الأخ الأكبر شخصية خيالية في رواية 1984 لجورج أورويل، هو الحاكم الغامض لأوشنيا الدولة الدكتاتورية، لا يظهر ولا ينطق، لكنّ رجال المخابرات يتكلمون باسمه وينفذون أوامره. وبعد نشر الرواية،صارت كلمة "الأخ الأكبر" تُستعمل كمرادف للتعسف في استعمال السُّلطة.
في العاشرة من عمري، كنت أحلم بامتلاك سيارة كبيرة، وارتداء زيّ عسكري وحمل السلاح، أردت أن أصبح عسكرياً. لكنّ الحلم لم يدم. كلّ مرة كنت أخرج مع أمي، كنت أرى نظرات غريبة في أعين رجال الأمن عند كلّ حاجزٍ أمني، كانت نظرات الشرطي إلى أمي يملؤها الانجذاب.
في يوم، شاهدت السلسلة الهوليوودية الكاملة "جيمس بوند 007" التي تسرد رواياتٍ استخباراتية دولية وقصة عميلٍ استخباراتي لم يحب أحداً ولم يحب نفسه، لكنّ كلّ النساء أحببنه.
رجل المخابرات في لبنان يذكرني بالحائط الذي يستمع إلى كل شيء، والملعقة التي تذوق كلّ طعام، والمسجلة التي توثق أحاديث الشباب. حواسي كلّها تحت المراقبة، أجد نفسي تحت طائلة المسؤولية بأنّ كلّ شيء يخرج من عقلي الباطني سيُستعمل ضدي في زنزانة يوماً ما.
لم يعد الكأس بسيطاً كما كان، في الحانة، على الأقل بالنسبة لي. احتساء القهوة في مقاهي بيروت يزينه رجال أراقبهم ويراقبوني. من هو رجل المخابرات؟ هو مثلي يرتدي الثياب الرخيصة ذاتها التي أشتريها خلال العروضات، يحتسي الأسبرسّو، لكنّه دائماً حذر من أن يُكشف.
هو الذي لا يصرخ في المظاهرات ويلتقط الصور. لا يتكلم، لا يسألكم عن شيء، فهو يعلم كلّ شيء. أراه في كل مكان، وهو يراني كلما خطوت، أشعر بأنّه يعلم أني أكتب عنه الآن. هو من لا أثق به وبمن حوَّلهُ إلى هذا الوحش الخفي، يجعلني أخاف بدلاً من الأمان.
الأخ الأكبر يراقبكم منذ أكثر من نصف قرن، الكلّ سيكون في السجن وإن لم نكن كلنا وراء القضبان، فبلادي تصنع قضباناً كافيةً للشعب كله، كلّما تحدث أحدهم عن الحرية. رجل الأمن الخفي، رجل المعلومات والمخابرات لا يحبني ولا يحب نفسه، لكنّ الكلّ أحبه.
في العاشرة من عمري، كنت أحلم بامتلاك سيارة كبيرة، وارتداء زيّ عسكري وحمل السلاح، أردت أن أصبح عسكرياً. لكنّ الحلم لم يدم. كلّ مرة كنت أخرج مع أمي، كنت أرى نظرات غريبة في أعين رجال الأمن عند كلّ حاجزٍ أمني، كانت نظرات الشرطي إلى أمي يملؤها الانجذاب.
في يوم، شاهدت السلسلة الهوليوودية الكاملة "جيمس بوند 007" التي تسرد رواياتٍ استخباراتية دولية وقصة عميلٍ استخباراتي لم يحب أحداً ولم يحب نفسه، لكنّ كلّ النساء أحببنه.
رجل المخابرات في لبنان يذكرني بالحائط الذي يستمع إلى كل شيء، والملعقة التي تذوق كلّ طعام، والمسجلة التي توثق أحاديث الشباب. حواسي كلّها تحت المراقبة، أجد نفسي تحت طائلة المسؤولية بأنّ كلّ شيء يخرج من عقلي الباطني سيُستعمل ضدي في زنزانة يوماً ما.
لم يعد الكأس بسيطاً كما كان، في الحانة، على الأقل بالنسبة لي. احتساء القهوة في مقاهي بيروت يزينه رجال أراقبهم ويراقبوني. من هو رجل المخابرات؟ هو مثلي يرتدي الثياب الرخيصة ذاتها التي أشتريها خلال العروضات، يحتسي الأسبرسّو، لكنّه دائماً حذر من أن يُكشف.
هو الذي لا يصرخ في المظاهرات ويلتقط الصور. لا يتكلم، لا يسألكم عن شيء، فهو يعلم كلّ شيء. أراه في كل مكان، وهو يراني كلما خطوت، أشعر بأنّه يعلم أني أكتب عنه الآن. هو من لا أثق به وبمن حوَّلهُ إلى هذا الوحش الخفي، يجعلني أخاف بدلاً من الأمان.
الأخ الأكبر يراقبكم منذ أكثر من نصف قرن، الكلّ سيكون في السجن وإن لم نكن كلنا وراء القضبان، فبلادي تصنع قضباناً كافيةً للشعب كله، كلّما تحدث أحدهم عن الحرية. رجل الأمن الخفي، رجل المعلومات والمخابرات لا يحبني ولا يحب نفسه، لكنّ الكلّ أحبه.