21 فبراير 2018
بنكيران يرفض أن يكون قطعة سكر
من أمام قبر مؤسس حزب العدالة والتنمية المغربي، عبد الكريم الخطيب، اختار زعيم الحزب الإسلامي المعتدل ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، أن ينهي اعتكافه السياسي الذي دام ثلاثة أشهر، بعد إبعاده عن رئاسة الحكومة، في مارس/آذار الماضي. وقف زعيم المصباح ليترحّم، ليس فقط على مؤسس الحزب، بل لينعى مرحلةً بكاملها، اعتقد بنكيران خلالها أن مشروع الإصلاح في ظل الاستقرار سيقود المغرب نحو مصالحةٍ نهائيةٍ مع الديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية، لكن الرياح ذهبت بما لا تشتهيه السفن، ووجد بنكيران نفسه يرجع إلى مطلبه الأول: مكافحة الفساد والاستبداد.
استأنف بنكيران نشاطه ببعث رسائل إلى ثلاث جهات، إلى الملكية، وإلى نخبة الحزب الوزارية، وإلى الرأي العام. قال للمؤسسة الملكية إنه وحزبه ملتزمان بالوفاء والولاء لها، كما كانا دائما، لكن على أسسٍ شرعيةٍ، قوامها المناصحة الشجاعة والمؤدّبة للجالس على العرش. وهذا معناه أن بنكيران يقول للقصر إن حزب العدالة والتنمية وزعيمه لن يتصرفا كما تتصرّف عموم الطبقة السياسية في المغرب اليوم مع المؤسسة الملكية، أي بتملقٍ أو مجاملة، بل سيمضي بنكيران في أسلوبه الذي يجمع بين الولاء والنصح، وبين الوفاء والشجاعة، بين الاحترام للعاهل وقول الحقيقة له حتى وإن غضب منه… بهذا المعنى يعيد بنكيران تعريف علاقة حزب العدالة والتنمية مع الملك محمد السادس، على قاعدةٍ فقهيةٍ وسياسيةٍ، تمتح من التراث الإسلامي القديم، ومن تقاليد العمل السياسي (الحديث).
للنخبة الوزارية للحزب، وفي مقدمتها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قال بنكيران بصريح العبارة: "لم يتأسس هذا الحزب لكسب جولةٍ، ويرتخي بعدها لينام قرير العين، ويتذوّق لذة الحياة… جاء هذا الحزب ليصبر ويناضل من أجل الملكية والإسلام والتصدّي للعنف. وهذا الدور متجدّد، وقوامه الدفاع عن الإصلاح والتضحية من أجل ذلك". ولكي يضع النقاط على الحروف، ويرسم معالم المرحلة الراهنة، قال بنكيران: "ليعلم أبناء حزب العدالة والتنمية أن الإصلاح لم يتم". في إشارة واضحة إلى أن إقالته من رئاسة الحكومة كانت عنوانا لتوقّف مشروعه الإصلاحي، وإنّ وضع رفيقه في الحزب، سعد الدين العثماني، على كرسي رئاسة الحكومة لا يعني أن مشروع الإصلاح استأنف مسيرته.
أما رسالة عبد الإله بنكيران إلى الشعب الذي صوّت لحزب المصباح، في ثلاث مناسبات متتالية، 2011 و2015 و2016، فقال له: "هدفنا استعادة الكرامة المهدورة لهذا الشعب". في إشارةٍ إلى مطالب حراك الريف. وبخصوص مستقبل علاقته بالذين منحوه أصواتهم، قال بنكيران: "الذين أعطونا أصواتهم، على الرغم من كيد الكائدين وحسد المتآمرين، لن نتخلى عنهم". ولكي يزرع روح المقاومة في جسد حزبٍ موزّعٍ الآن بين المشاركة في الحكومة والمعارضة في البرلمان، قال: "لن نكون مثل قطعة سكر، تذوب في الماء بسهولة". في إشارة إلى أن الحزب قبِل المشاركة في حكومةٍ هجينةٍ على مضض، وإنه غير مرتاحٍ وسط طبخةٍ سياسيةٍ، هدفها احتواء الإسلاميين، وتجريدهم من مشروعهم لإصلاح جهاز الدولة.
