وقال مدير إعلام شرطة بغداد، العقيد مشتاق طالب المحمداوي، لـ"العربي الجديد"، إن "حصيلة انفجار السيارتين المفخختين في منطقة الإسكان، غربي بغداد، مساء أمس الخميس، ارتفعت إلى سبعة قتلى وتسعة عشر جريحاً"، مضيفا أن "أربعة مدنيين قتلوا، وأصيب خمسة عشر آخرون بجروح، حصيلة انفجار سيارة مفخخة في ساحة 83 بمنطقة الطالبية، شرقي العاصمة".
وأشار المحمداوي، إلى أن وزارة الداخلية شكلت غرفة عمليات مشتركة، ضمت عدداً من القادة الأمنيين وضباطاً لمناقشة الخروقات الأمنية الأخيرة، وأضاف أن "الاجتماع خرج بجملة من التوصيات، منها نشر المفارز المتحركة في شوارع العاصمة، ومنع دخول مناطق بغداد إلا ببطاقة السكن الخاصة بكل منطقة، فضلا عن غلق جميع منافذ كل منطقة بعد الساعة الثانية عشرة مساء، مع بقاء منفذ واحد لغرض التفتيش".
بدوره، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، العميد سعد معن، في تصريحات صحافية، أن "تفجيرات بغداد لن تؤثر على خطة استلام الوزارة الملف الأمني في العاصمة وفق الخطة المرسومة"، مشيراً الى أن "عمليات بغداد ستبقى الجهة المشرفة على الوضع الأمني، لكن المسؤولية المباشرة ببغداد وبقية المدن ستكون بعهدة وزارة الداخلية".
واضاف معن، أن الوزارة ستباشر قريبا استخدام عجلات تحمل أجهزة "سونار" للكشف عن المتفجرات، والتي ستوضع عند مداخل المدينة كمرحلة أولى.
اقرأ أيضاً: انتشار "داعش" واستراتيجيته في العراق: 41% بيد التنظيم
وفي سياق متصل، استنكر ائتلاف "الوطنية" الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي، اياد علاوي، سلسلة التفجيرات التي طالت عددا من مناطق بغداد. وأكد عضو الائتلاف، نايف الشمري، لـ"العربي الجديد"، أن "عودة المشهد الأمني المنهار رسالة مقصودة من خصوم العراق، وسط غياب حلول ناجعة لمنع انزلاقه في مستنقع التقسيم والحرب الأهلية"، مضيفا أن "اليد التي تفجر اليوم في الكاظمية ومدينة الصدر والحرية والإسكان وحي الجامعة، هي ذاتها التي اعتدت على النازحين قبل أيام".
واعتبر الشمري، أن هدف التفجيرات هو إعاقة جهود تحرير المحافظات من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، داعيا في الوقت نفسه الحكومة والقيادات السياسية والأمنية إلى تنسيق الجهود في ميادين عملهم لتفويت الفرصة على أعداء العراق.
بدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، النائب عن كتلة "بدر"، قاسم الاعرجي، لـ"العربي الجديد"، إن "الملف الأمني ما زال يتصدر أولويات الحكومة والبرلمان، وبتحقيق الأمن يمكن توفير قاعدة لتهيئة بقية متطلبات المواطن"، مشيرا إلى أن التداعيات الأمنية الخطرة التي تشهدها بغداد، وسيطرة "داعش" على عدة مناطق، أجبرت الحكومة والبرلمان على جعل الملف الأمني في المقدمة.
وطالب الاعرجي بسحب الثقة من بعض القيادات الأمنية المسؤولة عن امن بغداد، لكونها عاجزة تماما عن السيطرة على ملف الأمن، وتعيين قادة من ذوي الكفاءة والنزاهة والاختصاص.
فيما وصف القيادي بـ"جبهة الحراك الشعبي العراقي"، محمد عبد الله، التفجيرات بأنها مرحلة تدهور أمني جديد، وأوضح عبد الله أن "موجة العنف الجديدة عبارة عن تفجيرات إرهابية ـ سياسية بوقت واحد".
وتابع عبد الله، قائلاً إن "اتهام النازحين بإدخال متفجرات عبر أجهزة مضحك ومخجل بالوقت نفسه، ولا يمكن لعقل أن يصدقه سوى العقول الطائفية ذات الأجندات التخريبية".
اقرأ أيضاً: المليشيا تستولي على منشأة حكومية في الأنبار