بعد السعودية... "الشيلات" تجتاح الكويت

02 ديسمبر 2016
رقص كثيرون على أنغام الشيلة (تويتر)
+ الخط -
رافقت ظواهر جديدة عدة الانتخابات الكويتية التي انقضت قبل أيام، في مجالات الإعلان والنشر والتسويق، دعماً للمرشحين في الانتخابات البرلمانية. كما شهدت دفع مبالغ مالية كبيرة على الحملات الدعائية والإعلامية، وحملات الضغط.

"الشيلات" هي قصائد شعبية مغناة وملحنة على الألحان التراثية والفلكلورية، وتعدّ واحدة من أبرز الظواهر التي بدأت تنتشر في الكويت، واستثمرت في تسويق المرشحين، والاحتفال بفوزهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وتستخدم "الشيلات" عادة لذكر فضائل المرشحين ومميزاتهم.

رأى الكاتب، ناصر الملا، أن "الشيلات سلاح استخدم للإعلان والدعاية من قبل المرشحين ذوي الأصول القبيلة، كونه يختص بموروثهم، ويحصل على إعجاب كبير بين قواعده الانتخابية. وهذا الابتكار قد يفتح الباب أمام استخدام الفن بشكل عام في الحملات الانتخابية خلال السنين المقبلة، إذ بلغ عدد الشيلات التي أنتجت خلال هذه الانتخابات أكثر من 35، جميعها في الكويت، و4 منها قيلت في مرشح واحد".

وأضاف أن "تكلفة إنتاج الشيلات تتراوح بين ألف وثلاثة آلاف دينار كويتي، لكن الشعراء يحصلون على أضعاف المبلغ من المرشحين الذين يدفعون بسخاء تام على حملاتهم الإعلانية في هذه الانتخابات. وبعد رفع الشيلة على قناة "يوتيوب" الخاصة بالشاعر، تبدأ مسيرة نشر القصيدة في وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً عبر موقع "تويتر" وتطبيقي "إنستاغرام" و"واتساب" الذي يلقى رواجاً بين كبار السن في الكويت".

وكانت "شيلة صبيان يام"، وهي قصيدة دعائية لصالح المرشح الفائز في الانتخابات مبارك هيف الحجرف العجمي، قد أثارت ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحازت على عدد غير مسبوق من المتابعة والاهتمام، بسبب تطرقها لأمور حساسة في البلاد.

وسُجلت خارج الكويت، وهي من كلمات الشاعر، فهيد آل ساقه، وغناء، حمد الطويل، وأشادت بالعجمي، وطالبته بنصرة النائب السابق عبدالله البرغش، والصحافي سعد العجمي اللذين سحبت الحكومة الكويتية جنسيتيهما مع عائلتيهما، ونفت الأخير إلى خارج البلاد.

وأحدث مقطع من القصيدة موجة جديدة ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تمثلت في الرقص التراثي على المقطع الذي تقول كلماته "وإذا ما تمّت الدعوى وطاع الحق والانصاف، تعالي يالحكومة واسحبي باقي جناسينا". وتعني أنه إذا لم تنصف الحكومة المواطنين المسحوبة جنسياتهم، فعليها سحبها منا أيضاً.

وعلق عدد من المغردين على هذه "الشيلات".


وعرض الشاعر الكويتي، ناصر البرغش، مقطع فيديو للنائب السابق، عبدالله البرغش، وابنه فهد وهما يقومان بالرقص الشعبي على كلمات القصيدة، علماً أن جنسيته سُحبت منه أيضاً.

 


وشارك بدر الحجرف مقطع فيديو لابن الإعلامي، سعد العجمي، محمد سعد العجمي الذي سحبت جنسيته، ونفي إلى خارج البلاد، وهو يرقص على كلمات القصيدة.


وقال العجمي "ولدي محمد راح يبارك لأخيه مبارك هيف بن حجرف بفوزه في الانتخابات، فشاش (رقص) على الشيلة ومسك الصف مع ربعه".


وتعهد العشرات من النواب الفائزين في البرلمان الكويتي بالسعي إلى إعادة الجنسية الكويتية للمئات من المواطنين الذين قررت الحكومة سحب جنسياتهم، لأسباب سياسية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والتي شهدت مقاطعة المعارضة للبرلمان، قبل عودتها هذا العام.



المساهمون