وكان في استقبال بن سلمان في مطار الجزائر الدولي، رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى وعددٌ من الوزراء وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في البلاد.
ويرتقب أن يجري بن سلمان الليلة مباحثات مع أويحيى، على أن يلتقي غداً قبيل مغادرته الجزائر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وقبيل وصول ولي العهد السعودي إلى العاصمة الجزائرية، أقام عدد من الناشطين وقفة احتجاج في ساحة أول مايو وسط العاصمة رفضا للزيارة، رافعين صورا ولافتات غاضبة من استقبال بن سلمان، لكن الشرطة الجزائرية سارعت إلى اعتقالهم واقتيادهم إلى مخفر للأمن.
واليوم أيضا، أصدر عدد من المثقفين والكتاب والصحافيين ومراجع إسلامية بياناً ظلّ مفتوحاً لمزيد من التواقيع، وأعلنوا فيه رفضهم لزيارة بن سلمان، لمسؤوليته في مقتل الصحافي جمال خاشقجي والحرب في اليمن، محملين الحكومة الجزائرية مسؤولية تشجيع ما وصفوها بـ"السياسات الرجعية" للرياض.
وأكد المثقفون الجزائريون في بيانهم، أنه "بصفتنا مواطني ومثقفي بلد كان دوماً في مقدمة النضال ضد الظلم والظلامية، نرفع صوتنا عالياً، وبكل قوة، لنقول لا لهذه الزيارة غير المواتية وغير المبررة، سواء من الجانب السياسي أو حتى من الجانب الأخلاقي".
ووصف البيان مقتل خاشقجي بـ"الجريمة الفظيعة التي لن نجد لها مثيلاً في تاريخ البشرية المتحضرة، وبربرية وقاسية فوق الخيال على يد أتباع ولي العهد، ما يظهر وجهه الحقيقي الكاتم لأي إحساس إنساني، الذي يزيد به إرسال فرق الموت إلى اليمن من أجل قنبلة السكان العُزّل. وهو مثال آخر يؤشر على السيرة القاسية غير الإنسانية. سيرة لا يمكن لغير الرئيس الأميركي ترامب تحيته عليها كأمير مصلح".
ووقع البيان عدد من أبرز الكتاب والمثقفين في الجزائر، بينهم الروائي رشيد بوجدرة والكاتب كمال داود، ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم والكاتب الصحافي واحميدة عياشي، والباحث في علم الاجتماع ناصر جابي، والناشطة الحقوقية جابرية نايلي حميد زناز مفكر، والمؤرخ أحمد رواجعية، والباحث عمار قصاب، والكاتب الصحافي مصطفى بلفوضيل، والناقد مخلوف عامر، والكاتبان محمد ساري ومحمد زتيلي، والمنتج التلفزيوني عبد القادر جريو، والمخرج السينمائي الزاوي محمد.
واعتبر المثقفون الجزائريون أن استقبال بلدهم لمحمد بن سلمان يعني أنه يشجع سياسته. وجاء في البيان أنه "باستقبال ولي عهد السعودية، فالجزائر الرسمية ليس بإمكانها إعطاء منحة تشجيعية للسياسة الرجعية لهذه المملكة المصدرة لا فقط للبترول، وإنما للأصولية الوهابية أيضاً التي تتدحرج بسرعة إلى أصولية عنيفة".
وكانت أحزاب يسارية وإسلامية ومحافظة عديدة، أعلنت رفضها لزيارة ولي العهد السعودي للجزائر، بينها حزب العمال اليساري، الذي وصف الزيارة "بالنكتة السيئة والزيارة المستفزة"، وحركة "مجتمع السلم"، التي وصفتها بأنها تأتي "في توقيت غير مناسب"، وحركة "البناء"، التي اعتبرت إقدام الرياض على خفض أسعار النفط "يرقى إلى مستوى إعلان حرب ضد الجزائر".