لم يستجب الرئيس البوليفي إيفو موراليس للضغوط الداخلية المطالبة بإعلان "الكارثة الوطنية" إلا يوم الأحد الماضي، بعدما دمرت الحرائق المستعرة منذ أسابيع نحو مليون هكتار (6200 ميل مربع) من غابات الأمازون البوليفية، ولا تزال مشتعلة.
ورفض موراليس قبول الدعم الدولي مثل نظيرة البرازيلي جير بولسونارو، لكنه عاد وسمح، يوم الأحد، بوصول المساعدات الدولية والمحلية للمشاركة بإطفاء الحرائق في غابات بوليفيا ومناطقها الحرجية، التي باتت تهدد منطقة بانتانال التي تعتبر واحدة من رئتي البشرية. كما أعلن عن وقف حملته الانتخابية لمدة أسبوع لتنسيق جهود الدعم الخارجي، تلك الحملة التي يأمل أن تحمل له الفوز بولاية رابعة.
وأشارت التقديرات الأولية إلى أن 600 هكتار من الغابات المطيرة دمرت في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، كما تهدد الحرائق الآن السكان الأصليين، بحسب صحيفة "ذا غارديان"، أمس الثلاثاء.
وتم نشر رجال إطفاء من تشيلي والأرجنتين إضافة إلى فرنسا وإسبانيا وروسيا للمساعدة في إخماد النيران.
— Evo Morales Ayma (@evoespueblo) August 27, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ونقلت الصحيفة عن فرناندو فارغاس، أحد زعماء السكان الأصليين في أراضي إيسيبورو سيكوري، والمتنزه الوطني، قوله: "هذه أكبر كارثة على الإطلاق تصيب التنوع البيولوجي في بوليفيا"، مضيفاً "لكن هذه ليست كارثة طبيعية بل كارثة من صنع الإنسان".
— Jhanisse V. Daza (@JhanisseVDaza) August 26, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وصرح رئيس مركز الدراسات القانونية والاجتماعية غير الحكومية في بوليفيا، ليوناردو تامبوريني، لوكالة "فرانس 24"، بالقول: "نحن نتحدث عن سياسة الدولة التي تم الاتفاق عليها مع رجال الأعمال في شرق بوليفيا لتوسيع مجال الزراعة المكثفة وفول الصويا المعدلة وراثيا ومزرعة قصب ورعي الماشية".
— Jhanisse V. Daza (@JhanisseVDaza) August 20, 2019
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Jhanisse V. Daza (@JhanisseVDaza) August 20, 2019
|
ولفت تامبوريني إلى أن سياسة موراليس تخضع للمصالح التجارية الزراعية، على حساب حماية الأمازون، معتبراً أن هذه السياسة قادته إلى الرئاسة منذ عام 2006.
سياسة تغذي الحرائق
يشار إلى أن قانوناً صدر الشهر الماضي يسمح للمزارعين بزيادة مساحة الأراضي الحرجية التي يمكنهم إزالتها عن طريق الحرق من 5 إلى 20 هكتاراً، ما أثار غضب دعاة حماية البيئة واعتبروا أن المرسوم يندرج ضمن سياسة تغذي الحرائق.
— Jhanisse V. Daza (@JhanisseVDaza) August 20, 2019
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Jhanisse V. Daza (@JhanisseVDaza) August 20, 2019
|
واعتبرت أدريانا ريكو، عالمة الأحياء في بوليفيا، أن صدرو القانون قبل شهر ليس من قبيل الصدفة. وأضافت أن صغار المزارعين المهاجرين في بوليفيا يُعرفون باسم تشاكيو، وغالبًا ما يمارسون عمليات القطع والحرق كوسيلة رخيصة وسهلة لإفراغ الأراضي. واشتعلت النيران في جزء من غابة تشيكيتانو ومنطقة بانتانال في الأمازون وبوليفيا التي تشترك فيها مع البرازيل وباراغواي.
— Lot Urgel🇳🇬 (@LotUrgel) August 26, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال أدولفو شافيز، الرئيس السابق لاتحاد الشعوب الأصلية البوليفي CIDOB: "إنه لأمر محزن للغاية بالنسبة لنا نحن الشعوب الأصلية، الحرائق أفقدتنا وسائل البقاء". وأضاف "إن موراليس أدار ظهره للشعوب الأصلية عبر السماح بتدمير موائلها من أجل تطوير الأعمال الزراعية".
— Jhanisse V. Daza (@JhanisseVDaza) August 26, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وذكرت صحيفة Infobae، أمس الثلاثاء، أن 35 مجتمعًا محليًا في 11 بلدية في إقليم تشيكيتانيا تضررت، بعد حوالي شهر من بدء الكارثة. كما يقدر منتجو الثروة الحيوانية خسائرهم بقيمة 5 ملايين دولار.
ولفتت إلى أن الغابات التي طاولتها الحرائق تعتبر موطناً لأكثر من 500 نوع من الحيوانات، وفقا لبيئيين. وقال خبراء الغابات إن الأمر سيستغرق 200 عام كي تستعيد الأمازون غطاءها الحرجي ومواردها الطبيعية.