بعثة طبية تونسية إلى إيطاليا لمساعدتها في مكافحة كورونا

11 ابريل 2020
استقبلت إيطاليا بعثات طبية من بلدان عدة (إيمانويل كريماتشي/Getty)
+ الخط -
وصلت البعثة الطبية التونسية إلى ميلانو لمساندة جهود الأطباء الإيطاليين، في مقاومة تفشي فيروس كورونا الجديد، في وقت تشهد فيه إيطاليا ذروة الأزمة الصحية في أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين به.

وكلفت البعثة العسكرية التونسية بتقديم الإسناد والدعم الطبي والمساعدة إلى الإطار الطبي بمقاطعة لومبارديا، في الشمال، وهي المقاطعة الأكثر تضرراً من الوباء في إيطاليا. وتضم البعثة أطباء متطوعين متخصصين في التخدير والإنعاش وفي الأمن البيولوجي، وكذلك ممرضين متطوعين متخصصين في الإنعاش الطبي وفي التخدير والإنعاش.

وجاءت هذه المبادرة على إثر الاتصال الهاتفي الذي قام به الرئيس التونسي قيس سعيّد، بنظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، بحسب بلاغ رسمي صادر عن الرئاسة التونسية. في هذا الإطار، أشار المحلل محمد الغواري، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أنّ تونس أظهرت رغم محدودية إمكاناتها المادية واللوجستية أنّها على قدر من المسؤولية الأممية التي تتحملها من خلال سعيها لإعلاء قيم التضامن والتآزر الدوليين التي تمثل ركيزة المبادئ الأممية.

وأضاف الغواري أنّه يحسب للدبلوماسية التونسية أنّها "هبّت لنجدة إيطاليا بما أمكنها، في وقت تخلّى الاتحاد الأوروبي عن منتسبيه من الدول الأعضاء، في تنكّر مفضوح لأواصر تكتل منطقة اليورو المبنية على مصالح اقتصادية قبل القيم الإنسانية". ولفت إلى أنّ كورونا سيقلب الموازنات والتوازنات الدولية، إذ تعززت أسس علاقات بين دول فيما اهتزّت تحالفات بين أخرى، مشيراً إلى أنّ العالم سيكون مختلفاً في حقبة ما بعد كورونا.



بدورها، ذكرت وزارة الخارجية التونسية أنّ "إيفاد الفريق الطبي التونسي إلى ميلانو، عاصمة مقاطعة لومبارديا، يأتي في إطار تفعيل الرؤية التي دعا من خلالها رئيس الجمهورية إلى اعتماد مقاربة شاملة تكفل توحيد الجهود على المستوى الدولي لمواجهة هذا الوباء، وحرص تونس، في هذا الظرف الاستثنائي على الوقوف إلى جانب إيطاليا التي تعتبر أحد شركائها الرئيسيين، تجسيداً لمتانة علاقات الجوار والصداقة والتعاون بين البلدين، بالإضافة إلى الاستجابة لطلب الجانب الإيطالي، وبالتحديد رئاسة مقاطعة لومبارديا، الحصول على دعم الدول الصديقة من خلال إيفاد بعثات طبية".

وأضافت أنّه "جرى استقبال الوفد الطبي التونسي من قبل كلّ من كاتب الدولة المكلف بالعلاقات الدولية لدى رئاسة مقاطعة لومبارديا، آلان ريزي، وعمدة ميلانو، جوزيبي سالا، وعدد من المسؤولين بالمقاطعة، إلى جانب ممثلين عن المجمع الطبي سان دوناتو، الذي يعتبر إحدى أبرز المؤسسات الاستشفائية في إيطاليا وأوروبا والذي يرتبط بعلاقات تعاون متميزة مع تونس، وذلك بحضور كلّ من سفير الجمهورية التونسية بإيطاليا، معز السيناوي، والقنصل العام لتونس بميلانو، نصر بن سلطانة".

وحظيت المبادرة بـ"إشادة وتثمين رئيس مقاطعة لومبارديا، أتيليو فونتانا، الذي أعرب عن شكره لتونس على هذا الدعم، الذي يعكس خصوصية العلاقات التونسية الإيطالية ويكرّس الروابط الإنسانية بين البلدين الصديقين. كذلك أكّد مسؤولو المقاطعة أنّ هذا الدعم يكتسي أهمية بالغة في الظرف الراهن، في ظل الحاجة إلى دعم الإطارات الطبية وشبه الطبية لتعزيز الجهود التي تبذلها المؤسسات والهياكل الصحية في المقاطعة"، بحسب المصدر نفسه.



بدوره، أكّد رئيس جمعية الصداقة التونسية الإيطالية، محمد بن صوف، في حديث إلى "العربي الجديد"، أهمية التعاون بين تونس وإيطاليا، لمواجهة وباء كورونا الجديد، مشيراً إلى أنّ التضامن بين الشعبين والحكومتين ضروري في هذه الجائحة التي لا تميز ما بين البلدان والجنسيات، مشدداً على أنّ العلاقات التونسية - الإيطالية قديمة جداً.

وأشار إلى أنّ مبادرة تونس تعكس سعياً لتكريس التضامن الدولي، كما أنّ تاريخ مساهماتها حافل من خلال البعثات العسكرية التونسية التي شاركت في مهمات أممية عدة في دول عاشت أزمات وحروباً أهلية وأوبئة.
المساهمون