بعد العقوبات الأميركية ... اضطرابات ليبيا والبصرة ترفع أسعار النفط

12 سبتمبر 2018
حقل نفط سعودي(Getty)
+ الخط -
ارتفعت أسعار النفط أمس الثلاثاء مع اقتراب فرض العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني، رغم جهود واشنطن الرامية إلى حث كبار الموردين الآخرين على تعويض النقص المتوقع، لكن الارتفاع حدث لعوامل جيوسياسية أخرى، وفقاً لتحليل نشرة موقع "أويل برايس" مساء الإثنين، من بينها العوامل الجيوسياسية، التي عادت للتأثير في أسعار النفط بعد فترة من الهدوء في موسم الصيف.

وشهدت مدينة البصرة جنوب العراق اضطرابات واحتجاجات شعبية غاضبة خلال الأيام الماضية، كما شهدت ليبيا هجوماً مسلحاً دامياً على مقر شركة النفط الليبية في طرابلس. ويتخوف المضاربون من تداعيات هذه الاضطرابات السياسية في البصرة على الشركات الأجنبية النشطة في استخراج النفط من منطقة الجنوب العراقي الغنية بالنفط.

ولاحظ تحليل "أويل برايس، أن الشركات الأجنبية بدأت تقلق من هذه الاضطرابات، خاصة بعد أن أحرق متظاهرون مقرات الأحزاب السياسية والقنصلية الإيرانية. ومن المتوقع أن يكون حجم الإنتاج العراقي تحت مراقبة الأسواق وبنوك الاستثمار، التي تضارب على أسعار النفط خلال الشهور المقبلة.

وعلى الصعيد الليبي، فإن قوات الجنرال المتقاعد حفتر المدعومة من قبل مصر والإمارات، لديها أطماع في السيطرة على قطاع النفط، وتعمل بكل ما في وسعها لإعاقة عمل شركة النفط الليبية المعترف بها دولياً كجهة وحيدة مسؤولة عن النفط ومخوّلة التصرف في إنتاج وبيع النفط.

وكانت قوات حفتر قد أسست شركة نفط في بنغازي في فترة سيطرتها على بعض الحقول النفطية، كما أنها أبرمت عقوداً مع شركات إماراتية قبل شهرين، بحسب تقرير في "وول ستريت جورنال". ومن هذا المنطلق يتخوف تجار النفط من عودة "الأطماع الحفترية" مرة أخرى في السيطرة على النفط الليبي، عبر ما حدث من تفجير لمقر شركة النفط الليبية.

وسط هذه الظروف السياسية غير المستقرة في دول إنتاج رئيسية مثل ليبيا والعراق وفنزويلا، بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 67.70 دولارا للبرميل، بزيادة 65 سنتاً أو 0.2% عن التسوية السابقة. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 38 سنتاً أو 0.5% إلى 77.75 دولارا للبرميل.

ومن المتوقع أن يواصل حظر النفط الإيراني الذي يحل أجله في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على الأسعار. وتضغط واشنطن على الدول الأخرى لوقف واردات النفط من إيران، ويبدي حلفاء مقربون مثل كوريا الجنوبية واليابان بل والهند أيضاً علامات على الاستجابة لتلك الضغوط. ويتخوف ترامب من تأثير حظر النفط الإيراني في أسعار الوقود في أميركا، في وقت يخوض الحزب الجمهوري انتخابات النصف في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وحرصاً على عدم ارتفاع أسعار النفط، التقى وزير الطاقة الأميركي ريك بيري نظيره السعودي خالد الفالح يوم الإثنين في واشنطن، بحسب ما ذكرت رويترز، وسيلتقي بيري كذلك وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الخميس في موسكو.
وتشجع إدارة الرئيس الأميركي كبرى الدول المنتجة للنفط على الحفاظ على إنتاجها مرتفعاً قبل فرض العقوبات الجديدة، لكن حتى الآن لم تظهر السعودية ارتفاعاً يذكر في إنتاج النفط، يقترب من طلبات ترامب منها بزيادة الإنتاج بمليون برميل يومياً، حيث لا يزال إنتاج السعودية في حدود 10.5 ملايين برميل يومياً.

وتسعى روسيا إلى التأثير في أمن الطاقة العالمي، عبر ربط "أوبك" باتفاق طويل المدى يساعدها في الضغط على واشنطن. في هذا الصدد، قال وزير الطاقة الروسي أمس الثلاثاء إن أوبك وروسيا وغيرها من المنتجين المستقلين المتحالفين مع المنظمة قد يوقعون اتفاق تعاون جديداً طويل الأمد في بداية ديسمبر/كانون الأول، حسبما ذكرت وكالة تاس للأنباء. ولم يخض الوزير الروسي في التفاصيل.

وكانت أوبك وروسيا وغيرها من المنتجين غير الأعضاء بالمنظمة اتفقوا في يونيو/حزيران على العودة إلى مستوى الامتثال بنسبة 100% لتخفيضات إنتاج النفط التي بدأ تطبيقها في يناير/كانون الثاني 2017، بعدما أدى نقص الإنتاج في فنزويلا وغيرها على مدى شهور إلى ارتفاع نسبة الالتزام بالتخفيضات عن ذلك المستوى.
المساهمون