كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أشار إلى أن أهم ما ميز كلمة ترامب في المؤتمر الصحافي مع نتنياهو هو تأكيده "عدم إضفاء شرعية على "حل الدولتين بوصفه صيغة مقدسة"، لافتاً إلى أن أهم ما غاب في حديثه هو تعمده عدم الإشارة إلى الانسحاب إلى حدود العام 1967، وذلك بخلاف من سبقوه في المنصب".
وفي تحليل نشره موقع "يديعوت أحرنوت" اليوم الخميس، رأى بن يشاي، أنه بدا أن كل ما يعني ترامب هو التوصل "لصفقة"، مشدداً على أنه ألمح إلى ضرورة أن يقوم كل طرف من أطراف الصفقة بتقديم تنازلات من أجل ضمان التوصل إليها في النهاية". ولفت بن يشاي الأنظار إلى أن ترامب تبنى أيضاً توجه نتنياهو القائم على التوصل لتسوية للصراع على أساس "حل إقليمي".
وفي ما يتعلق بالملف الإيراني، أوضح بن يشاي، أن ترامب حاول أن يبدو متشدداً ضد إيران في سعيه لتهدئة مخاوف نتنياهو، وحرص على إظهار "الحزم لدى تأكيده الالتزام بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي"، واستدرك، أنه عند التوقف عند موقف ترامب من الموضوع الإيراني "نجد أنه قد حدث في الواقع تراجع واضح، فترامب لم يؤكد أن كل الخيارات على الطاولة عند معالجة هذا الملف، في إشارة إلى إمكانية استخدام الحلول العسكرية، وذلك بخلاف سلفه أوباما الذي سبق أن هدد باستخدام الخيار العسكري ضد طهران".
من ناحيته، رأى الجنرال عاموس جلبوع، الرئيس الأسبق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وأحد نخب اليمين في تل أبيب، أن لقاء ترامب نتنياهو يدل على حدوث تحولات "استراتيجية" في مواقف الإدارة الأميركية تجاه قضايا تهم إسرائيل وتخدم مصالحها.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف"، ظهر اليوم الخميس، نوه جلبوع إلى أن ما تفوه به ترامب، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، يدل على عمق التقاء المصالح الإسرائيلية الأميركية في كل ما يتعلق بالملف النووي الإيراني والموقف من طابع التدخلات الإيرانية في المنطقة.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه إدارة أوباما ترى في إيران "عنصراً معتدلاً يتوجب تطوير علاقات تعاون معه، وعدم إحباط سعيها للهيمنة على المنطقة، فإن إدارة ترامب ترى في إيران عدواً ينتمي إلى محور الأشرار"، ولفت جلبوع إلى أن ما يعزز التقاء المصالح بين إدارة ترامب وإسرائيل هو حقيقة أن الولايات المتحدة حالياً ترى في الإسلام والمسلمين "مصدر خطر"، وبالتالي لا يوجد حرص على تطوير العلاقات مع العالم الإسلامي باستثناء دول الاعتدال السنية التي توجد لإسرائيل أيضاً مصلحة في تعزيز التعاون معها.
من ناحيتها، أشارت معلقة الشؤون العربية، شمئريت مئيري، إلى أنه بتفحص ما ورد في كلمة ترامب ونتنياهو في المؤتمر الصحافي يمكن الاستدلال على أنهما اتفقا على مواصلة البناء في القدس والمستوطنات المحيطة والتجمعات الاستيطانية الكبرى في أرجاء الضفة الغربية إلى جانب "تجميد صامت" للبناء في المستوطنات المنعزلة.
وتوقعت مئيري، أن تكون الصيغة التي أقرها كل من ترامب ونتنياهو أن تحرص إسرائيل على عدم إحراج الولايات المتحدة بالبناء خارج الكتل الاستيطانية، في حين تتعهد الولايات المتحدة بعدم التنديد بالأنشطة الاستيطانية، وتحديداً عدم نشر بيانات استنكار لهذه الأنشطة.
وفي المقابل، فقد استفز عدم إلمام ترامب بتفاصيل حول بيئة الصراع المتابعين، مما دفع بعض المعلقين للسخرية منه؛ فقد سخر أورن نهاري، معلق الشؤون الدولية في قناة التلفزة الأولى من "ضحالة إحاطة ترامب بملف الصراع"، مشيراً إلى أنه ظهر في المؤتمر الصحافي "كصاحب رأي مشتت غير ملم بالتفاصيل".
وفي مقال نشره، ظهر اليوم، موقع "وللا" لفت نهاري الأنظار إلى أن ترامب تعاطى "كرجل أعمال يريد التوصل لصفقة، لكنه كان يجهل القيمة الحقيقية لمركبات الصفقة، مما جعله يبدو غير متزن في توصيفه الصفقة المثلى"، وأشار نهاري إلى أن ترامب تبنى صيغة الحل الإقليمي دون أن يدرك مرامي نتنياهو من طرحه، ولفت إلى أن "الحل الإقليمي" في نظر نتنياهو يتمثل في أن "تتطوع الدول السنية لإرغام الفلسطينيين على قبول شروط إسرائيل المسبقة للتفاوض، وعلى رأسها: الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وأن تواصل إسرائيل السيطرة الأمنية على الضفة الغربية.
أما دان مرغليت كبير المعلقين في صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من ديوان نتنياهو، فقد استهجن استعداد ترامب لقبول فكرة "الدولة الواحدة"، منوهاً إلى أن ترامب لا يعي "جوهر ومغزى فكرة الدولة الواحدة". وفي مقال نشرته الصحيفة، صباح اليوم، نوه مرغليت إلى أن الحديث عن دولة واحدة يعني "دولة ثنائية القومية لا يمكن أن تقبلها الحكومة الحالية".
وكان براك رفيد، المعلق السياسي لصحيفة "هارتس" الأكثر حدة في سخريته من "جهل" ترامب، مشدداً على أنه "لا يوجد ما يدلل على أن ترامب يعي مغزى ما صدر عنه من تصريحات". وفي مقال نشرته الصحيفة، صباح اليوم، قال رفيد إن ما صدر عن ترامب "يعكس عقماً وعدم إدراك لطابع الصراع، إلى جانب التناقضات الداخلية التي زخرت بها كلمته خلال المؤتمر الصحافي".
ونوه رفيد إلى أن أكثر ما يعكس التناقض في تصريحات ترامب هو حديثه عن "الدولة الواحدة"، منوهاً إلى أن هذا "يمثل ضربة قوية للفكرة الصهيونية ويتناقض بشكل تام مع خطاب اليمين واليسار والوسط الصهيوني".