بوادر أزمة بين بغداد وإسلام آباد بسبب رجل دين

28 أكتوبر 2016
تدخل المؤسسة الدينية بالشأن الخارجي(Getty)
+ الخط -


صعّدت جهات سياسية ودينية عراقية مختلفة لليوم الثاني من حدة هجومها وانتقاداتها للسلطات الباكستانية، على خلفية ما وصفته بـ"مضايقات" حكومية تجاه وكيل المرجعية الدينية في النجف داخل باكستان، محسن النجفي.

وأصدر ديوان الوقف الشيعي، اليوم الجمعة، بياناً هاجم فيه الحكومة الباكستانية، منتقداً ما وصفه بـ"المضايقات"، بحق رجل دين باكستاني، يعمل وكيلاً للمرجعية الدينية في النجف (180 كيلومترا جنوبي بغداد). فيما اعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تعد سابقة خطيرة في العلاقات الدولية لأنها تشير إلى تدخل مؤسسة محلية بالشأن الخارجي، دون المرور بوزارة الخارجية.

واستنكر الديوان، في بيان، ما قال إنها "مضايقات يتعرض لها وكيل المرجعية الدينية النجفية في باكستان"، موضحاً أن "الرجل أمضى نصف قرن في خدمة الناس من دون تفرقة بين مذهب وآخر".

وطالب حكومة باكستان بتكريم النجفي وإعانته على مسؤولياته الكبيرة، مبيناً أنه "وكيل المرجعية". وأضاف "بلغنا ما يتعرض له وكيل المراجع العظام في باكستان الشيخ المجاهد محسن النجفي، من مضايقات واتهامات باطلة من قبل بعض الأجهزة الحكومية، ونشدد على أن جميع الشيعة مع مراجعها وعلمائها مع النجفي".

ودعا "الوقف الشيعي" السلطات الباكستانية إلى "النظر للأمور بشكل صحيح وواقعي، وأن تتعامل مع رجال بلدها المصلحين بما يليق بهم من تبجيل وإكرام"، بحسب وصف البيان.

ولفت إلى أن وكيل المرجعية الدينية في باكستان أسس المئات من المدارس الدينية والأكاديمية، والمؤسسات الخيرية التي ترعى الأيتام والفقراء.

من جهة ثانية، طالب رجال دين في النجف عبر وثيقة قدموها لوزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفير الباكستاني في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج.

وقال الشيخ وائل الموسوي من حوزة النجف، في تصريحات صحافية، إنه "لا يجدر بنا التفرج على تصعيد باكستان ضد جهات دينية تابعة لنا"، معتبراً أن "وزارة الخارجية مطالبة باستدعاء السفير الباكستاني وتسليمه مذكرة احتجاج قوية"، وفقاً لتعبيره.

في المقابل، انتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حسان العيداني، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، تدخل مؤسسات محلية مثل "الوقف الشيعي" في شؤون دولية. وأوضح أن "مثل هذه التدخلات قد تدخل البلاد في أزمات جديدة، تضاف إلى الأزمات الأخرى المتمثلة بالتدخل في الشؤون البحرينية واليمنية والسورية من قبل رجال دين وسياسيين عراقيين".

وبيّن العيداني أن "أي موقف خارجي يجب أن يمر عبر بوابة وزارة الخارجية، وبخلافه فعلينا أن لا نعترض على تدخل الآخرين في شؤوننا"، لافتاً إلى أن "ما حدث يمثل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية".

ويعمل محسن النجفي وكيلاً للمرجعية الدينية العراقية في باكستان، ويدير عدداً كبيراً من المؤسسات هناك، أبرزها جامعة "الكوثر" التي تتلقى دعماً مباشراً من المرجعية الدينية في النجف.