التاسع من إبريل/نيسان مناسبة تعيد للعراقيين ذكرى دخول أولى الدبابات الأميركية إلى بلادهم، وتتباين آراؤهم حولها؛ بين أكثرية تعتبر هذا اليوم نكسة جاءت بالقتل والدمار، وآخرين يستذكرون ضحاياهم، وقلة تعتبر أنه كان ضرورياً لتغيير نظام ديكتاتوري، وفقا لتعبيرهم.
ولم تشهد بغداد وأغلب المحافظات عطلة رسمية اليوم، باستثناء إقليم كردستان الذي أعلنه عطلة رسمية، إلى جانب ثلاث محافظات جنوبية أخرى.
وقال مصدر في مجلس محافظة بغداد، اليوم الإثنين، إن المجلس رفض دعوات إلى اعتبار اليوم مناسبة، كما رفض منح عطلة رسمية في العاصمة. وأشار إلى إصدار توجيهات للدوائر الرسمية في بغداد بالتساهل بشأن الموظفين الذين يلاقون صعوبات في الوصول إلى الدوام، بسبب قطع عدد من الطرق والجسور، موضحا أن هذه الذكرى تزامنت مع إحياء العراقيين "الشيعة" مراسم مناسبة دينية في مدينة الكاظمية شمال بغداد.
وأكد عضو مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي، أن الحكومة المحلية لا تملك صلاحية تعطيل الدوام الرسمي في العاصمة العراقية، لأن رئاسة الوزراء هي وحدها المخولة بتعطيل الدوام أو عدمه.
آراء العراقيين في يوم 9 إبريل
عمار غالب، سائق سيارة أجرة، بدا متذمرا بشدة من دعوات بعض السياسيين والأحزاب إلى اعتبار يوم احتلال العراق عطلة رسمية، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن البلاد تراجعت كثيرا خلال الأعوام الـ15 التي أعقبت الاحتلال.
وأضاف "كان العراق من أكثر بلدان المنطقة أمنا، أما اليوم فلا يمكن لأحد أن يأمن على نفسه، حتى وإن كان في منزله"، مبيّنا أن "القوى السياسية التي حكمت العراق بعد عام 2003 قدمت نموذجاً سيئاً، دفع كثيرا من العراقيين إلى مقارنته بأوضاع العراق قبل هذا التاريخ".
أما حكمت النعيمي، وهو مدير مدرسة متقاعد، فتساءل "هل كان العراق محتلا قبل عام 2003 لنتحدث عن يوم تحرير. حتى إن كان كذلك، هل يمكن استبدال احتلال شخص باحتلال دولة أجنبية تسببت في الفوضى والدمار؟". وأكد لـ"العربي الجديد"، أن "العقد ونصف العقد الذي مضى يعد الحقبة الأسوأ في تاريخ العراق، لأنها مثلت نكسة جاءت بالقتل والدمار والتشريد للعراقيين".
— عُثمان (@othmanMo_) ٨ أبريل، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتابع "حين يتم الحديث عن تغيير ديمقراطي، فإن البديل يجب أن يكون أفضل، لكن ما حدث مختلف تماما، إذ لم تحقق الديمقراطية أي منجز يذكر للعراقيين".
مقابل ذلك، قال الشاب الثلاثيني فلاح الجزائري، الذي كان منشغلاً بتعليق دعاية انتخابية لأحد الأحزاب التي يتكون منها "التحالف الوطني" الحاكم، على أرصفة حي الكرادة في بغداد، "إن يوم التاسع من نيسان كان يوما للخلاص من الدكتاتورية التي حكمت العراق نحو 35 عاما".
وأضاف "حين دخلت القوات الأجنبية لتحرير العراق عام 2003 كان عمري 18 عاما، وأذكر جيدا أحاديث عائلتي عن عمي وجدي اللذين أُعدما على يد السلطات القمعية لنظام صدام حسين"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن العراق اليوم يمر بمرحلة الانتقال للديمقراطية.
وتابع "كل شيء له ثمن، والدماء التي سالت في العراق، طوال السنوات الماضية، كانت جزءاً من ثمن الديمقراطية"، مبينا أنه "لولا تحرير العراق لما تمكنا من إجراء انتخابات، ولما تحدثنا بكل حرية في وسائل الإعلام، ولما تمكنا من الخروج في تظاهرات واعتصامات متى نشاء".
وبدت ساحة التحرير وسط بغداد خالية من أية مظاهر للتجمعات التي دعت إليها بعض الأحزاب. وقال الملازم في الشرطة الاتحادية العراقية، سجاد فاضل، إن القوات العراقية انتشرت، منذ الليلة الماضية، في ساحة التحرير والمناطق القريبة منها، لحماية أية مظاهرة قد تخرج اليوم، على خلفية الدعوة لذلك من قبل بعض الأحزاب، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن الساحة ما تزال هادئة.
وأشار إلى أن الحركة في عموم محافظة بغداد تبدو قليلة وحذرة، مع عدم ذهاب عدد كبير من الموظفين إلى دوائرهم بسبب صعوبة التنقل، وإشاعة خبر العطلة الرسمية، فضلا عن قطع بعض الجسور بسبب أجواء الزيارة إلى مدينة الكاظمية التي تنتهي الخميس المقبل.