يتفاءل القائمون على المعرض الأوروبي لتخزين الطاقة في دوسلدورف، بتوسّع آفاق تقنيات تخزين الطاقة على الصعيد العالمي، خصوصًا بعد توقيع اتّفاق حماية المناخ في باريس، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري بشكلٍ تدريجي، مما يزيد من الحاجة إلى الطاقة الشمسية أو الطاقة الرياحية، وبالتالي الحاجة إلى بطاريات تخزين الطاقة، خصوصًا بطاريات ليثيوم- أيون، حيث تقوم شركات ضخمة في الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية بإنتاج هذه البطاريات.
قدرة استيعاب كبيرة
تتوقّع الشركة الإعلامية الكندية "فيجول كابيتاليست"، أن يتضاعف الإنتاج العالمي لبطاريات الليثيوم في عام 2020، إلى ست مرّات مقارنةً بالعام 2016، ليصل إلى أكثر من 174 جيغاواط/ ساعي، مما يجعل طاقة تخزين البطاريات في العام 2020 أكبر من الطاقة المخزنة في محطات توليد الطاقة بالتخزين الضخي في العالم، حيث تعتمد هذه الأخيرة على ضخ الماء في خزاناتٍ مرتفعة، بغية إعادة ضخ الماء بشكل عكسي عند الحاجة إلى توليد الطاقة.
كما تتوقّع "فيجول كابيتاليست" أيضًا، أن يتوزّع الإنتاج العالمي لبطاريات تخزين الطاقة بين الصين بنسبة 62% ، ثم الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 22% وكوريا الجنوبية بنسبة 13%، مما سيساهم في خفض أسعار هذه البطاريات بشكل أكبر من السنوات العشر الماضية، حيث انخفضت أسعار بطاريات الليثيوم أكثر من 80%.
أما الوكالة العالمية للطاقة المتجددة فتتوقّع أن تنخفض أسعار البطاريات إلى نصف ما هي عليه الآن.
السيارات الكهربائية تساهم في إنتاج البطاريات
يرى البروفسور أوفي زاور، أن انخفاض تكاليف إنتاج البطاريات سيزيد من مبيعات السيّارات الكهربائية، حيث تتوقّع الوكالة العالمية للطاقة المتجدّدة ارتفاع نسبة السيّارات الكهربائية في الصين إلى 30% في العام 2030، وإلى 20% في كل من ألمانيا وبريطانيا وولاية كاليفورنيا، كما سيؤدّي انخفاض تكاليف إنتاج البطاريات إلى انخفاض تكاليف تخزين الطاقة الشمسية والطاقة الرياحية، ممّا سيرفع طلب الشركات الخاصّة والحكومية لبطاريات تخزين الطاقة.
يستفيد من هذا الانخفاض أكثر من مليار ونصف إنسان يعيشون حتى الآن بدون تيار كهربائي، فالخلايا الكهروضوئية والبطاريات تعد مصدرًا رخيصًا للطاقة الكهربائية في المناطق النائية، كما سيدعم الانخفاض المستمر لأسعار البطاريات استبدال مصابيح الكيروسين ومولدات الديزل بشكل أسرع.
الطاقة الشمسية والرياحية في التدفئة والمواصلات
تصب النسبة الكبرى من الطاقة الشمسية والرياحية في شبكة الكهرباء وتستهلك بشكل مباشر، لكن في حال ازدياد العرض على الطلب سنفقد هذا الفائض من الطاقة. تستخدم كل من الدنمارك وشمال ألمانيا الفائض من الطاقة المتجدّدة في تسخين الماء في شبكات التدفئة المركزية، كما يُمكن استخدام الفائض أيضًا في توليد الغاز عن طريق تقنية تحويل الطاقة إلى غاز، حيث نستطيع تحويل الماء عن طريق التحليل الكهربائي إلى هيدروجين، يخزن هذا الغاز ويستخدم في المواصلات العامة أو في الصناعات الكيميائية، فيمكن مثلًا عن طريق الهيدروجين إنتاج كل من الديزل والكيروسين والميثان والمنتجات الأولية للصناعات الكيميائية.
دعمٌ سياسي؟
لا تستطيع تقنية تحويل الطاقة إلى غاز منافسة الغاز والنفط حتى الآن، لذلك تطالب شركات تصنيع بطاريات تخزين الطاقة سنّ قانون يخفض من الضرائب المفروضة على هذا النوع من التقنية، مما يساهم في تخفيض تكلفة تحويل الطاقة إلى طاقة حرارية أو إلى وقود.
تحظى هذه التقنية ببعض الدعم السياسي، حيث أكد هانلور كرافت رئيس وزراء ولاية شمال الراين على أهمية تطوير إنتاج بطاريات التخزين والطاقة المتجدّدة بشكل سريع ومتناسق، مما يساهم في دمج هذه التقنية في شبكات الطاقة.
(المقال الأصلي)