أجرت روسيا وأوكرانيا، اليوم السبت، عملية تبادل أسرى؛ بواقع 35 أسيراً من كل طرف، في خطوة وصفتها كييف بأنّها "خطوة أولى نحو إنهاء الحرب"، متعهدة باستعادة الأراضي التي ضمتها موسكو.
وبدأت عملية التبادل صباح اليوم، إذ توجهت حافلتان وسيارة "ميني فان" من مركز ليفورتوفو للحبس الاحتياطي إلى مطار فنوكوفو الحكومي على أطراف موسكو، حيث كانت طائرة تحمل علامات الدولة الأوكرانية في انتظار الأسرى، وفق ما ذكرته وكالة "إنترفاكس" الروسية.
وبالتزامن مع ذلك، توجهت طائرة حكومية روسية إلى أوكرانيا، لإعادة الروس المفرج عنهم من كييف. وهبطت الطائرة التي تحمل الأوكرانيين في مطار بوريسبيل في كييف، وسط تصفيق أقاربهم.
ومن بين الأسرى العائدين إلى روسيا؛ الصحافي كيريل فيشينسكي، المتهم بـ"الخيانة العظمى" في أوكرانيا، مقابل عودة المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف، إلى وطنه، بعد أن دين في روسيا بتهمة "الإرهاب". وأعرب سينتسوف عن سعادته بالعودة إلى بلاده قائلاً "أشكر كل من كافح من أجلنا".
كما عاد إلى كييف، 24 بحاراً أوكرانياً، احتجزتهم روسيا على خلفية الاشتباك مع عسكرييها في مضيق كيرتش الرابط بين البحرين الأسود وآزوف، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وفي الوقت الذي استقبل فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسرى في مطار بوريسبيل في كييف، غاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن الاستقبال، حاضراً الاحتفالات بيوم موسكو بمعرض إنجازات الاقتصاد الوطني.
وشوهد الرئيس الأوكراني وهو يعانق السجناء السابقين، ووصف عملية التبادل بـ"الخطوة الأولى" نحو إنهاء الحرب في شرق أوكرانيا، واستعادة الأراضي التي ضمتها موسكو.
وقال زيلينسكي، بعد استقباله الأسرى السابقين في مطار بوريسبيل في كييف، بحسب ما أوردته "فرانس برس"، "قمنا بالخطوة الأولى (...) علينا استكمال جميع الخطوات لإنهاء هذه الحرب البشعة"، متعهداً باستعادة "أراضينا".
وكتب زيلينسكي في تغريدة على "تويتر"، عقب استقباله الأسرى "وطننا!".
Twitter Post
|
وفي موسكو، اعتبرت المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا، في تصريحات للتلفزيون الروسي، أنّ هذا الحدث "يشكل صفحة جديدة في العلاقات في المجالين الإنساني والقانوني بين البلدين"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّه "لا يمكن اعتبار العملية منتهية في ظل استمرار التحقيقات في نحو نصف القضايا الجنائية".
ترامب: "خطوة عملاقة"
وفي ردود الفعل الدولية، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، أنّ التبادل التاريخي للسجناء بين روسيا وأوكرانيا "قد يكون خطوة أولى عملاقة نحو السلام"، مهنئاً البلدين اللذين يخوضان نزاعاً منذ خمسة أعوام.
وكتب ترامب أيضاً على "تويتر" "خبر جيداً جداً".
Twitter Post
|
وكان الموفد الأميركي الخاص للمفاوضات الأوكرانية كورت فولكر، قد أعرب، في وقت سابق، عبر "تويتر" عن "سروره برؤية البحارة الأوكرانيين يعودون إلى الوطن وتبادل السجناء بين أوكرانيا وروسيا".
وأضاف "آمل بأن يساهم ذلك في دينامية جديدة من أجل عمليات تبادل أخرى للسجناء، وتمديد وقف إطلاق النار، وإحراز تقدم في التنفيذ التام لاتفاق مينسك" الذي وقع عام 2015.
Twitter Post
|
فرنسا: دعوة إلى "خطوات إضافية"
وفي باريس، رحّب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، السبت، بتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، غير أنّه ناشد الطرفين إحراز "تقدم جديد" لإنهاء النزاع.
وقال لودريان، في بيان، بحسب ما أوردته "فرانس برس"، "إنها بادرة تظهر استعداد روسيا وأوكرانيا لإحياء حوارهما (...) ستدعم فرنسا إلى جانب ألمانيا، جهود الجانبين بهدف تحقيق تقدم ملموس جديد في الأسابيع المقبلة".
ويتوجه لودريان، ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، إلى موسكو، الإثنين، لإجراء أول محادثات رفيعة المستوى "2 + 2" مع نظيريهما الروسيين، منذ ضم موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014. وأضاف لودريان أنّ "النزاع الأوكراني سيكون في صلب جدول أعمال مجلس التعاون الفرنسي الروسي بشأن المسائل الأمنية".
وتابع "تراوح الأولويات بين ترسيخ وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة وإزالة الألغام والخطوات الإنسانية العاجلة لسكان منطقة دونباس".
كذلك دعا لودريان إلى بذل جهود جديدة لتنفيذ اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار لعام 2015، "من أجل ضمان الإفراج عن جميع الأسرى الذين اعتقلوا في هذا النزاع".