بنك أهداف الاحتلال في غزة: جرائم منظمة ضد المدنيين

13 يوليو 2014
الاحتلال يستهدف المواطنين والمؤسسات المدنية (توماس كوكس/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
ظهر جلياً خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، أن بنك الأهداف الإسرائيلي فارغ من الناحية العسكرية، فكل صواريخ الاحتلال التي تساقطت في الأيام الستة الأخيرة على القطاع، سقطت على مؤسسات مدنية وخدماتية ومشاف ومؤسسات خيرية ومساجد، وقبل ذلك كله على منازل المدنيين، الذين سجلوا العدد الأكبر من بين الشهداء والجرحى، خصوصاً من النساء والأطفال، وكان آخرها استشهاد 17 فرداً من عائلة واحدة شمالي قطاع غزة.

فقد استهدف طيران الاحتلال منذ بدء العدوان الواسع على القطاع، مؤسسات خيرية تعين فقراء القطاع، ومؤسسات لذوي الاحتياجات الخاصة، كـ"مبرة فلسطين"، التي استشهد في قصفها ثلاث فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولم تسلم المساجد والأراضي الزراعية من العدوان، كما دمر الطيران الحربي الإسرائيلي عدداً من المساجد بشكل كلي، فيما أصيب أكثر من 20 مسجداً بأضرار جزئية.

وأفادت مؤسسات حقوقية دولية وفلسطينية، بأن "ما يقوم به الاحتلال من استهداف للمؤسسات الخدماتية والمدنية في قطاع غزة، يأتي في إطار جرائم الحرب المنظّمة".

وأشار رئيس المرصد "الأورو متوسطي لحقوق الانسان"، رامي عبده، لـ"العربي الجديد"، الى أن "هناك نية من قِبل الاحتلال لإيلام المقاومة في غزة، ومحاولة الضغط عليها من خلال إلحاق الضرر بالعائلات وحياة المواطنين ومؤسسات القطاع، بحيث يكون هناك تفكير من قبل المقاومة كثيراً بحياة المواطنين قبل أن تقوم بأعمال مسلحة".

وأكد أن "الاحتلال وخلال عدوانه المستمر على غزة، استهدف بشكل مباشر مدارس للأيتام وآباراً للمياه ومحطات لمعالجة المياه العادمة وخطوط الكهرباء ومشفى الوفاء للمسنين، وغزة الأوروبي في جنوب القطاع وغيرها". 

وأوضح عبده أن "أقل من ستة في المئة من الضحايا الذين استهدفهم الاحتلال، هم ممن انخرطوا في أعمال مسلحة". ولفت الى أن "إسرائيل لديها خطة تقوم على معاقبة النشطاء من خلال هدم منازلهم، وبالتالي إحداث الضرر بهم وبعائلاتهم والجيران، إضافة الى استهداف مؤسسات مدنية كرياض الأطفال والمنظومة الخدمية ومؤسسات خاصة، ومن الواضح أنها تتعامل وكأنها دولة فوق القانون".

من ناحيته، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتلال ومنذ بداية عدوانه على القطاع، استهدف بشكل واضح المواطنين والمؤسسات المدنية، والتي من بينها مؤسسة الوفاء للتأهيل، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وسيارات الاسعاف التابعة لها والاغاثة الطبية".

وأشار إلى أنها "ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال المؤسسات المدنية والخدماتية في القطاع". واعتبر أن "واقع الحال والمشاهدات والتقديرات الأولية، تدل على أن هناك الكثير من المؤسسات المدنية تم استهدافها في كل أرجاء قطاع غزة".

وكشف أن "الاحتلال يقيّد حركة وعمل المؤسسات المدنية ويمنعها من تقديم خدماتها"، لكنه شدّد على أن "بعض الطواقم لا تزال في الميدان وتقدم الخدمات للأسر، بالإضافة الى أننا نتواصل مع مؤسسات عربية وأجنبية لتفنيد كل ادعاءات الاحتلال والقائلة بأنها تستهدف المواقع العسكرية".

وأوضح أن "الاحتلال يستخدم في عدوانه على القطاع وفي استهدافه للبيوت والأعيان المدنية، معظم ترسانته الحربية، فالبوارج والطيران والمدفعية تعمل على استهداف المدنيين، غير آبهة بالقانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات".

المساهمون