بين العودة والتهجير للشمال السوري.. هذه خيارات نازحي

07 يوليو 2018
بقاء خيار التهجير إلى الشمال السوري مفتوحاً (Getty)
+ الخط -

أيام قليلة تفصل نازحي درعا، قرب الشريط الحدودي مع الأردن، عن العودة إلى مناطقهم، بعد الاتفاق الأخير بين فصائل المعارضة والقوات الروسية، مع بقاء خيار التهجير للشمال السوري مفتوحاً في وجه الراغبين ورافضي الخضوع للتسوية مع النظام.

ومنذ بدء الحملة العسكرية للنظام في الرابع والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي حتى تاريخ الاتفاق الأخير بين فصائل المعارضة وروسيا، بلغ عدد النازحين من درعا 320 ألفاً، بحسب تقارير أممية مع تجاوزه 360 ألفاً، كما أوضحت مصادر محلية.

ويقول يحيى صيداوي (45 عاماً)، إنّ خياره الوحيد الحالي هو العودة لبيته قرب بلدة كحيل بالريف الشرقي لدرعا، فلم يعد هناك نفع من البقاء هنا مشرداً مع أطفاله وزوجته على الشريط الحدودي في العراء والشمس الحارقة.

ويتابع "صيداوي" لـ "العربي الجديد": "نحن ضحايا تم بيعنا بصفقة بين الدول، الكل متورط بها، من قادة الفصائل لدول كانت تدعي أنها تقف معنا، سأعود وأصم أذني عن كل الأحداث والتحليلات، فقد مللنا وتصدعت رؤوسنا بما سمعنا من كذب". مضيفاً "بيتي لم يتضرر بالقصف وبقيت لي أرضي سأعود لزراعتها والعيش ولو على الخبز والخضر فقط، ذلك سيكون أهون بكثير من الذل الذي عشناه على الشريط الحدودي".

وتتفق الثلاثينية سميرة عابد مع وجهة نظر "صيداوي" بأن العودة إلى منزلها هو الخيار الأفضل. وتقول لـ "العربي الجديد": "لا أحد يريد أن يقف مع الشعب السوري، ثرنا ضد نظام الأسد، الكل وقف معه ضدنا، والجميع شاهد على الشاشات وفي الأخبار كيف شردت طائرات روسيا والمرتزقة الإيرانيون الأطفال والنساء والعجائز ولم يحركوا ساكنا، ناشدناهم بإنسانيتهم وضمائرهم أن يقيموا لنا مناطق آمنة فلم يستجب أحد، وطالبنا الأردن بفتح حدوده فقط أمامنا وأمام الأطفال فلم يفعل، فلا ضمير لدى هؤلاء كي يتحركوا لأجلنا".

وتتابع سميرة "سنعود لنرمم منزلنا الذي قصف بدرعا وسنعيش فيه مرغمين، وسنقيم تحت رحمة الجنود الروس وشرطتهم العسكرية، لأن العالم خذلنا وعمل على إعادتنا لرحمة القتلة".

وبالنسبة إلى محمد خطيب (36 عاماً) فخياره هو التهجير للشمال السوري، ويوضح أن الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار كثيرة، ومنا أنه لا يرضى على نفسه مصالحة قتلة أخيه، ويؤكد لـ"العربي الجديد": "هي خيانة لدم أخي ودم كل طفل قتل في درعا أن أقبل على نفسي مصالحة القتلة والتسوية معهم، وفي الأصل لم يبق لي بيت أو أي شيء هنا لأحزن عليه، فكيف أعود لأجد من دمر بيتي وقتل أخي أمامي في الشارع، يسير حرا طليقا وأنا عاجز عن فعل أي شيء، أفضل الموت حينها على رؤية هذا المشهد المعيب والمذل بالنسبة لي".

أما النازح من درعا البلد أبو محمود حوراني (44 عاما) فيؤكد لـ "العربي الجديد" أنه حتى الآن لم يتم تنفيذ أي بند بخصوص نازحي درعا مع تهديدات من جيش النظام للنازحين ضمن المنطقة الحرة في معبر نصيب، كما اعتقل النظام أناساً هناك، مضيفاً أن قوات النظام تطالب النازحين بإخلاء منطقة الجمرك قرب المعبر، ممهلة إياهم ساعات فقط لإخلائها، ومشيراً إلى أن وضع الأهالي هناك سيئ بكل معنى الكلمة.

وبخصوص بدء عودة النازحين من منطقة الشريط الحدودي مع الأردن لمنازلهم يشير حوراني إلى أنه حتى اللحظة لم يعد أحد منهم والجميع يترقب البدء العلني بتنفيذ اتفاق الفصائل وروسيا، للعودة إلى مناطقهم في درعا وريفها، خاصة مناطق الريف الشرقي.

 

 

 

 

 

المساهمون