لا يحتاج تلاميذ البكالوريا إلى عوامل إضافية للشعور بضغط الامتحانات، لكنّ الحرارة المرتفعة تأتي لتفاقم الحال بالجنوب الجزائري
وسط درجات حرارة مرتفعة جداً، وبغياب وسائل التكييف، يخضع تلاميذ جزائريون في جنوب الجزائر لامتحانات شهادة البكالوريا للعام الدراسي 2018-2019. وتبدو ظروفهم أصعب من ظروف زملائهم في مناطق الشمال الجزائري، إذ إنّه وكما في بداية كلّ فصل صيف تتراوح الحرارة ما بين 38 درجة مئوية و50 في مدن وبلدات كثيرة في الصحراء الجزائرية. وهو ما دفع التلاميذ وذويهم إلى مطالبة الحكومة من جديد بوضع تصوّر للسنوات المقبلة يوفّر ظروفاً أفضل في خلال امتحانات البكالوريا لتلاميذ الجنوب.
ويتكرّر الأمر سنوياً في الجنوب الجزائري وتتكرّر الشكاوى. وقبل عامَين، على سبيل المثال، تزامنت امتحانات البكالوريا مع نهاية شهر رمضان وارتفاع قياسي في درجات الحرارة، الأمر الذي خلّف حينها موجة استياء إزاء اختيار الحكومة توقيتاً غير مناسب للامتحانات، فصاغت مجموعة من الخبراء والأكاديميين وثيقة سُلّمت إلى الحكومة تنصّ على ضرورة أن تضع وزارة التربية والتعليم رُزنامة عادلة لامتحانات شهادة البكالوريا المصيرية بما يتيح حداً أدنى من تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ الخاضعين لتلك الامتحانات. فتنظيم امتحانات البكالوريا في هذا التوقيت يدفع نحو الاستشراف بنتائج سلبية كارثية بمعظم ولايات الجنوب، إذ إنّ الحرارة في مثل هذه الأيام تقترب من 50 درجة مئوية. يُذكر أنّ الوزارة حدّدت مواعيد الامتحانات من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الواحدة من بعد الظهر، ثمّ من الساعة الثالثة من بعد الظهر حتى الساعة الخامسة عصراً، لتتزامن مع ذروة ارتفاع الحرارة ومع قلّة الإمكانات وصعوبات مادية ولوجستية كثيرة تعاني منها مدن الجنوب. وقد شدّدت وثيقة الخبراء والأكاديميين نفسها على ضرورة أن تعمل الجهات الوصيّة على دراسة الأمر بجدية من أجل توفير ما من شأنه تحقيق حد أدنى من تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ الخاضعين للامتحانات.
على الرغم من كلّ ذلك، فإنّ الأمور لم تتغيّر في امتحانات بكالوريا العام الدراسي 2018-2019، وتجدّدت معاناة تلاميذ الجنوب بالتزامن مع ارتفاع قياسي في درجات الحرارة وعدم توفّر مكيّفات في معظم غرف الامتحانات. فتزايدت معاناة التلاميذ، لا سيّما أنّ كثيرين منهم اضطروا إلى قضاء الفترة الفاصلة بين الامتحان الصباحي والامتحان المسائي في المساجد أو في مقار بعض الجمعيات وأفواج الكشافة التي أعلنت استعدادها لاستقبال هؤلاء، خصوصاً الذين يقطنون في مناطق بعيدة عن مراكز الامتحانات، في خلال استراحتهم.
اقــرأ أيضاً
وقبيل انطلاق امتحانات البكالوريا لهذا العام، حرصت وسائل إعلام محلية وكذلك ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مهتمون بقطاع التربية والتلاميذ، على تنبيه التلاميذ الخاضعين للامتحانات وحثّهم على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الحرارة من قبيل شرب كميات كافية من المياه وتجنّب التعرض للشمس. من جهته، أعلن الجيش الجزائري أنّه سوف يحاول تقديم المساعدة بالقدر الممكن لتلاميذ الجنوب، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، بهدف تخفيف العبء عن هؤلاء الخاضعين لامتحانات البكالوريا في تلك المناطق الحارة. تجدر الإشارة إلى أنّ رئاسة الحكومة الجزائرية اضطرت للمرة الأولى إلى تعديل نظام عمل الإدارات الرسمية والمقرات الحكومية ليصير دواماً واحداً يبدأ عند الساعة السادسة صباحاً وينتهي عند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر، حتى لا ينهكهم الحرّ.
