافة عالية المستوى مع أفخر أنواع النبيذ، في محاولة لمعرفة نقاط الضعف لديهم. وقد عرضوا على البعض تعاطي الحشيش، أو جلب الفتيات لهم إلى الغرفة في الفندق. إنهم يحاولون أن يجربوا كل شيء عليك".
ويؤكد التقرير الأميركي أن إسرائيل تراقب أيضاً العسكريين الأميركيين، من خلال مديرية تطوير الأسلحة؛ "فهم يراقبون ضباط البحرية الأميركيين، الذين يدرسون في حيفا".
واستقت المجلة معلوماتها من لقاءات سرية عقدت حول قانون يسهل حصول الإسرائيليين على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة. وأشارت إلى أنّه "ما من دولة أخرى قريبة من الولايات المتحدة تواصل تجاوز الخطوط المحددة للتجسس مثلما يفعل الإسرائيليون".
وخلافاً للادعاءات الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة لم تذكر مسائل التجسس، قال التقرير إن الإدارة الأميركية استدعت الدبلوماسيين الإسرائيليين أكثر من مرة وقدمت شكاوى، بل ووبختهم، لكن الأمور لم تتعد ذلك بفعل ضغوط اللوبي اليهودي.
في هذه الأثناء، نفى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، مساء أمس السبت، أنّ إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة، معتبراً أنّ هذه الاتهامات هدفها تخريب العلاقات بين البلدين.
ونقلت وسائل الإعلام الاسرائيلية عن شتاينتز قوله إنّ هذه الاتهامات "تعطي الانطباع بأنّ أحدهم يحاول تخريب التعاون الممتاز بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجال الاستخبارات". وأضاف أنّه "في كل اجتماعاتي مع المسؤولين عن الاستخبارات الأميركية، ومع السياسيين المسؤولين عنهم، لم اسمع أبداً أدنى شكوى"، تتعلق بوجود نشاط تجسسي إسرائيلي في الولايات المتحدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها "نيوزويك" عن قضية التجسس الإسرائيلي هذا الأسبوع. وكان وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، قد نفى المعلومات الأولى، التي نشرتها المجلة، قبل نحو أسبوع، قائلاً إنّ "هذه حملة تشويه خطيرة كاذبة تماماً ومفبركة".