بعد آيا صوفيا... أردوغان يحوّل متحف تشورا إلى مسجد

إسطنبول
عدنان عبد الرزاق
عدنان عبد الرزاق
عدنان عبد الرزاق مراسل العربي الجديد في سورية
21 اغسطس 2020
+ الخط -

بعد تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، في 10 يوليو/تموز الماضي، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صباح اليوم الجمعة، مرسوماً يقضي بتسليم المتحف الواقع في منطقة أردنة قابي بحي الفاتح في إسطنبول، إلى رئاسة الشؤون الدينية وإعادة فتحه جامعاً للعبادة.

ويقع متحف تشورا أو الكريه، كما يسميه الأتراك، غربي إسطنبول - القسم الأوروبي، ويعود تاريخه بحسب المصادر التركية، إلى القرن السادس الميلادي، وبقي كنيسة منذ ذلك الوقت، بل وحتى بعد فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح عام 1453 بنحو 58 عاماً، ليتحول إلى جامع إثر قرار من الصدر الأعظم، علي باشا، عام 1511، ويتم مسح اللوحات الجدارية والموزاييك عن الجدران، ثم بقي جامعاً حتى عام 1923، وقت إعلان الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك، ليتجمد دوره كجامع إلى عام 1956 وقت تحوّل إلى متحف.

يتوقع مراقبون أن يواجه مرسوم الرئيس التركي، بتحويل متحف تشورا  إلى جامع، انتقاداً كما حصل خلال تحويل متحف آيا صوفيا لمسجد

ويقول الدليل السياحي التركي سردار دونميز، لـ"العربي الجديد"، إنّ متحف تشورا، وخصوصاً بعد عمليات الترميم التي قام بها المعهد البيزنطي الأميركي عام 1956، وظهور كل اللوحات الفنية والفسيفساء والموزاييك إلى العلن، بات من أهم المتاحف في إسطنبول.

وأضاف أنه، وعلى صغر المساحة التي تغطيها كنيسة تشورا، وهي 742 متراً مربعاً، إلا أنها تُصنّف واحدة من أجمل الكنائس البيزنطية الموجودة، إذ يعوّض جمالها الداخلي عن صغر حجمها، حيث تحتوي اليوم على الكثير من اللوحات الفنية الجدارية الرائعة المكسوة بالفسيفساء.

ويشرح الدليل السياحي التركي، الرسوم واللوحات المتوزعة على جدران وأسقف المتحف الثلاثة، المدخل، صحن الكنيسة، الجسم الرئيسي، وتلك التي تزيّن قبب المتحف الستة، لافتاً إلى المئذنة التي بنيت لاحقاً والمصلّى الصغير الجانبي الذي أقيم وقت تحوّلت الكنيسة إلى جامع.

وحول تشبيه متحف تشورا بآيا صوفيا، يبيّن الدليل السياحي التركي أن تشورا هي عبارة عن كنيسة بناها البيزنطيون، وقد أُطلق عليها اسم كنيسة المخلص المقدس، وتشغل جدرانها وأسقفها رسومات ولوحات، هي تماماً كالتي موجودة بمتحف آيا صوفيا، حول ولادة ونشأة السيد المسيح وحواريه والسيدة العذراء وبعض اللوحات المتعلقة بالثقافة البيزنطية.

وتتشابه الكنيستان، بتاريخ البناء والتحول لمساجد ثم إلى متاحف ثم إلى مساجد، إذ بنيت آيا صوفيا في عهد الإمبراطور جستنيان عام 532، واستغرق بناؤها نحو خمس سنوات، حيث تم افتتاحها رسمياً عام 537، وهي الأكبر والأهم لا شك، لأنها المعلم المعماري البيزنطي الأبرز، واستمرّ مبنى آيا صوفيا على مدار 916 عاماً ككاتدرائية ولمدة 481 عاماً مسجداً. ومنذ عام 1935، أصبح متحفاً، إلى أن تحوّل إلى جامع في يوليو/ تموز الماضي، وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ المنطقة.

ويتوقع مراقبون أن يواجه مرسوم الرئيس التركي بتحويل متحف الكريه إلى جامع، انتقاداً كما حصل خلال تحويل متحف آيا صوفيا لمسجد، لكن ذلك برأيهم شأن تركي، وستتاح من خلال المرسوم فرصة زيارة تشورا للجميع من دون رسوم دخول كما كان في السابق.