تأجيل محاكمة قتلة أبو خضير واعتقالات في الضفة الغربية

06 اغسطس 2014
متظاهرون فلسطينيون أمام المحكمة ( الأناضول/Getty)
+ الخط -

أجّلت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة، اليوم الأربعاء، النظر في قضية قاتل الطفل الشهيد، محمد أبو خضير، من بلدة شعفاط، شمالي القدس المحتلة، وشركاه، إلى الأسبوع المقبل.

وأُحضر المتهم بقتل أبو خضير، يوسف بن ديفيد (29 عاماً)، من مستوطنة جيفع بنيامين، وشركائه، إلى قاعة المحكمة، بحماية وحدة خاصة من السجون الإسرائيلية، فيما عُقدت جلسة المحكمة تحت حراسة أمنية مشددة.

وأحاطت قوات الاحتلال بعشرات الفلسطينيين، الذين تجمعوا بالقرب من مبنى المحكمة، وحاولت منع والديّ الطفل من حضور الجلسة، لكنها عادت وسمحت لهما بعد أن كادت الأمور تتحول إلى اشتباكات بين الجانبين

ووصف والد الشهيد، حسين أبو خضير، خلال التئام جلسة المحكمة، القتلة ومحاميهم بـ"النازيين"، موجهاً كلامه إلى المحامين الذين طالبوا بالإفراج عن موكليهم  قائلاً "أنتم تماماً كالنازيين، لا يهمكم سوى جمع الأموال وتكديسها".

وكان محامو القتلة، وفي جلسة الاستماع الأولى، طالبوا قاضي المحكمة بالإفراج عن موكليهم، لكن النائب العام رفض ذلك، وطلب من المحكمة تمديد اعتقالهم.

وقال والد الشهيد لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يثق بمحاكم الاحتلال العنصرية". وأضاف "إذا كان القاضي غريمك لمن تشكو!".

ولم يخف الوالد شعوره بالغضب لدى رؤيته قتلة ابنه محمد، مضيفاً "شعرت بالدماء تغلي في عروقي، وأنا أرى القتلة وقد أخفوا وجوههم، إنه شعور سيء للغاية، أعادني إلى اللحظة التي تلقيت فيها نبأ قتل ولدي حرقًا، ألا لعنة الله عليهم".

في هذه الأثناء، شنّت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، حملة دهم واعتقالات طالت أنحاء متفرقة من مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة.

واعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر هاشم الرجوب، في منطقة واد أبو قمرة، في دورا، غربي الخليل، عقب تفتيش منزله والعبث بمحتوياته، وفق ما أفادت به مصادر محلية لـ"العربي الجديد". كما اعتقلت الشابين إبراهيم عوض، وصفوت الخليل، بعد مداهمة أحد المخابز في بلدة بيت أمر، شمالي الخليل، واعتدت على مالكه بالضرب المبرح، إلى جانب تسليم الأسير المحرر، إبراهيم صبارنة، بلاغ استدعاء أمني.

وأشارت مصادر محلية، من بلدة بيت أم، إلى أن "قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، ودهمت عدداً من المنازل، وشرعت بتفتيشها، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع وسط الأحياء السكنية، مما تسبب بإصابة العشرات بحالات اختناق". وشهدت أحياء وقرى متفرقة في مدينة الخليل، حملة تفتيش واسعة شملت منازل أسرى محررين، وفق ما أكد شهود عيان لـ"العربي الجديد".

في هذه الأثناء، هاجمت مجموعة من المستوطنين، صباح اليوم، منطقة سوق الذهب، التي تخضع لسيطرة الاحتلال الأمنية، في البلدة القديمة، وسط الخليل، وقاموا بخلع أبواب عدد من المحال التجارية.

أما في بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة "سوق الحلال" وسط المدينة، واعتقلت الشاب إسلام أبو بسمة، بعد دهم منزله وتفتيشه واقتادته إلى جهة مجهولة.

وفي جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، داهمت قوات الاحتلال بلدة سيلة الحارثية، غرباً، واعتقلت الشاب سامر جردات، فيما احتجزت فتاة من بلدة الفندقومية، جنوبي جنين، على حاجز عسكري قريب، لساعات طويلة.
كما جرى اعتقال الشاب محمد الحية من قرية كفر دان، غربي جنين، إضافة إلى الشاب بشير عمري، من قرية فقوعة، شرقي جنين، عقب دهم منزليهما.

في غضون ذلك، أصيب العشرات من الفلسطينيين، بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات وقعت في مدينة جنين.

من جهة أخرى، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي ورشة لصناعة "شايش الحجر" وثانية لتصليح المركبات، واعتدت على مصور صحافي في قرية برطعة الشرقية، جنوبي جنين، الواقعة خلف جدار الفصل العنصري.

وفي مدينة طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة باقة الغربية، شمالي المدينة، واعتقلت الشاب هيثم فضل بعد دهم منزله.  كما نصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية على المدخل الغربي لقرية شوفة جنوبي طولكرم، على طول الشارع الذي يربط القرية بعزبة شوفة، وذلك بعد ثلاثة أيام من نصبها لحاجز عسكري في المكان. وتزامن ذلك مع محاولة مجموعة من مستوطني "أفني حيفتس" المقامة على أراضي قريتي شوفة وكفر اللبد، في محافظة طولكرم، السيطرة على أرض زراعية في القرية، حيث رفعوا الأعلام الإسرائيلية عليها.

إلى ذلك، اشتكى الأسرى الفلسطينيون في سجن "عوفر" الإسرائيلي، غربي رام الله، من إجراءات التنكيل والتفتيش التي فرضتها إدارة السّجن عليهم، من خلال وحدات القمع التابعة لها، بذريعة البحث عن أنفاق، فيما لا يزال الأسرى يعانون من سلسلة العقوبات التي فرضتها عليهم إدارة مصلحة سجون الاحتلال.

كما اشتكى الأسرى من حالة الاكتظاظ داخل أقسام السّجن، بسبب حملة الاعتقالات الأخيرة، التي تزامنت مع اختفاء المستوطنين الثلاثة في شهر حزيران/ يونيو الماضي.

وفي السياق، أفاد نادي "الأسير" بأن الأسرى في "عيادة سجن الرملة" يعانون من إهمال طبي متعمد، وأن وحدات القمع في السجن "المتسادة"، اقتحمت قسم الأسرى المرضى، وقامت بتفتيشهم عراة، وعاثت خراباً وفساداً في غرفهم، دون أي مبرر.

المساهمون