بيت يتّسع للجميع

22 مارس 2016
ألبيرتو بورّي / إيطاليا
+ الخط -

كم كيلومتراً بقي للوصول
إلى النسيان، إلى الأرض الموعودة حيث لن تكون قط
إلى الأبد؟ تتحرك ليلاً وتتقدّم في سرّية
عبر جذور الأشياء مستفيداً من تستّر
الظلال. تتقدّم دون أن تثير الشبهات،
مثل الغابات لمَّا تنام العصافير والمياه.
قد كنت في المكان الذي هربت منه هذا الصباح،
وستكون في المكان الذي سوف أصل إليه هذه الليلة.

*

ما الذي يوجد في الفضاء بالأبيض الذي يفصل حرف الألف والباء؟ ما الذي يوجد
بين صورتين ضوئيتين تتعاقبان وتكادان تكونان متماثلتين؟ وبين هذه القطرة والتي
تليها والأخرى، متوحدات حَدَّ القول بأنها تتقدم ملتصقة الواحدة بخِصْرِ
الأخرى؟ وبين هذا التفكير القديم الذي يفْنَى والتفكير الجديد الذي يولد؟ أحيانا تصْمتُ
الحياة وتحتوي سكتات طفيفة، ندوبٌ تكاد تكون غير مسموعة، شقوق صغيرة حيثُ
يتراكم اللاوجود واللا اسم واللا قطرة واللا تفكير إلى أن يَتدفّقَ الفراغ من شدة
الامتلاء.

*

الفمُ صغيرٌ حسب أيّ عبارةٍ. وبالمقابل فالصمتُ شاسعٌ مثل بيت عائليٍّ كبيرٍ وقديمٍ:
يتَّسِعُ للجميع ويضيعُ فيه الجميع.



* Gemma Gorga شاعرة كتلانية من مواليد 1968

ترجمة عن الإسبانية خالد الريسوني


اقرأ أيضاً: أمتارٌ مكعّبة لنملأها بالعزلة
المساهمون