تجدد التظاهرات في العراق... وقتيلان وعشرات الجرحى ليلاً

ووفقاً لناشطين في بغداد، أغلقت كثافة التظاهرات نفق ساحة التحرير المؤدي إلى شارع السعدون. وتواصل قوات الأمن العراقية عملية إغلاق ثلاثة جسور على نهر دجلة تربط جانبي الكرخ والرصافة، هي: الجمهورية والسنك والمعلق.
وقال هيثم عبد الأمير، أحد الوجوه البارزة في تظاهرات التحرير لـ"العربي الجديد"، إن المئات باتوا ليلتهم في ساحة التحرير، مضيفاً: "هناك خشية من أن تداهمنا قوات الأمن لفضّ الاعتصام".
وتابع: "لن نغادر قبل أن نتأكد أن الثلاثمائة شهيد وآلاف الجرحى قد أينعت دماؤهم خيراً للعراقيين وبتغيير حقيقي لا شعارات فقط"، وفقاً لقوله.
ولم تجرِ أي مصادمات مع قوات الأمن، خاصة مع دعوات من فنانين ولاعبي كرة قدم وناشطين وكتّاب للمتظاهرين بوقف محاولاتهم لعبور جسر الجمهورية أو السنك باتجاه المنطقة الخضراء، لكونها تؤدي في كل مرة إلى سقوط ضحايا بأعداد كبيرة بين المتظاهرين.

 وكتب كابتن المنتخب العراقي، يونس محمود، تغريدة على "تويتر" مخاطباً المتظاهرين: "إلى اخوتي العراقيين الأحرار... المنطقة الخضراء لا تعني لكم شيئاً. دماؤكم الزكية وأرواحكم الطاهرة أثمن من كل شيء... وجودكم في ساحة التحرير أصبح مصدر قوتكم".

وتوافد المئات من طلاب الجامعات إلى ساحة التحرير بالزي الجامعي، من كلا الجنسين، وهو ما أضاف زخماً جديداً إلى التظاهرات التي يتوقع أن تنشط أكثر يوم غد الجمعة.

وفي حصيلة لضحايا أمس في بغداد، أكدت مصادر طبية عراقية أن شخصين قُتلا وأُصيب نحو 190 آخرين بحالات اختناق خلال تظاهرات أمس ومحاولات المتظاهرين عبور جسر السنك. وقال مسؤول في وزارة الصحة لـ"العربي الجديد"، إن "جثة واحدة وصلت إلى المستشفى ليل أمس وعشرات المصابين بحالات اختناق من جراء الغاز، بينما توفي أحد المصابين فجر اليوم".

وأكد أن "عشرات الحالات ما زالت خطيرة، بينما تماثل العشرات غيرهم للشفاء وغادر آخرون المستشفيات".

وفي محافظة ذي قار، تجمّع آلاف المتظاهرين، في سوق الشيوخ، وقطعوا طريق سكة القطار الممتد بين بغداد والبصرة، كذلك خرج المئات من المتظاهرين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، وامتدت التظاهرات في قضاء الشطرة أيضاً، وسط انتشار أمني مكثف، ومحاولات لتفريقهم عبر قنابل الغاز المسيلة للدموع.

وفي البصرة، تجددت صباح اليوم التظاهرات في بلدة القرنة، وسط انتشار أمني مكثف، شمل المنطقة ذاتها والمناطق التي تقع فيها مباني الحكومة المحلية.

وشهدت محافظة بابل، صباح اليوم، تجدد التظاهرات الطلابية في جامعات المحافظة، وحاول عناصر الأمن منعهم من أن يخرجوا إلى الشوارع، لكن لم يستطيعوا ذلك.

أما في كربلاء، فيواصل المتظاهرون اعتصامهم في محيط الحكومة المحلية، وسط انتشار أمني مكثف.

وفي محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، ومع رفع حظر التجوال الذي فرض يوم أمس في عموم المحافظة، تجددت صباح اليوم التظاهرات الطلابية في عموم مناطق المحافظة، ومنها بعقوبة (مركز المدينة) وبلدات الخالص والمقدادية، وغيرها من المناطق. وبينما جاب الطلاب شوارع المحافظة حاملين شعارات ومرددين هتافات ترفض استمرار الفساد، تنتشر القوات الأمنية في محيط المباني المهمة، وتطوّق المتظاهرين وتخشى من امتداد التظاهرات.

يجري ذلك في وقت يترقب فيه الشارع العراقي استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، أو سحب الثقة منه في البرلمان. وتحدثت صحيفة "الصباح" الرسمية، عن "إمكانية عقد جلسة برلمانية اليوم الخميس لقبول استقالة عبد المهدي"، مبينة أن "المفاوضات بين تحالفي الصدر والعامري مستمرة بشأن ذلك".

وقال النائب عن "الحزب الديموقراطي الكردستاني"، ديار برواري، إن "الضغط الجماهيري على الحكومة يحتم تقديم استقالتها، وهذا مرهون بالمفاوضات السياسية الجارية حالياً".