بين 2015 و2017... ثلاثة عوامل صنعت موناكو القوي

21 مارس 2017
موناكو فريق هجومي قوي (Getty)
+ الخط -
في عام 2015 تأهل موناكو الفرنسي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بأسماء كبيرة ومُميزة، إذ اعتقد الجميع أن هذا الفريق سيكون له شأن كبير في المستقبل. في عام 2017 حقق فريق "الإمارة" نفس الإنجاز لكن هذه المرة بأسماء صغيرة وشابة، فماذا تغير بين نسخة موناكو 2015 ونسخته في 2017؟

فريق موهوب أكثر في 2017
يشبه فريق موناكو حالياً كثيراً الفريق الذي لعب في عام 2015، ليس بالأسماء بل بالأداء على أرض الملعب، خصوصاً في خط الهجوم، والذي أصبح ثاني أقوى هجوم في القارة الأوروبية خلف برشلونة الإسباني، وكأنه يوجه رسالة قوية لكل المنافسين في دوري أبطال أوروبا أنه سيكون منافساً شرساً لا يرحم.

في عام 2015 كان المدرب ليوناردو جارديم هو نفسه الموجود حالياً، يقود مجموعة من النجوم أمثال يانيك كاراسكو وبرباتوف، وأنطوني مارسيال وغيرهم. الفريق فقد برباتوف وكوندوغبيا وكاراسكو، لكنه وجد نجوماً شباباً آخرين قادوا الفريق بطريقة مختلفة وأضافوا للفريق قوة هجومية مرعبة.

هؤلاء اللاعبون هم فالكاو في خط الهجوم والنجم الشاب كيليان مبابي الذي أصبح واحداً من أفضل المهاجمين الشباب في القارة الأوروبية حالياً، هذا بالإضافة إلى اللاعب ليمار الذي يُبدع في خط الوسط، ولا يمكن إغفال وجود نجوم مثل موتينيو وفابينيو في خط الدفاع، توليفة من الأسماء الجديدة التي تصنع المجد لنادي "الإمارة" الفرنسية.

قوة هجومية ودفاع صلب
يكفي عرض أرقام الموسم الحالي لمعرفة ماذا فعل الفريق حتى الآن في مختلف البطولات. فهو متصدر للدوري الفرنسي برصيد 71 نقطة (سجل 87 هدفاً وتلقى 26 فقط)، في وقت تصدر مجموعة دوري الأبطال برصيد 11 نقطة (سجل تسعة أهداف وتلقى سبعة).

في المقابل سجل في فريق مانشستر سيتي ستة أهداف في الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا، ليتأهل إلى الدور ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخه، ويقدم فريقاً فرنسياً عملاقاً وقوياً هجومياً وقادراً على تخطي أي فريق أوروبي مهما كان حجمه.

ولم يتلق فريق موناكو سوى خمسة أهداف خلال عشر مباريات من دوري أبطال أوروبا، وأصبح دفاع المدرب جارديم واحداً من الأقوى في الدوري الفرنسي بسبب صلابته الكبيرة، وهو الأمر الذي يساعده خط الهجوم القوي الذي لم ينجح أي فريق في التصدي له.

وفي مقارنة بسيطة بين عام 2015 و2017 يتضح الفارق الشاسع بين النسختين، إذ في عام 2015 كان معدل موناكو التهديفي (1,23 في المباراة) بينما في عام 2017 وصلت النسبة إلى (2,68 في المباراة)، في حين أن معدل النقاط التي حصدها فريق "الإمارة" في عام 2015 وصلت إلى (1,68 في المباراة)، بينما في هذا الموسم وصلت إلى نحو 2,36.

وبعد عامين من تغيير الوجوه في الفريق أصبح واحداً من أقوى خطوط الهجوم في القارة الأوروبية، إذ أصبح معدله في الدوري الفرنسي ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة، والخطر يأتي من كل اللاعبين، خصوصاً من النجم راداميل فالكاو الذي سجل 16 هدفاً في 22 مباراة حتى الآن.

حتى إن المدرب ليوناردو جارديم قال في أحد المؤتمرات الصحافية: "في هذا الموسم لدينا قوة هجومية ولدينا حلول كثيرة في الخط الأمامي، والفريق يملك عناصر مُميزة قادرة على صناعة الفارق، وهو الأمر الذي ساهم في ظهور موناكو بهذا الأداء القوي". يُذكر أن المدرب غيّر تكتيك اللعب، إذ كان يلعب (4-2-3-1) و(4-3-3)، لكنه اليوم يلعب بتشكيلة ثابتة هي (4-4-2).

قوة مالية في 2017
قبل عامين من الآن، كان موناكو يعاني من مشكلة مالية، خصوصاً لجهة اللعب المالي النظيف في الاتحاد الأوروبي، وخسر الكثير من الأموال كما خسر عدداً كبيراً من النجوم. لكن رئيس النادي ديميتري ريبولوفليف اقترح حلاً للمشكلة عبر إعداد جيل ذهبي من الشباب لبيعه بسعر كبير في المستقبل ينقذ الفريق من محنته المالية.

وفعلاً بعد أن قدم موناكو موسماً مُميزاً في 2014-2015، شهد الفريق ظهور نجوم شابة جذبت أنظار الأندية الأوروبية الكبيرة. بدايةً من جيوفري كوندوبيا الذي انتقل إلى إنتر ميلان الإيطالي مقابل 37 مليون يورو، في وقت انتقل يانيك كاراسكو إلى فريق أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 20 مليون يورو، كذلك باع الفريق التونسي أيمن عبد النور مقابل 30 مليون يورو، ولايفين كورزاوا مقابل 25 مليوناً، وأخيراً الفرنسي أنطوني مارسيال مقابل 25 مليوناً.

وكشفت إدارة موناكو أن الوضع المالي ممتاز، خصوصاً بعد التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وأن الميزانية السنوية مبرمجة بحسب قوانين اللعب المالي النظيف المنظمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وفي حال تقدمت الأندية الأوروبية لشراء أي نجم من النجوم الحالية، سيتعامل الفريق مع كل لاعب على حدة ويتم وضع خطة استراتيجية لبيعه، بما لا يتعارض مع القوانين المالية ويضر بمصلحة النادي الفرنسي.

ولا تنفي إدارة موناكو مغادرة لاعب أو لاعبين في فترة الانتقالات الصيفية، وذلك لأن الفريق سيشهد انتفاضة كبيرة، خصوصاً في حال تتويجه بلقب الدوري الفرنسي، وبالتالي سترغب أسماء كبيرة في الحضور إلى الفريق وتدعيم صفوفه، وهذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم.

في المقابل يبدو أن المهاجم كيليان مبامبي هو أكثر لاعب جذب الأندية الأوروبية في الوقت الحالي بسبب أهدافه الجميلة وأسلوب لعبه الهجومي، هذا بالإضافة إلى قدرته على التسجيل من أي فرصة يحصل عليها، فهو حالياً من أفضل المهاجمين الشباب في القارة الأوروبية.

المساهمون