بوتين من الساحة الحمراء يضم القرم وواشنطن تدين

18 مارس 2014
تجميد عضوية روسيا في مجموعة الثمانية، الصورة (الفرنسية)
+ الخط -

دانت واشنطن مساء اليوم الثلاثاء قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع معاهدة ضم إقليم القرم الأوكراني، والذي احتفى مع حشد من الجماهير في الساحة الحمراء بعودة الإقليم إلى الوطن، في حين توعدت موسكو بأن العقوبات الغربية لن تمر دون عواقب.  

وقال البيت الأبيض مساء اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة الأميركية تدين محاولة الرئيس بوتين ضم منطقة القرم الأوكرانية رسميا إلى روسيا ولن تعترف بهذه الخطوة.

في حين ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الوزير الروسي سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأميركي جون كيري أن العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا "غير مقبولة.. ولن تبقى دون عواقب".

وتحادث الوزيران هاتفيا بعد ساعات من توقيع الرئيس بوتين معاهدة في الكرملين تضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا على الرغم من احتجاج كييف والغرب.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على عدد من المسؤولين الروس والأوكرانيين المتهمين بالضلوع في سيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم التي ذوي الأصل الروسي أغلبية بين سكانها البالغ عددهم مليونا نسمة.

وجاءت تصريحات لافروف لتؤكد على تصريحات صدرت في وقت سابق الثلاثاء عن بوتين الذي قال إن "محاولات الغرب تخويف روسيا بعقوبات سينظر إليها على أنها عمل عدواني وإن روسيا سترد".

بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن كيري شدد على موقف واشنطن بأن الاستفتاء والسيطرة على القرم غير شرعيين وغير مقبولين.

واضافت في تصريح صحفي "لا نقبل بهما وسيستمر تكبد التكاليف والعواقب.. وسنواصل الإعداد لعقوبات إضافية ولم نستبعد أي خيار".

وفي وقت سابق، قال بوتين لحشد تحت أسوار الكرملين في الساحة الحمراء إن "منطقة القرم عادت أخيرا إلى الوطن". وأضاف أمام حشد "القرم وسيفاستوبول تعودان إلى شواطئ الوطن .. إلى الميناء الأم .. إلى روسيا". وردد الحشد "روسيا.. بوتين".

جاء ذلك بعد أن وقع الرئيس الروسي مع كل من رئيس وزراء القرم سيرغي إكسينوف ورئيس برلمان الإقليم فلاديمير كونستانتينوف، على معاهدة لضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

ويأتي توقيع المعاهدة في الكرملين بعد يومين من تصويت سكان القرم بنسبة تفوق 96 في المئة لصالح الانضمام إلى روسيا، في استفتاء أدانته الحكومة الأوكرانية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بوصفه غير شرعي.

وكي تدخل المعاهدة حيّز التنفيذ، يجب أن تحصل على دعم المحكمة الدستورية في روسيا وتصديق من برلماني روسيا والقرم، وهي خطوات شكلية.

وقال بيان صادر عن الكرملين إن القرم انضمّت إلى روسيا اعتباراً من توقيع معاهدة الضمّ. وأضاف أن "جمهورية القرم تعتبر ملحقة باتحاد روسيا اعتباراً من تاريخ توقيع الاتفاق".

وكان الرئيس الروسي قد دافع أمام البرلمان الروسي (الدوما) عن تحرك بلاده لضم القرم، قائلاً إن حقوق أبناء شبه الجزيرة من أصل روسي هناك انتهكت من جانب الحكومة الأوكرانية.

واعتبر أن تصويت سكان القرم، الأحد الماضي، لصالح الانضمام إلى روسيا، يأتي تماشياً مع القانون الدولي، ويعكس حقهم في تقرير مصيرهم.

 وأشار بوتين إلى مثال استقلال إقليم كوسوفو، الذي دعمه الغرب، مضيفاً أن انفصال القرم عن أوكرانيا هو تكرار لانفصال أوكرانيا ذاتها عن الاتحاد السوفياتي في 1991.

وأنكر الرئيس الروسي اتهامات الغرب بأن الروس غزوا القرم قبل الاستفتاء، قائلاً إن القوات الروسية أرسلت إلى هناك وفق معاهدة مبرمة مع أوكرانيا تسمح لروسيا بوجود حتى 25 ألف جندي في قاعدة أسطول البحر الأسود بالقرم.

كما شن بوتين هجوماً لاذعاً على واشنطن، متهماً إياها بأن "حكم السلاح" هو الذي يوجّه سياستها الخارجية وليس القانون الدولي. وقال: "يفضّل شركاؤنا الغربيون، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ألا يملي القانون الدولي سياساتهم العملية وإنما يمليها حكم السلاح." وأضاف: "يعتقدون أنهم يتمتعون بمكانة استثنائية ويشعرون أنهم المختارون وبإمكانهم تقرير مصائر العالم وأنهم هم فقط مَن على حق".

الخطوات الروسية تأتي بموازاة تواصل فرض العقوبات الأميركية والأوروبية، حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن قادة مجموعة الدول الثماني جمّدوا مشاركة روسيا في المجموعة.

وعلّق الأعضاء السبعة الآخرون في المجموعة، بالفعل، الاستعدادات لقمة مجموعة الدول الثماني التي كان من المقرر أن تستضيفها روسيا في يونيو/ حزيران في سوتشي.

وذهب وزير الخارجية الفرنسي إلى أبعد من ذلك، قائلاً إنه "في ما يتعلق بمجموعة الثماني، قررنا تعليق مشاركة روسيا. ومن المتصوّر أن تتوحّد جميع الدول الأخرى، الدول السبع الكبرى، من دون روسيا".