في السياق، يقول محاد قاسمي، وهو ناشط جزائري في الدفاع عن حقوق سكان الجنوب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معاناة تلاميذ شهادة البكالوريا في خلال امتحاناتهم بمدن وبلدات الجنوب الجزائري، هي جزء من معاناة قاسية لسكان الجنوب عموماً مع الظروف الطبيعية في فصل الصيف، سواءً أكان ذلك عند ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية أو عند هطول الأمطار، في حين أنّ البنى التحتية ضعيفة جداً، مثلما حدث قبل أسبوعَين في مدينة جانت الجنوبية". يضيف قاسمي أنّ "تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا لتلاميذ الجنوب وسط درجات حرارة تقارب الخمسين درجة مئوية، وفي مراكز امتحان لا تتوفّر على أجهزة تكييف، يجعل هؤلاء في أوضاع غير متوازنة مع زملائهم في مدن الشمال". ويتابع قاسمي أنّ "الثمن الذي يتحمّله التلاميذ في الجنوب الجزائري غير محصور بالامتحانات فقط، وإنّما هو مشتمل في مجمل العملية التعليمية. ففي هذه المناطق، البنى التحتية ضعيفة والوسائل متواضعة، وهذه هي الضريبة المترتبة على أهلها"، مشدداً على أنّ "التهميش يسود سياسات الحكومة تجاه مناطق الجنوب منذ عقود".
تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات الجزائرية حاولت قبل سنوات وضع نظام امتحانات خاص بمناطق الجنوب، من خلال دورتَين لتلاميذ البكالوريا، واحدة للشمال والثانية للجنوب، فتكون بالتالي امتحانات الجنوب قبل أيام من امتحانات الشمال، آخذة بذلك الظروف المناخية للمنطقة بعين الاعتبار. لكنّها تراجعت عن ذلك بسبب انتقادات حادّة طاولتها ونظراً إلى طبيعة الامتحان الذي يستدعي توحيد مقرّراته، من دون أن تعمد في المقابل إلى توفير ظروف أفضل لتلاميذ الجنوب.
ويتكرّر الأمر سنوياً في الجنوب الجزائري وتتكرّر الشكاوى. وقبل عامَين، على سبيل المثال، تزامنت امتحانات البكالوريا مع نهاية شهر رمضان وارتفاع قياسي في درجات الحرارة، الأمر الذي خلّف حينها موجة استياء إزاء اختيار الحكومة توقيتاً غير مناسب للامتحانات، فصاغت مجموعة من الخبراء والأكاديميين وثيقة سُلّمت إلى الحكومة تنصّ على ضرورة أن تضع وزارة التربية والتعليم رُزنامة عادلة لامتحانات شهادة البكالوريا المصيرية بما يتيح حداً أدنى من تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ الخاضعين لتلك الامتحانات. فتنظيم امتحانات البكالوريا في هذا التوقيت يدفع نحو الاستشراف بنتائج سلبية كارثية بمعظم ولايات الجنوب، إذ إنّ الحرارة في مثل هذه الأيام تقترب من 50 درجة مئوية. يُذكر أنّ الوزارة حدّدت مواعيد الامتحانات من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الواحدة من بعد الظهر، ثمّ من الساعة الثالثة من بعد الظهر حتى الساعة الخامسة عصراً، لتتزامن مع ذروة ارتفاع الحرارة ومع قلّة الإمكانات وصعوبات مادية ولوجستية كثيرة تعاني منها مدن الجنوب. وقد شدّدت وثيقة الخبراء والأكاديميين نفسها على ضرورة أن تعمل الجهات الوصيّة على دراسة الأمر بجدية من أجل توفير ما من شأنه تحقيق حد أدنى من تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ الخاضعين للامتحانات.