هكذا خرج بنكيران من عزلته السياسية، بعد أن داوى جراحه، مستعيدا مدفعيته الثقيلة. لكن، هذه المرة، بقاموسٍ دينيٍّ كثيف المعاني، وخطاب معارضةٍ شرسة، ودفتر مطالب قوي (استعادة الكرامة). أما سياسيا، فقد أعلن فشل الإصلاح التوافقي، والمرور إلى أسلوبٍ آخر في الدفاع عن الإصلاحات، ستظهر معالمه على الأرجح في المقبل من الأيام.
استأنف بنكيران نشاطه ببعث رسائل إلى ثلاث جهات، إلى الملكية، وإلى نخبة الحزب الوزارية، وإلى الرأي العام. قال للمؤسسة الملكية إنه وحزبه ملتزمان بالوفاء والولاء لها، كما كانا دائما، لكن على أسسٍ شرعيةٍ، قوامها المناصحة الشجاعة والمؤدّبة للجالس على العرش. وهذا معناه أن بنكيران يقول للقصر إن حزب العدالة والتنمية وزعيمه لن يتصرفا كما تتصرّف عموم الطبقة السياسية في المغرب اليوم مع المؤسسة الملكية، أي بتملقٍ أو مجاملة، بل سيمضي بنكيران في أسلوبه الذي يجمع بين الولاء والنصح، وبين الوفاء والشجاعة، بين الاحترام للعاهل وقول الحقيقة له حتى وإن غضب منه… بهذا المعنى يعيد بنكيران تعريف علاقة حزب العدالة والتنمية مع الملك محمد السادس، على قاعدةٍ فقهيةٍ وسياسيةٍ، تمتح من التراث الإسلامي القديم، ومن تقاليد العمل السياسي (الحديث).
للنخبة الوزارية للحزب، وفي مقدمتها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قال بنكيران بصريح العبارة: "لم يتأسس هذا الحزب لكسب جولةٍ، ويرتخي بعدها لينام قرير العين، ويتذوّق لذة الحياة… جاء هذا الحزب ليصبر ويناضل من أجل الملكية والإسلام والتصدّي للعنف. وهذا الدور متجدّد، وقوامه الدفاع عن الإصلاح والتضحية من أجل ذلك". ولكي يضع النقاط على الحروف، ويرسم معالم المرحلة الراهنة، قال بنكيران: "ليعلم أبناء حزب العدالة والتنمية أن الإصلاح لم يتم". في إشارة واضحة إلى أن إقالته من رئاسة الحكومة كانت عنوانا لتوقّف مشروعه الإصلاحي، وإنّ وضع رفيقه في الحزب، سعد الدين العثماني، على كرسي رئاسة الحكومة لا يعني أن مشروع الإصلاح استأنف مسيرته.
أما رسالة عبد الإله بنكيران إلى الشعب الذي صوّت لحزب المصباح، في ثلاث مناسبات متتالية، 2011 و2015 و2016، فقال له: "هدفنا استعادة الكرامة المهدورة لهذا الشعب". في إشارةٍ إلى مطالب حراك الريف. وبخصوص مستقبل علاقته بالذين منحوه أصواتهم، قال بنكيران: "الذين أعطونا أصواتهم، على الرغم من كيد الكائدين وحسد المتآمرين، لن نتخلى عنهم". ولكي يزرع روح المقاومة في جسد حزبٍ موزّعٍ الآن بين المشاركة في الحكومة والمعارضة في البرلمان، قال: "لن نكون مثل قطعة سكر، تذوب في الماء بسهولة". في إشارة إلى أن الحزب قبِل المشاركة في حكومةٍ هجينةٍ على مضض، وإنه غير مرتاحٍ وسط طبخةٍ سياسيةٍ، هدفها احتواء الإسلاميين، وتجريدهم من مشروعهم لإصلاح جهاز الدولة.
هكذا خرج بنكيران من عزلته السياسية، بعد أن داوى جراحه، مستعيدا مدفعيته الثقيلة. لكن، هذه المرة، بقاموسٍ دينيٍّ كثيف المعاني، وخطاب معارضةٍ شرسة، ودفتر مطالب قوي (استعادة الكرامة). أما سياسيا، فقد أعلن فشل الإصلاح التوافقي، والمرور إلى أسلوبٍ آخر في الدفاع عن الإصلاحات، ستظهر معالمه على الأرجح في المقبل من الأيام.