على الرغم من كلّ ذلك، فإنّ الأمور لم تتغيّر في امتحانات بكالوريا العام الدراسي 2018-2019، وتجدّدت معاناة تلاميذ الجنوب بالتزامن مع ارتفاع قياسي في درجات الحرارة وعدم توفّر مكيّفات في معظم غرف الامتحانات. فتزايدت معاناة التلاميذ، لا سيّما أنّ كثيرين منهم اضطروا إلى قضاء الفترة الفاصلة بين الامتحان الصباحي والامتحان المسائي في المساجد أو في مقار بعض الجمعيات وأفواج الكشافة التي أعلنت استعدادها لاستقبال هؤلاء، خصوصاً الذين يقطنون في مناطق بعيدة عن مراكز الامتحانات، في خلال استراحتهم.
وقبيل انطلاق امتحانات البكالوريا لهذا العام، حرصت وسائل إعلام محلية وكذلك ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مهتمون بقطاع التربية والتلاميذ، على تنبيه التلاميذ الخاضعين للامتحانات وحثّهم على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الحرارة من قبيل شرب كميات كافية من المياه وتجنّب التعرض للشمس. من جهته، أعلن الجيش الجزائري أنّه سوف يحاول تقديم المساعدة بالقدر الممكن لتلاميذ الجنوب، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، بهدف تخفيف العبء عن هؤلاء الخاضعين لامتحانات البكالوريا في تلك المناطق الحارة. تجدر الإشارة إلى أنّ رئاسة الحكومة الجزائرية اضطرت للمرة الأولى إلى تعديل نظام عمل الإدارات الرسمية والمقرات الحكومية ليصير دواماً واحداً يبدأ عند الساعة السادسة صباحاً وينتهي عند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر، حتى لا ينهكهم الحرّ.
في السياق، يقول محاد قاسمي، وهو ناشط جزائري في الدفاع عن حقوق سكان الجنوب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معاناة تلاميذ شهادة البكالوريا في خلال امتحاناتهم بمدن وبلدات الجنوب الجزائري، هي جزء من معاناة قاسية لسكان الجنوب عموماً مع الظروف الطبيعية في فصل الصيف، سواءً أكان ذلك عند ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية أو عند هطول الأمطار، في حين أنّ البنى التحتية ضعيفة جداً، مثلما حدث قبل أسبوعَين في مدينة جانت الجنوبية". يضيف قاسمي أنّ "تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا لتلاميذ الجنوب وسط درجات حرارة تقارب الخمسين درجة مئوية، وفي مراكز امتحان لا تتوفّر على أجهزة تكييف، يجعل هؤلاء في أوضاع غير متوازنة مع زملائهم في مدن الشمال". ويتابع قاسمي أنّ "الثمن الذي يتحمّله التلاميذ في الجنوب الجزائري غير محصور بالامتحانات فقط، وإنّما هو مشتمل في مجمل العملية التعليمية. ففي هذه المناطق، البنى التحتية ضعيفة والوسائل متواضعة، وهذه هي الضريبة المترتبة على أهلها"، مشدداً على أنّ "التهميش يسود سياسات الحكومة تجاه مناطق الجنوب منذ عقود".
تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات الجزائرية حاولت قبل سنوات وضع نظام امتحانات خاص بمناطق الجنوب، من خلال دورتَين لتلاميذ البكالوريا، واحدة للشمال والثانية للجنوب، فتكون بالتالي امتحانات الجنوب قبل أيام من امتحانات الشمال، آخذة بذلك الظروف المناخية للمنطقة بعين الاعتبار. لكنّها تراجعت عن ذلك بسبب انتقادات حادّة طاولتها ونظراً إلى طبيعة الامتحان الذي يستدعي توحيد مقرّراته، من دون أن تعمد في المقابل إلى توفير ظروف أفضل لتلاميذ الجنوب.